أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائدة جرجيس - اب في الصف الاول














المزيد.....

اب في الصف الاول


رائدة جرجيس

الحوار المتمدن-العدد: 8395 - 2025 / 7 / 6 - 00:08
المحور: الادب والفن
    


تفكيك الطفولة في "حمّودي الصف الأول" – رؤيا تفكيكية في شعر محمد جبار
تتناول نص "حمّودي الصف الأول" للشاعر الفنان محمد جبار المبدع بوصفه نصًا يُعيد مساءلة مفاهيم الطفولة والهوية والبراءة من خلال مقاربة تفكيكية. تستند القراءة إلى آليات جاك دريدا في تفكيك البُنى الثنائية، وتفكيك المعنى الثابت لصالح قراءة تكشف التوترات والخروقات داخل الخطاب الشعري، حيث تتحول الطفولة من براءة إلى عبء، والمعلمة من رمز أمان إلى أثرٍ مفقود، والعطر من علامة حنان إلى تذكيرٍ فادح بطفولةٍ منهوبة.
يفتح النص الشعري "حمّودي الصف الأول" بوابة مأساوية لطفلٍ يُنتزع من عالمه البريء ويُقذف في قلب تجربة فُرضت عليه، لم يخترها، ولا يملك أدوات فهمها. يظهر النص على سطحه كسرد بسيط لطفل في أولى خطواته الدراسية، لكنه تحت هذا السطح يُخفي شبكة معقدة من الرموز والاختلالات في البنى المعرفية التي تنتج معنى "الطفولة".
انهيار ثنائية الطفولة/البلوغ
"وأنتَ بهذا العمرِ... أو تحسبهم منكَ وتأخذهم بالأحضانِ الواحدَ تلو الآخرِ، مثلكَ مثل أبٍ ذي قلبٍ رحب؟"
هنا تتقوّض ثنائية البراءة/الخبرة، إذ يُمنح الطفل دور "الأب"، لا كتعبير رمزي عن النضج، بل كحالة مأساوية يُنتزع بها من زمنه الحيوي. التفكيك يفضح هذه الإزاحة القسرية التي تُعطل المفهوم السائد للطفولة بوصفها محمية، وتكشف هشاشة الحدود بين المراحل العمرية حين تتدخل القوى القهرية (اجتماعية أو نفسية).
المعلمة والعطر – من الأمان إلى الفقد
"عطر معلمة الصف / عطر معلمة الصف / عطر معلمة الصف..."
يكرّر الشاعر عبارة "عطر معلمة الصف" بإيقاع موسيقي حزين، مما يُغرق النص في نغمة فقد. هذا التكرار لا يُؤكد حضور المعلمة، بل يؤكد غيابها إذ يصبح العطر أثراً لما كان.
من منظور تفكيكي العلامة (العطر) تنفصل عن مدلولها الأصلي (الأنوثة/الطمأنينة) وتُعاد قراءتها كرمز لغياب الطفولة ومحو لحظاتها الحنونة. إنها ليست "عطرًا" بل "ندبة".
"بلاتينيوم" كرمز متفجّر
"كان (بلاتينيوم) وصلتَ إليه مصادفةً وبعمرٍ رخو"
تُسجّل هذه الجملة نقطة انهيار مركزية في النص، إذ تُقحم علامة تجارية (بلاتينيوم) في قلب تجربة طفولية، في تناقض صارخ.
منطق الطفولة يتفكك عند هذه اللحظة؛ حيث يُعاد تشكيل الهوية الطفولية ضمن سوق الاستهلاك ورموز الكبار.
التفكيك هنا لا يفضح فقط تسلع الطفولة بل يُظهر كيف تفقد العلامات دلالاتها المستقرة لتنتج خياناتها الذاتية.
سؤال بلا جواب– مركزية المعنى تتفك
"من هؤلاء؟ / من أين أتوا؟ / ولماذا اختاروك أبًا من دون الناس؟"
الأسئلة التي تُطرَح لا تجلب معها أجوبة، بل تعمّق الفجوة المعرفية. النص لا يقدّم معرفة، بل يُعرّي الجهل القسري المفروض على الوعي الطفولي. في منظور التفكيك، اللا معنى لا يُفسد المعنى بل يشاركه البنية.
ما يُظهره النص هنا هو تفكك المرجعية: لا أحد يعرف لماذا اختير هذا الطفل ليكون "أبًا"، ولماذا فُرض عليه هذا الدور
يُعيد "حمّودي الصف الأول" تشكيل الطفولة بوصفها موقعًا هشًّا للتأويل، لا كحقيقة بيولوجية أو مرحلة زمنية مستقرة
من خلال مقاربة تفكيكية يظهر أن النص يُفكك ذاته باستمرار، ويشكّك في مركزية المعنى وفي استقرار الدلالات وفي ثنائيات "الطفل/الكبير"، "المعلمة/الغريب"، "العطر/البلاتينيوم".
إنه نص ينقلب على براءته الظاهرة، ويُنتج خطابًا شعريًا مريرًا عن الطفولة المسلوبة وعن عالم لا يُجيد سوى انتزاع البراءة واستبدالها بأدوار بلا ملامح.

حموّدي الصفِ الأول
محمـد جبار
ـــــــــــــــــــ
وأنتَ بهذا العمرِ ،
اثمة ما يشغلُ بالكَ غيرَ معلمةِ الصفِ ،
وحفظُ حروفِ قرائتك الأولى ،
والعودةُ من مدرسةٍ اجبرتَ عليها ركضاً للبيت ؟
وأنتَ بهذا العمرِ وبوغْتَ بهؤلاء
ديانا ومادونا وداليا واوراس واوسكار وبارق وميامي
أوَ تعرفهم ؟
أو تحسبهم منكَ وتأخذهم بالأحضانِ الواحدَ تلو الآخرِ ،
مثلكَ مثل أبٍ ذي قلبٍ رحب ؟
من هؤلاء
ومن أين أتوا
ولماذا اختاروك أباً من دونِ الناس ؟
من قالَ لهم أن يعثوا فرحينَ بكلك ، ؟
ان ينتزعوا منك الشَعرَ ومشطَ الشَعرِ وآثارَ أصابعِ أُمك ؟
من قال لهم ان ينسوك قراءتك الأولى وكتابةَ واجبكَ البيتي
وهمسَ معلمةِ الصف
وعطرَ معلمةِ الصف
وعطرَ معلمةِ الصف
وعطرَ معلمةِ الصف
وعطرَ معلمةِ الصف
كان ( بلاتينيوم ) وصلتَ اليهِ مصادفة ًوبعمرٍ رخو .



#رائدة_جرجيس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذئب ُ الازرق..نقطة سكون
- اساور الوعود
- نبض الشام في وجدان المملمة
- قدسية قصيدة
- ساعات..
- أفروديت
- صوتُ شهيد ط
- قارورةَ ماء..لكن ورد
- سعفات اللوعة
- شهوةُ الديار
- سفارة... علي وعلى اعدائي
- حصاد الجرف
- حصادُ الجرف
- الكتاب
- عند سواحل الذكرى
- العيد
- نجوم
- أولادُنا
- قلمي
- حين قضي الامر


المزيد.....




- التحديات التي تواجه التعليم والثقافة في القدس تحت الاحتلال
- كيف تحمي مؤسسات المجتمع المدني قطاعَي التعليم والثقافة بالقد ...
- فيلم -أوسكار: عودة الماموث-.. قفزة نوعية بالسينما المصرية أم ...
- أنغام في حضن الأهرامات والعرض الأول لفيلم -الست- يحظى بأصداء ...
- لعبة التماثيل
- لماذا يا سيدي تجعل النور ظلاماً؟
- نشطاء يريدون حماية -خشب البرازيل-.. لماذا يشعر الموسيقيون با ...
- -ماء ونار-.. ذاكرة الحرب اللبنانية في مواجهة اللغة وأدوات ال ...
- أردوغان يستقبل المخرج الفلسطيني باسل عدرا الفائز بأوسكار
- توقيع اتفاق للتعاون السينمائي بين إيران وتركيا


المزيد.....

- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائدة جرجيس - اب في الصف الاول