أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء 124)














المزيد.....

جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء 124)


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 8388 - 2025 / 6 / 29 - 17:35
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ساهمت كلير باجيس، الأستاذة المحاضرة بجامعة فرانسوا رابلي (مدينة تور) ومديرة برنامج بالكوليج الدولي للفلسفة، في القراءة الجماعية لكتاب هيجل "فينومينولوجيا الروح"، وتكلفت بكتابة الفصل الثاني عشر وقد اختارت له كعنوان "الدين الطبيعي ودين الفن"، وخصصته بأكمله للفصل السابع من رائعة هيجل.
تقول باجيس إن الفصل السابع من كتاب "الفينومينولوجيا"، الذي يتناول الدين، يسبق ويُمهّد للفصل الثامن المخصص للمعرفة المطلقة. في الحقيقة، يُعرّف هيجل الدين بأنه "وعي بالجوهر المطلق بوجه عام" أو وعي ذاتي بالجوهر المطلق. من المؤكد أن هذا الجوهر ليس بعد في ذاته ولأجل ذاته، وفعاليته ليست حرة تماما، وما يزال الوعي الذاتي لهذه الروح بحاجة إلى تعميق.
إذا سمحت لحظات الدين الثلاث للروح، المتمركزة في وعيها الذاتي، بالانتقال إلى التحديد الكامل لذاتها في ذاتها ولأجل ذاتها، فإنها لم تبلغ بعد شكلها الكامل من هذا الوعي الذاتي. وحدها الروح المطلقة ستكون فعالية حرة واعية بذاتها. ومع ذلك، فإن الفن والدين والفلسفة، بحسب هيجل، لها نفس المحتوى وتختلف فقط في الشكل، بحيث أن الدين هو بالفعل عرض للمطلق، وطريقة للإمساك بالوجود-هنا وإعطائه بما يتوافق مع الروح: "الفلسفة لها نفس المحتوى ونفس الغاية مع الفن والدين؛ لكنها أعلى طريقة للإمساك بالفكرة المطلقة، لأن طريقتها هي الأعلى، المفهوم".
من البديهي أن الفصل السابع يتبع الفصل السادس، الذي يتناول الروح، ويعزز نتائجه. الدين، سواء أكان طبيعيا أم جماليا أم مطلقا، هو نموذجي للوعي الذي يصنع الروح. أيا كان شكله، يوفر الدين للروح هيئة ذاتية تتعرف فيها على نفسها، بشكل أو بآخر، كجوهر مطلق. إنه يوفر لها معرفة ذاتية، ولكن في كل مرة في شكل تمثل، يحشد الطبيعة أو الفن أو حتى حياة المسيح للقيام بذلك؛ يجد هناك طريقة للتعبير عن الإله أو الإلهي.
دعونا نتذكر أنه يوجد لدى هيجل تاريخ للفن والدين منغمسين في تاريخ العالم، بقدر ما يمنح الفن والدين، إلى جانب الفلسفة، وعيهما الذاتي لكل عصر. ومن ثم، فإن الفصلين المتعلقين بـ"الروح" و"الدين" يتداخلان جزئياً من حيث الترتيب الزمني، ويعبران أحياناً عن وجهات نظر مختلفة حول نفس الفترة التاريخية، لكن منطقياً يسمح الدين للروح بالارتقاء إلى مستوى الوعي الذاتي، إلى معرفة ما هي في ذاتها ولأجل ذاتها، بحيث تقدم روح الدين قراءة أكثر ملاءمة للمجموع التاريخي.
يتطلب الدين حضورا مباشرا يبحث فيه الوعي الذاتي عن ذاته ويتعرف عليها، ومحتوى إيجابيا يُمثل فيه الجوهر المطلق، وحقيقة أن الوعي مُفترض في التحديد الجوهري للوعي بالذات.
يترتب على ذلك، من جهة، أن بعض الأشكال المميزة للوعي (وعي ما فوقحسي) والوعي الذاتؤ (الوعي الشقي)، وكذلك عالم الروح الأخلاقي (دين العالم السفلي؛ الإيمان بالقدر، بروح الميت؛ دين التنوير؛ ودين الأخلاق جزئيا)، إذا كانت تُقدم أوجه تشابه مع الدين، فإنها مع ذلك تتميز عنه لافتقارها إما إلى تجسيد المطلق أو إلى معرفة الذات.
يرى الوعي الشقي (الفصل الرابع) الروحَ المفردة وهي تستنزف نفسها في البحث الضائع عن ما وراءٍ تافه؛ أما أشكال "العقل" في الفصل الخامس، فهي تتناول الواقع المباشر ولا تُولي اهتماما لما فوق الحس. لا شك أن جدلية الروح (الفصل السادس) تمهد الطريق لتجلي الواقع المطلق، ولكن مملكة الإيمان التي حاربت ضدها حركة التنوير، والتي تم استحضارها في القسم الخاص بالثقافة، تظل بالنسبة لهيجل بمثابة هروب من العالم الفعلي.
من ناحية أخرى، يتميز الدين، بدرجات متفاوتة، باختلاف جوهري بين الوعي الذاتي والوجود-هنا، أو شكل الوجود المنوجد لأجل للروح، وبين تمثل الذات من قبل الروح وشكل الفعالية التي يتخذها هذا الدين، بحيث ينتهي عند تساوي الجانبين. ومع ذلك، يتفاقم هذا الانقسام إلى حد ما وفقا لشكل الدين المعني: يتحقق التوفيق بين هذين الجانبين في سياق التطور العام للدين، والذي يتضمن ثلاث لحظات أو ثلاث أشكال محددة، تُشكل اختلافات هذه الحركة. تُرتب الأشكاب الدينية على النحو التالي: "الفعالية الأولى" [die erste Wirklichkeit] التي تُضفيها الروح الدينية على نفسها، تُقدم شكلاً مباشرا أو طبيعيا (الدين الطبيعي)، والفعالية الثانية تُستمد من فعل وعي مُنتج يُدرك من خلاله الأخير ذاته ويُصبح ذاتا (دين الفن)، والفعالية الثالثة تُعزى إلى روح تُقدم نفسها في شكل وجود في ذاتها ولأجل ذاتها، مُمثلة كما هي. هذا الشكل "الحقيقي" للدين يسمى الدين الظاهر ولا يخضع إلا لشكل التمثل الذي سيتم تجاوزه في المفهوم (الفصل 8).
وهكذا، تُعيد جدلية الدين إلى الأذهان ثلاث أشكال محددة تنتمي إلى تاريخ الروح: فبينما تُشكّل أديان الطبيعة داخل الدين لحظة الوعي، فإن دين الفن هو لحظة وعي بالذات. فهو يرى الروح المطلقة تتجلى كوعي ديني يُصبح واعيا بذاته من خلال التمثيلات الفنية للإلهي التي تُنتجها الروح (تتجلى الروح لذاتها في شكل أعمال فنية)؛ أما الدين المطلق فيستأنف ويتولى حركة الفصلين المتعلقين بـ "العقل" و"الروح"، لأن الروح ستظهر فيهما كما هي في ذاتها ولذاتها، كوحدة بين الوعي والوعي الذاتي (تُدرك الروح في صورة المسيح الحقيقة الجوهرية والفعلية للمطلق). في هذا النص، سنقتصر على دراسة اللحظتين الأوليين.
(يتبع)
المرجع: https://books.openedition.org/enseditions/42441



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سيبقى لشكر جاثما على رأس حزب -الوردة- بعد المؤتمر الوطني ...
- غزة: 65 قتيلا و200 جريح بينما إسبانيا تدين “الإبادة الجماعية ...
- قناة -أنفاس مغاربية- تنظم اللقاء التواصلي الأول تحت شعار: -إ ...
- هل ما زال البرنامج النووي الإيراني شبحا يهدد إسرائيل؟
- جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء ...
- جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء ...
- جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء ...
- الولايات المتحدة تدخل كطرف ثالث في الحرب بين إسرائيل وإيران ...
- لحسن بازغ الباحث في التراث الأمازيغي يودعنا إلى مثواه الأخير
- الفنان التشكيلي عبد القادر مسكار: الفن بحث دائم عن شكل جديد ...
- فرنسا تتصرف تحت تأثير الحرب بين إسرائيل وإيران وتحتفي بالابت ...
- جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء ...
- الأستاذة مجيدة نرايس رائدة مغربية في العمل الإنساني والاجتما ...
- الدار البيضاء-سطات: نحو عهد جديد من الحكامة الجهوية
- الحزب الاشتراكي الموحد بهولندا يدين العدوان الإسرائيلي على إ ...
- الحرب بين إسرائيل وإيران: أخبار ومعلومات من المنطقة المشتعلة ...
- ترحيل الطلبة المغاربة من فرنسا
- الحرب بين إيران وإسرائيل.. آخر المستجدات مع وجهات نظر من خار ...
- جمعية الغلوسي تنظم وقفة احتجاجية أمام البرلمان تحت شعار:”لا ...
- تبادل الضربات بين إيران وإسرائيل مع استمرار الصراع


المزيد.....




- حرب غزة: لماذا يتعرض الفلسطينيون من طالبي المساعدات الإنساني ...
- -ما قمنا به في إيران كان رائعًا-.. ترامب: إذا نجحت سوريا في ...
- الاتحاد الدولي للسلة: إعلان هزيمة منتخب الأردن تحت 19 سنة أم ...
- ألمانيا... داء البيروقراطية حاجز بوجه العمالة من أفريقيا
- طهران تبدي -شكوكا جدية- بشأن احترام إسرائيل لوقف إطلاق النار ...
- الحكومة الفرنسية أمام اختبار سحب الثقة
- الموفد الأمريكي إلى سوريا: اتفاقات سلام مع إسرائيل أصبحت ضرو ...
- خبير عسكري: فقدان جيش الاحتلال قوات اختصاصية خسارة لا تعوض
- 40 عاما من الحكم.. الرئيس الأوغندي يترشح مجدّدا للرئاسة
- 47 شهيدا بغزة وعمليات نزوح كبيرة شمال القطاع


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء 124)