أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير الحامدي - قليل قليل من رحلة عمر: حول تجربتي في حركة عصيان














المزيد.....

قليل قليل من رحلة عمر: حول تجربتي في حركة عصيان


بشير الحامدي

الحوار المتمدن-العدد: 8390 - 2025 / 7 / 1 - 04:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الحقيقة بعد 17 ديسمبر 2010 لم تعرف تونس تنظيما ثوريا مثلما كان تنظيم عصيان.
فعصيان يمكن القول إنه جاء بعد فشل كل التنظيمات السابقة له في الاستمرار بالثورة وتعبئة الجماهير الشعبية لمواصلة تنفيذ المهام الثورية التي ترجمتها في الشعارات الثورية التي رفعتها.
اعتقد أنه التنظيم الوحيد في تونس الذي لم تكن لقياداته كما لقاعدته أية علاقات مع اليمن بكل أطيافه ومع النظام بكل أطرافه.
كما يمكن القول إنه كان يعتبر نفسه الوريث الوحيد الشرعي لمؤتمر نابل لمجالس ولجان حماية الثورة.
وبمعنى ما تعتبر التجربتان اللتان للأسف لم تستمر طويلا في الزمن الوحيدتان اللتان كان يمكن أن تكونا المعبر نحو مستقبل لتونس مخالف لما عرفناه مع الانتقال الديموقراطي ومع الانقلاب الأول والثاني على 17 ديسمبر وعلى الثورة وعلى مصالح أربعة أخماس الشعب التونسي.
لقد كتبت سابقا عن التجربة وذكرت كيف جاءت ولكن تلك الكتابة كانت مقتضبة جدا وعليه ها أني أبدأ من حيث يجب أن أبدأ.
كيف جاءت فكرة تنظيم عصيان
طان ذلك في أواخر سنة 2011 ذكر أني وقتها كنت قد غادرت تنظيم رابطة اليسار العمالي نهائيا ويوما ما كنت جالسا وجدي في مقهى ّلونيفار" فجلس بجانبي شخص لم أكن أعرفه من قبل وقتها. وتبادلنا أطراف الحديث فقال لي أنا أعرفك... وذكرني بالاسم وأضاف قائلا أعرف أنك لم تعد منتظما في رابطة اليسار العمالي وتواصل بيننا حديث من هنا وهناك وافترقنا.
السيد هذا هو صلاح الداودي الذي قدّم لي نفسه وقتها أنه أستاذ جماليات في الجامعة التونسية. وانعقدت صداقة متينة بيننا ومن هناك يمكن أن نقول أن تجربة عصيان بدأت.
في ذلك التاريخ (نحن وقتها يمكن في شهر نوفمبر ديسمبر 2011 إن لم تخني الذاكرة) وتكررت لقاءاتنا كنا نجلس تقريبا في كل مقاهي تونس العاصمة إلى أن صادف أن قدمت له طارق الشامخ ومن يومها صرنا الثلاثة لا نفترق وبدأ التفكير في أن نأسس تنظيما ملائما لما نحمل ثلاثتنا من أفكار كانت وقتها قريبة جدا من بعضها مع اختلافات ثانوية قليلة.
وأذكر أن طارق الشامخ وقتها كان قد حسم مع المجموعة التي كونها لما خرج عن محمد الكيلاني.
وقتها كنا مجموعة أنفار مستقلين عن كل التنظيمات ولكننا ناشطون جدا سياسيا ولنا أنصار كثيرون في الحركة وحركة المعطلين والشباب عموما واذكر أنه كانت لنا علاقات مميزة مع مجموعة واسعة كانت تصدر نشرية سياسية ورقية بالطرق التقليدية أذكر من بين عناصرها عادل فوضى (الذي مات موتا طبيعيا) بعد سنوات وخليل عباس... وكثيرون آخرون.
لم نكن على اختلاف كبير في المسائل الجوهرية ولكن ما كان مستعصيا علينا وقتها هي تسمية هذا التنظيم .
ما هو الاسم الذي سنخرج به للناس وقتها ؟ يجب أن يكون ـ مختلفا وقصيرا وسياسيا يحيل إلى جملة المبادئ التي نرفعها. والتي يمكن أن نجملها بشكل مكثف في:
مقاومة الانقلاب ـ مواصلة المسار الثوري ـ استئناف الثورة ـ مقاطعة كل المسارات الانتخابية اللبرالية ـ التوجه للجماهير بدل التوجه للنخب اليسارية الفاشلة ــ عدم خلاص الديون ـ حل أجهزة القمع ـ محاسبة الفاسدين ـ تكوين لجان للدفاع الذاتي في الجهات والمحليات ـ العمل على إقامة مؤتمر ثوري تحضره كل المجموعات الثورية ـ
كان هذا هو ما نؤمن به ولأكن واضحا هنا كان هذا ما كنت أنا أراه من مبادئ. لكن كلامي بهذه الصورة لا يجب أن يفهم منه أن الصديقان صلاح وطارق ربما لا يؤمنان بذلك وقتها ولكن لا يجب أن ننفي أن هناك من يمكن أن يتغير ويغير مبادئه وله كامل الحرية في ذلك.
وقتها وها أني أزيد وأوضح أننا كنا نتقاسم الحلم بتنفيذ ما ذكرته سابقا. المهم أن أكثر ما اتعبنا وأخذ منا وقتا طويلا جدا هو التسمية لنستقر نهائيا على اسم عصيان...
ليس العصيان المدني كما سيتبادر لأذهانكم لأننا لم نعرف ولم نتثقف إلا على ما يسمى بالعصيان المدني... وللأسف هناك من هو إلى الأن يستعمل كلمة عصيان مدني للدلاله على رفض قرارات السلطة والتحرك ضدها.
كان السؤال الكبير هو هذا كيف يكون عصيانا ومدنيا في نفس الوقت ولإزالة هذا اللبس وضحنا أن العصيان الذي نريده ليس مدنيا بل عصيان اجتماعي أي عصيان يشارك فيه المعطل جنبا لجنب مع العامل مع الطالب مع الموظف مع التلميذ مع ربات البيوت ويتسلحون فيه بما يقدرون. (ما يخلصوش الضو والماء والانترنيت وغيرها من الاستخلاصات) يطالبون بإسقاط النظام وبالمحاسبة وينتظمون في مجالس دفاع ذاتي ويطالبون بحل البوليس والجيش. كان هذا ماذا نعني بالعصيان الاجتماعي الذي ولا شك يختلف جذريا عن العصيان المدني.
بداية النشاط في عصيان وتأسيس منتدى الثقافة المدنية
كذلك أذكر أنه وقع الاتفاق على إصدار جريدة " المشترك" التي سينجز منها عدد واحد.
وقد كان الاجتماعات الأولى مع الشباب مثمرة جدا وقد ساعدتنا وقتها قيادة UDC ومنحتنا مقرها الذي كنا نجتمع فيه كلما كان ذلك مطلوبا.
أذكر كذلك أننا أسسنا منتدى الثقافة المدنية في دار الثقافة ابن رشيق الذي كان توقيته يوم الأربعاء مساء والذي لم يتخلف ولو أسبوعا عن تقديم نشاط ما طيلة عمر عصيان وسأنشر رابطا لفيديو يوثق لأحد هذه الاجتماعات. رابط الفيديو
https://www.youtube.com/watch?v=WGxObq76wcE...
كما أذكر أن السيد عياض العبيدي كان قد تنقل لبنقردان مع السيدة فايزة بلحاج لمخيم عزل للعائلات الفلسطينية في الشوشة ويمكن متابعة مداخلته التوضيحية حول المسالة على الرابط التالي في منتدى الثقافة المدنية https://www.youtube.com/watch?v=JqSceKmUPYo&t=9s
وللأمانة كان عياض فاعلا وناشطا وحضر مؤتمر لجان مجالس حماية الثورة بنابل كما التحق بتنظيم عصيان منذ أيامه الأولى وكان ناشطا جدا فيه برغم أن سي عياض قومي الأيديولوجيا ولكنه كان يؤمن شديد الايمان بالأفكار التي نطرحها وقد وقعت لي معه واقعة أنا وصلاح الداودي نسيت تفاصيلها وإلا لكنت سأرويها.
(يتبع)



#بشير_الحامدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقال الرابع من قليل قليل من رحلة عمر: حول تجربتي في رابطة ...
- المقال الثالث من قليل قليل من رحلة عمر: حول تجربتي في رابطة ...
- إنتصرنا !!!
- إيران ـ أمريكا
- المقال 17 من قليل قليل من رحلة عمر: رابطة اليسار العمالي تخف ...
- قبل البداية والحديث عن تجربتي في رابطة اليسار العمالي
- المقال العاشر من قليل قليل من رحلة عمر - حملات القمع والمحاك ...
- المقال التاسع من قليل قليل من رحلة عمر. أسئلة و أجوبة
- طروحات الشيوعيين الثورين وعلاقتهم ببقية التنظيمات اليسارية
- المقال السادس من قليل قليل من رحلة عمر
- المقال الثالث من قليل قليل من رحلة عمر
- المقال الثاني من قليل قليل من رحلة عمر
- لا تنتظروا منه شيئا
- تونس: مرة أخرى يقع التعدي على حريات الناس وحقهم في التعبير
- سنوات الخراب المعمم
- اعتصام المعارضة النقابية المتواصل هو المعركة الشريفة الثانية ...
- صباحات مهدورة
- 26 جانفي لا يجب أن ننسى
- نسيان
- حول تجربتي في لجنة التضامن التونسية من أجل إطلاق سراح جورج إ ...


المزيد.....




- بعد إزالة آخر سد.. شباب السكان الأصليين يستعيدون نهرهم التار ...
- مصر.. الداخلية تكشف ملابسات فيديو -سرقة أسوار حديدية من الطر ...
- وفد ديني من القدس يتفقد كنيسة العائلة المقدسة في غزة بعد الق ...
- غزة: مقتل 32 فلسطينيا على الأقل وإصابة أكثر من 100 آخرين أثن ...
- أفول الهيمنة الأميركية.. صعود الصين والمأزق في الشرق العربي ...
- القسام تبث مشاهد لعمليات استهداف آليات وقتل جنود إسرائيليين ...
- بعد الحرب.. إيران تعلن فشل خطة تدمير برنامجها النووي بالكامل ...
- لجنة الانتخابات بالكاميرون تبدأ استقبال ملفات المترشحين للرئ ...
- خبير عسكري: مقاومة غزة بدأت تستخدم تكتيكات جديدة وذكية في عم ...
- فسيفساء بومبيي الإيروتيكية.. كنز سرقه النازيون قبل 80 عامًا ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير الحامدي - قليل قليل من رحلة عمر: حول تجربتي في حركة عصيان