أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فراس سعد - فكرة وحركة المواطنة السورية















المزيد.....

فكرة وحركة المواطنة السورية


فراس سعد

الحوار المتمدن-العدد: 8390 - 2025 / 7 / 1 - 16:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مشروع تمهيدي لفكر المواطنة ولتكوين حركة مواطنة سورية
سننشر المشروع في عشر حلقات كل منها يتناول زاوية من زوايا المشروع وهي كلها تخص المجتمع السوري والهويات السورية وسبل الوصول الى اجماع سوري وهوية سورية وانتماء سوري يقوم على أساس المواطنة وعلى أساس دولة المواطنة الراعية لكل السوريين دون تمييز من أي نوع.

((الحلقة الأولى))
أبدأ هذه الحلقات بسؤال:
هل تكونت الهويات الجماعية بناء على خلل في هوية الفرد أثناء ظروف قاهرة؟
جوهر كل الهويات المعروفة يحدد في ميل الفرد الى الجماعة للاحتماء بها فالشعور بالهوية الجماعية هو نمط من التفكير منعكس لحالة نفسية لاشعورية عند الانسان المفرغ من كينونته الذي اكاد أقول انه انسان لا يشعر بذاته ككائن قائم بذاته أو فردا كامل الاهلية.
إذا الهوية الجماعية هو ضد الهوية الفردية ضد الكينونة الفطرية لكل منا
في عصر الهويات لا رأي خاص ولا وجود خاص للفرد منا بمعزل عن الجماعة، إنه قصور مسؤول عنه نمط التربية والقمع الابوي والاجتماعي الذي ينتج لنا "لا فرد" أو "كائن رقم" لا قيمة له دون الجماعة، كائن لا يشعر بذاته لا ينتمي إلى ذاته إلى هوية فردية تخصه،
2
كل هوية جماعية نزوع ميتافيزيقي:
اميل لافتراض او حتى اعتبار ان سؤال الهوية هو سؤال ينتمي الى عالم الميتافيزيقيا، بالأخص هوية مجتمع، اضافة لذلك فمجرد افتراض شخص مثقف او سياسي او حتى عالم سياسي او فيلسوف او عالم اجتماع انه يمكنه بخصوص هوية مجتمع ما طرح فرضية ما او تعيينا من اي نوع او تسمية بذاتها هو امر اقل ما يقال فيه انه بعيد عن الواقعية او تنطعا او حتى هنجعية ... فهوية المجتمع يقررها هذا المجتمع وبأسلوب علمي، اي عبر استفتاء واسع النطاق يلتزم المعايير العلمية الصارمة،
فالهوية ليست مقولة أو رأيا فرديا، انها مثل كل ما يتعلق بالمجموعة امر تقرره المجموعة عندما تملك حرية التعبير عن رأيها دون خوف من اي نوع من العقاب او المساءلة ... عندها سيرينا الاستفتاء العلمي توجهات الرأي العام واي انتماء او تعريفا او تسمية يختارها لنفسه، وغالبا ستتغلب عدديا تسمية او تعريفا ما، عندها يمكن القول ان هذا التعريف الحاصل على أكبر عدد من الاصوات يمكن ان يكون هوية المجتمع، إنما دون اغفال لبقية التعريفات ... واميل للقول ان هوية مجتمع ما هي ليست هوية الاكثرية انما هوية مختلطة.. وان المجتمع الحي يميل لاختيار هوية تنتمي الى المستقبل تضمن له حياة أفضل مادية ونفسية.. اما المجتمع الفاقد للحيوية والمتعلق بالماضي فلا شك سيرفض هذا الخيار المستقبلي، ويتمترس خلف هويات الماضي، واغلبها هويات تقطر منها المعاناة والدم والآلام.. تعيق المجتمع عن الحياة وعن النمو وعن الحرية لأنها تعيده عند كل مفصل وحدث مصيري الى ذات السؤال من نحن؟ اي الى سؤال الهوية.
الهوية الجماعية بشكلها السياسي الثقافي أمر مصنع وفقا لمصالح قوى سياسية واقتصادية. لا أعرف إن كان العقل السياسي العربي قبل قرنين يبحث في مسألة الهوية أو هو اكتشفها بشكلها السياسي الجماعاتي.
فالسوري والمصري والخليجي قبل قرنين كانوا يعرفون أنفسهم بأنهم عثمانيون. هذه هوية يمكن اعتبارها الان هوية سياسية. اما يومها اي قبل قرنين وأكثر فهل كانت تعتبر كذلك؟
أعتقد أن الشعور ب الهوية الجماعاتية -نسبة الى جماعة- الثقافية والأقوامية -نسبة الى قوم- هي مسائل تشكلت بالتراكم الزمني وبالتجارب والصراعات كتعريف تمييزي للذات النحن عن الاخر كل آخر واي آخر، بالتالي فالشعور بالنحن الهوية مسألة مكتسبة وضرورية في حالة الحروب والقلاقل الكبرى.
يصح هذا الامر على هويات الجماعات التاريخية قبل الدولة كما بصح على الهويات السياسية والفكرية وسواها التي تتولد لدى الفرد بعد انتسابه الشعوري أو التنظيمي الى حزب أو تيار أو جماعة فكرية. فالهوية امر مصنع بالاصل ومكتسب.. وهو شعور بانتماء الانا الى النحن.. في كل مستويات الانتماء. وهو شعور ربما يكون ضروريا الحصول على الطمأنينة الوجودية والتوازن لاسيما في حالة الاضطرابات الكبرى والحروب التي ينمو خلالها شعور القلق والخوف على الذات الفردية فيسارع الفرد للقفز إلى عربة الجماعة التي توفر له الحماية أيا كان نوعها ...
ما اقترحه هو هوية نهائية ارضية مصنّعة "هوية عُليا أرضية" -للتفريق عن هوية دينية سماوية لا تتناقض معها ولا تلغيها-
اقترح هوية وحيدة للدولة هي هوية الدولة الراعية يكون لها الانتماء الاول والولاء الاكبر. وهو ما يضمن استقرارا عاما وشعورا بالمساواة بين جميع المواطنين ...

3

الجماعات والمِلل والدولة
توفير ظرف مناسب لتفكيك الجماعات التاريخية

بالنسبة للجماعات السورية فهي على نوعين: الأولى: جماعات تاريخية وهي موجودة قبل الدولة فهي تشكل خطر على السوريين كمواطنين،
الثانية: جماعات ستولد الان ومستقبلا بفعل لقاء مواطنين كاملي الحقوق والحريات.
ان من حق المجموعات القديمة لاسيما الطوائف الدينية والاقليات من كل نوع التي تكونت قبل قرون وقبل الدولة عموما ان نوفر لها الظروف المناسبة للتفكك والتحلل والعودة الى مكانها الطبيعي كتنوعات اجتماعية تاريخية مكانها المتاحف واقسام التاريخ في الجامعات.
وفي المقابل يجب تأسيس كل الظروف المناسبة لولادة الجماعات الحديثة من احزاب وجمعيات وتيارات فكرية وسياسية واجتماعية وثقافية وتشجيع الاحزاب والجمعيات التنموية المتخصصة بعد النظر في حاجة المجتمع السوري وفي الاولويات وملأ النقص في المجالات والقطاعات الفقيرة
مثلا: حزب متخصص بإنارة سوريا. توليد الطاقة الكهربائية
حزب متخصص بتوفير التعليم للأطفال.
حزب مهمته تشجير الأرياف السورية ...الخ
اما التوجهات السياسية فيفضل ان تكون في نطاق جمعيات وتيارات فكرية سياسية غير تنظيمية كيلا تؤدي الصراعات الحزبية الأيديولوجية الى تكرار الازمات الوطنية وتسربها الى الجيش ما يهدد بعودة الديكتاتورية

المجتمع حر في تعدده أو لا تعدده وحر في ان يكون له نمط واحد اساسي أو الا يكون له نمط واحد اساسي. وحر ان يكون له عدة انماط اجتماعية. لكن عندما نمنح مرجعية دستورية للأنماط الاجتماعية فنحن ندفعها أو نشجعها لان تكون مستقلة ومنقطعة بل مكتفية بذاتها عاملة على تكوين هوية خاصة أو على مأسسة هويتها الخاصة لتتحول الى كيان أو مكون باسم هذه المرجعية الحقوقية التي سيستند اليها حتما رجال طامحون ضمن هذا النمط أو الثقافة الاجتماعية فيطالبوا ويعملوا على تأسيس تشكيلات ثقافية واجتماعية سرعان ما تتحول إلى بنية قوية لما يشبه حالة او حدود مؤطرة أو مغلقة كيان أو كانتون... رأينا ذلك خلال الحروب اللبنانية الساخنة والباردة عبر قرنين من الزمان وبدعم وتشجيع أوروبي الى أن تحولت الجماعات ذات الانماط الاجتماعية المتعددة الى مشاريع دولتية صغيرة أو لدويلات صغيرة الى جانب الدولة التي تحولت بعد 1975 الى حالة اسمية أو شرفية ليس لها نفوذ أو كلمة على تلك الدويلات أو الحالات الدولتية .
وسبب الخوف في سورية من تحول الجماعات ذات الانماط الاجتماعية الخاصة أو المتميزة آلى جماعات دولتية أو ذات نزوع دولتي مسالتان:
1 الماضي الذي تعتز به وترغب باستعادته أو التواصل معه والذي يمثل لها هوية ومجدا مفتقد سواء كان مجدا حقيقيا أو موهوما ورغبة بعض اسرها ذات العراقة باستعادة امجاد ومنافع ارستقراطية..
2المؤثر الدولي الذي يشجع على الاختلاف وعلى تنمية الخلافات الصغيرة فيسهل له تطبيق سياساته عبر الاستفراد بالجماعات كل واحدة على حدى.
3 طبيعة النفسية المشرقية النازعة للتجمع والنبذ في ذات الوقت، فبقدر ما يوجد دافع لتكوين "نحن" يوجد دافع لإيجاد "آخر".



#فراس_سعد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حل نهائي جذري للصراعات المسلحة العالمية
- اعادة بناء المعارضة السورية . معرفة الذات والدور
- كيف ينظر النظام السوري الجديد إلى شعبه ؟
- كيف يجب أن تكون المعارضة وكيف يجب أن تكون الدولة
- امريكا تمنع الموظفين السوريين من قبض رواتبهم
- هل تركيا قدرنا الجيوسياسي ؟ هدية إيران اسراىيل المسمومة للاس ...
- فنانة سورية تواجه المشروع الإيراني الاسرائيلي في سوريا
- فلسطين مسألة شعبية سورية . والهوية الشامية
- اعلان ابرام- ابراهام ونهاية النظام العربي
- عشر سنوات على اعتقال القيادي الشيوعي عبد العزيز الخير في سجو ...
- الفلسفة الحيوية- مبادئ وتعريفات
- الفدرالية وفكرة المكونات مشكلتين بالنسبة لسورية
- سورية مسألة اسرائيلية والاثم الفلسطيني
- الثورة تعترف بأخطائها
- سورية المدمرة على يد النظام والمعارضة
- كزخ المطر شهداء شهود
- سأحرق نفسي في باب توما
- عائلة المجد ....عائلة علي العبد الله
- المريض السوري 2 : أخاف على خوفكم عليّ
- المريض السوري : مرة ثانية ... و العود أحمد ؟! ( إلى مهند الح ...


المزيد.....




- نجا بأعجوبة.. صاعقة تضرب قريبًا جدًا من رجل توصيل
- -هذا هو الهدف الاستراتيجي الأكبر لإسرائيل في سوريا- - مقال ر ...
- كل ما تريد معرفته عن خليفة حفتر.. رجل ليبيا القوي وحلفاؤه في ...
- أضرار بالغة.. الهجوم الإيراني على مصفاة حيفا كبّد إسرائيل خ ...
- لوحة جدارية عملاقة في فرنسا تنتقد سياسات ترامب في مجال الهجر ...
- اكتشاف علمي سويدي يعيد الجدل حول تجدد خلايا المخ البشري
- فرنسا تطوي وجود عسكري استمر 65 عاما في السنغال
- القوات السورية تنسحب من السويداء وإسرائيل تقصف دمشق.. ما الت ...
- قتيلان وجرحى إثر هجوم على كنيسة كاثوليكية في غزة والبابا يدع ...
- ماذا تريد إسرائيل من قصف دمشق؟


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فراس سعد - فكرة وحركة المواطنة السورية