أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - عماد السامرائي - لا… لأني أَنا منطق الرفض النبيل في مقولة [ مثلي لا يبايعُ مثلك )














المزيد.....

لا… لأني أَنا منطق الرفض النبيل في مقولة [ مثلي لا يبايعُ مثلك )


عماد السامرائي

الحوار المتمدن-العدد: 8387 - 2025 / 6 / 28 - 19:46
المحور: قضايا ثقافية
    


الذاكره والتاريخ هي جزء من كيان الإنسان، يستمد بها حاضره الذي يعيشه ويرسم بنفس الحروف مستقبله الذي يسعى للوصول اليه، منذ الصغر وفي كل عام تستوقفني هذه المقولة( مثلي لا يبايعُ مثلك) نعم وقد خلدها التاريخ الذي طالما يبحث الكثيرون منا عن سبل الخلود، لا يخفى على الجميع إن هذه المقولة تنسب إلى الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما،حفيد النبي الأعظم محمد (ص)،تلك المقولة التي عبر بها الأمام عليه السلام بالرفض لمبايعة يزيد بن معاوية بالخلافة، حملت حمولةً فلسفية وأخلاقية عميقة جداً قد تجاوز سياقها التاريخيّ ليصل إلى مبادئ إنسانية عميقه، تأريخياً نجد قولها في سياق رفض المبايعة كون أن البيعه سوف تشرعن على المدى البعيد الظلم والفساد فالموقف هنا أذاً هو موقف مبدأ قبل أن يكون له علاقه بالمصلحة .
أما إذا ما نظرنا إلى البعد الفلسفي لهذه المقوله لوجنا الهوية الأخلاقية في أحد طرفي المعادلة التي يقابلها بالجانب الآخر الشرعية الشكلية، والتي لا تعني إن الإمام عليه السلام لم يرفض البيعه كشكل وهذا ما ذهب اليه البعض بل جاء رفضه لها كونه سوف تمنح الشرعية الأخلاقية لمن هو فاقدها وفاقد الشيء لا يعطيه أبداً مهما استطال به الدهر، ف ( مثلي)تشير هنا إلى ذلك النموذج القيمي،العادل،الشجاع وهو بالضرورة إذاً صاحب المبدأ، و(مثلك) تشير العكس تماماً إلى ذلك النموذج الفاسد والمستبد. وإذا ما نظرنا إلى الموقف كفعلٍ وجودي فالمقولة كانت تعني آيضاً إن الفعل الأخلاقي مرتبطاً بالكينونة كون أن هذا الشخص الذي هو صاحب الرسالة وحفيد النبي لا يمكن له ان يقوم بهذا الفعل كون العكس يفسد الرسالة نفسها، وهذه الفلسفه تتشابه كثيراً بما قاله سقراط عندما أختار الموت بدلاً من تخليه عن قناعته ومبدئه.
شهد التاريخ الكثير من المواقف والأحداث والى يومنا هذا والتي لها أعاداً معاصره, ولابد من البحث عن هذه الأبعاد وتسميتها في تلك الأحداث، نجدها حاضرةً في المثال الحي هنا في هذه المقوله،فأصبح بطلها رمزاً أسطورياً للضمير الحي، إذ نستحضره عندما نجد أولئك الأشخاص وهي متمسكون بموقف أخلاقي برغم التهديدات والضغوط، وعند رفض الشرفاء في الانخراط تحت مظلة الانظمه الفاسدة والأمر الأكثر أهمية يكمن اليوم عندما يتم الرفض لتزييف الوعي الجمعي بإسم الوحده أو تحت إطار المصلحة العامة.

خلاصة القول أن ذلك النسق الأخلاقي المريض جوبه بالرفض بمثلي لا يبايع مثلك فكان تعبيراً عن استعلاء المبدأ على المصلحة، حرية الإرادة وقمة التعبير عن إستقلال الضمير.

“مثلي لا يبايع مثلك…
قِّدْ طالبت بولاءٍ يعتريه طُهراً، وأنا لا أمنح إلا عهداً لا يباع، واستندت إلى السيف ولكني لم استند إلا للكلمه فمثلي ومثلك لا يلتقيان لأننا ناتي من عالمين مختلفين فعالمك يستبيح ويصنع الطغاة، وعالمي وعالم جدي وأهل بيتي ينجب الأحرار ومصنعاً للشهداء. أذاً فالمضي قدماً وحيداً هي تلك العزله على درب الحق التي هي خيراً من تلك الجموع التي تهتف وهي تمجّد الباطل.



#عماد_السامرائي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قَبْلَ أن تضع الحرب أوزارها … وسائل الإعلام الرسمي ومواقع ال ...
- العلم، المعرفة والإبداع: ثالوثُ الحضارة والمستقبل الذي لم يَ ...
- نقص القيم وفائض الطقوس،ماهي إلا أزمة اخلاقية داخل المجتمع ال ...
- جريمة العصر الناعمه… (تهميش وتسطيح الوعي)
- زمن الاستهلاك… أو عندما يتحول الإنسان إلى سلعة …
- رحلة البحث عن الذات …قراءة نقدية لرواية موسم الهجرة من بغداد ...
- “القوة تُفسد الأخلاق، هل هما أضداد أم يمكن لهما ان يتعايشان ...
- إنكار الواقع وتطبيق نظرية الحصان الميت, سياسة لا تبني دولة.
- استخدام الدراما الفنية في إثارة الفتن، جدلية الشخصيات التاري ...
- رجل الفودغا: قراءة نقدية
- إذا فسدت البيئة، فلا بد للإنسان أن يحتمي بعقله…
- الصحافة الصفراء في الإعلام العربي: قراءة في مقابلة قناة العر ...
- تلاعب السلطة الإعلامية بالعقول وصناعة( الوعي المعلّب)
- النقد والانطباع, اختلافه وتأثير المزاج في تقييم الأعمال الفن ...
- ظاهرة الفاشنيستات وأثره على تدهور الإعلام في العراق
- مستر نوركَه ورحلة سمك السلمون


المزيد.....




- رئيس الأركان الإيراني يتصل بوزير الدفاع السعودي.. ما السبب؟ ...
- ترامب: نتنياهو-بطل- ومحاكمته -مهزلة- قد تؤثر على المفاوضات م ...
- جندي إسرائيلي رفض الخدمة بغزة: يريدون تدمير حماس لكنها لا تز ...
- محارب ذكي وواقعي… أول مسلم يقترب من قيادة نيويورك
- جيش الاحتلال يعلن اغتيال حكم العيسى
- صحف عالمية: إسرائيل انقسمت مجددا بشأن غزة وترامب خلق وضعا هش ...
- حكم العيسى.. من هو القيادي البارز في -حماس- الذي أعلنت إسرائ ...
- نهائي درامي - إنجلترا تهزم ألمانيا وتتوج بأمم أوروبا تحت 21 ...
- هل تنجح مساع واشنطن لوقف الحرب في السودان ؟
- اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية تطال الجنود الإسرائيليي ...


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - عماد السامرائي - لا… لأني أَنا منطق الرفض النبيل في مقولة [ مثلي لا يبايعُ مثلك )