أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - عماد السامرائي - “القوة تُفسد الأخلاق، هل هما أضداد أم يمكن لهما ان يتعايشان معاً ؟














المزيد.....

“القوة تُفسد الأخلاق، هل هما أضداد أم يمكن لهما ان يتعايشان معاً ؟


عماد السامرائي

الحوار المتمدن-العدد: 8320 - 2025 / 4 / 22 - 07:34
المحور: قضايا ثقافية
    


“السلطة تُفسد، والسلطة المطلقة تُفسد فسادًا مطلقًا.”….. لورد اكتون

الميول إلى التجاوز والأنانية، هي النتائج التي تعبر عنها الرؤية الفلسفية التي ترى إن القوة عندما تكون مطلقة أو غير خاضعة لقانون أو حتى ضوابط وهو بالنتيجة شكل من أشكال الفساد الأخلاقي الذي أصبح في يومنا هذا مستشري الذي بالتالي يمكننا تسميته آفة مجتمعية فتاكه.
في حقيقة الأمر مصادر القوة عديده ويمكننا حصرها تحت محورين الأول هو المادي والثاني هو السياسي والاجتماعي وغالباً ما يكون مكتسباً وكلا المحورين يكتسبان الدعم الإيجابي داخلياً عندما يُغَّيب العامل الرقابي (الضمير) أو يكون غير موجود أساسا، و خارجيا عندما يكون هنالك ضعفاً أو تهاوناً في القانون ، حيث نشهد هنا بداية نشاط نوازع الأنانية بالظهور وفي هذه اللحظات تتحول القوة من وسيلة البناء المتعارف عليها إلى أداة للسيطرة والهيمنة والتي تدعمها أنذاك تدريجياً التبريرات للسلوكيات غير الأخلاقية تحت شعار المصلحة العامة أو الضرورة والأمثلة كثيره على مثل هذه الحالات في الكثير من النظم الدكتاتورية البائدة منها والمعاصره، وكذلك الحالات الفردية الاجتماعية التي دونتها صحف التاريخ والأدب حتى باتت لنا اليوم كوقائع، نذكر منها على سبيل المثال:-

• هتلر، الذي استغل سلطته للوصول إلى مطامع عنصرية، فخرّب القيم الإنسانية وأشعل حربًا عالمية.
• نيرون الروماني، الذي بدأ حكمه بوعود الإصلاح، ثم انتهى مستبدًا دمويًا، قتل أمه وزوجته وأحرق روما.

أما في صحف الأدب فالامثلة كثيره هناك:-

* مسرحية “مكبث” الشهيرة لشكسبير، كان البطل في البداية محاربًا شجاعًا، لكن عندما أُعطي القوة، التي أفسدت ضميره، وبدأ يرتكب الجرائم واحدًا تلو الآخر للحفاظ على سلطته.

• وفي رواية “العدو الحميم” لتوفيق الحكيم، نرى كيف يمكن للسلطة أن تُغري الإنسان حتى يبتعد عن ذاته وقيمه.

بعد هذا الاستعراض البسيط يتبادر في الذهن ثمة تساؤل هنا ..
هل يمكن التوفيق بين القوة والأخلاق؟

رآي رغم هذا التضاد الظاهر، إلا أن القوة يمكن أن تتناغم مع الأخلاق إذا ما خضعت الأولى لمبادئ عليا. فالقائد العادل يستخدم قوته لحماية الضعفاء، لا لإخضاعهم. والعالِم يستخدم علمه (وهو شكل من أشكال القوة) لخدمة الإنسانية، لا لتدميرها.

القوة بذاتها ليست شرًا، لكنها اختبار أخلاقي صعب. ولهذا، فإن وجود القوة يتطلب دائمًا وجود ضمير، ومحاسبة، وتواضع. وبهذا المعنى، يصبح التحدي الحقيقي في الإنسان هو أن يمتلك القوة دون أن تفقده إنسانيته

21/4/2025
أوسلو/ النرويج



#عماد_السامرائي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنكار الواقع وتطبيق نظرية الحصان الميت, سياسة لا تبني دولة.
- استخدام الدراما الفنية في إثارة الفتن، جدلية الشخصيات التاري ...
- رجل الفودغا: قراءة نقدية
- إذا فسدت البيئة، فلا بد للإنسان أن يحتمي بعقله…
- الصحافة الصفراء في الإعلام العربي: قراءة في مقابلة قناة العر ...
- تلاعب السلطة الإعلامية بالعقول وصناعة( الوعي المعلّب)
- النقد والانطباع, اختلافه وتأثير المزاج في تقييم الأعمال الفن ...
- ظاهرة الفاشنيستات وأثره على تدهور الإعلام في العراق
- مستر نوركَه ورحلة سمك السلمون


المزيد.....




- وسط آراء متباينة.. شريهان تخطف الأضواء في حفل افتتاح المتحف ...
- الشرطة البريطانية تعتقل شخصين بعد إصابات في حادث طعن داخل قط ...
- ترامب: وجهت البنتاغون بالاستعداد لعمل عسكري محتمل ضد نيجيريا ...
- السيسي: المتحف المصري الكبير جاء نتيجة تعاون دولي واسع
- إسرائيل تقول إن الجثث الأخيرة التي تسلمتها لا تعود للرهائن، ...
- مسؤولون كبار في إدارة ترامب ينتقلون للإقامة داخل القواعد الع ...
- تومر يروشالمي تستقيل بعد إقرارها بالموافقة على تسريب فيديو س ...
- إلى أين وصلت التحقيقات في سرقة متحف اللوفر؟
- جلسة -7 دقائق- بمحاكمة محام تونسي وتعليق نشاط جمعية صحافية
- دفاع أميركي عن قرار ترمب استئناف التجارب النووية


المزيد.....

- الفاكهة الرجيمة في شعر أدونيس / د. خالد زغريت
- المفاعلة الجزمية لتحرير العقل العربي المعاق / اسم المبادرتين ... / أمين أحمد ثابت
- في مدى نظريات علم الجمال دراسات تطبيقية في الأدب العربي / د. خالد زغريت
- الحفر على أمواج العاصي / د. خالد زغريت
- التجربة الجمالية / د. خالد زغريت
- الكتابة بالياسمين الشامي دراسات في شعر غادة السمان / د. خالد زغريت
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - عماد السامرائي - “القوة تُفسد الأخلاق، هل هما أضداد أم يمكن لهما ان يتعايشان معاً ؟