أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - عماد السامرائي - إذا فسدت البيئة، فلا بد للإنسان أن يحتمي بعقله…














المزيد.....

إذا فسدت البيئة، فلا بد للإنسان أن يحتمي بعقله…


عماد السامرائي

الحوار المتمدن-العدد: 8255 - 2025 / 2 / 16 - 09:55
المحور: قضايا ثقافية
    


العقل… هو جوهر الإدراك والوعي، وهو الذي يميز الإنسان عن غيره من الكائنات. به نفكر، نحلل، نبتكر، ونتخذ القرارات. يمكن لنا للوصف والتوضيح ان نقسمه إلى قسمين، عقل واعٍ يدرك الواقع ويتفاعل معه، وعقل لا واعٍ يخزن التجارب والمشاعر. ولذا يعتبر العقل كسلاحًا ذا حدين؛ فمن يحسن استخدامه يصل إلى الحكمة، ومن يهمله يقع في الضياع. حيث لانستطيع باي شكل من الأشكال التعامل مع العقل على أنه وعاءً يُملأ بالمعلومات فقط، بل على العكس من ذلك تماماً فأنه أداة تُشحن بالتفكير والتأمل.
أما البيئة …فهي الحاضنة الأولى للإنسان، تؤثر في فكره وسلوكه وتشكّل ملامح حياته. لكنها ليست بالضروره دائمًا ان تكون بيئة صالحة، كونها وعبر التاريخ تتعرض لموجات فكرية وأيديولوجية سطحيه أو مؤثرة وموجهة تؤتي أُكُلها ولو بعد حين ، فقد تفسد هذه البيئة مثلا بفعل الجهل، الظلم، الفساد، والانحراف عن القيم الإنسانية. وعندئذ، لا يكون أمام الإنسان خيار سوى الاحتماء بعقله، لأنه الحصن الأخير الذي يمكنه من النجاة، والمقاومة، والتغيير.
وهنا يمكننا اعتبار العقل كملاذ آمن في معظم الأحيان والتجارب التي رصدها العلماء والمفكرين والفلاسفة كثيرة في هذا المجال، لذا فعندما تحيط بالإنسان بيئة فاسدة، يصبح العقل أداته الوحيدة لفهم الواقع وتحليله، وتمييز الصواب من الخطأ. فلا يمكن للمرء أن يسير وفق أهواء المحيط دون تمحيص، وإلا صار جزءًا من الفساد نفسه. العقل هنا ليس مجرد أداة للتفكير، بل هو البوصلة التي توجهه نحو الحق، وتحميه من الانجراف مع التيار الفاسد.
عندما تطفوا ظاهرة معينه على السطح يتأثر بها المجتمع سلباً أو ايجاباً هذا الأمر بالتأكيد يدعونا لاستخدام سلاح التغيير، حيث ان الإنسان العاقل لا يكتفي بالنجاة من الفساد، بل يسعى إلى تغييره. فالتاريخ مليء بأمثلة لمن واجهوا الفساد الفكري، والاجتماعي، والسياسي بقوة عقولهم، لا بأسلحة مادية، وإنما بالحكمة، والمنطق، والقدرة على الإقناع، وبالنتيجه فإن الأفكار هي التي تصنع التغيير الحقيقي، وأصحاب العقول المستنيرة هم الذين يزرعون بذور الإصلاح في المجتمعات.
بالجانب الآخر حيث نجد هناك النقيض الذي يصطف فيه الجهل الذي يعتبر العدو الحقيقي للعقل ، وهنا في البيئة الفاسدة، يصبح الجهل أداة خطيرة تُستغل لنشر الخرافات، وتضليل العقول، وإدامة الظلم. لذلك، فإن مقاومة الفساد تبدأ من مقاومة الجهل، بالعلم، بالوعي، وبإعمال الفكر النقدي. فمن يحتمي بعقله لا يقع ضحية لهذا الخداع، ولا يكون تابعًا أعمى، بل يسعى دائمًا للبحث عن الحقيقة.
ختاماً إذا فسد كل شيء حول الإنسان، يبقى العقل حصنه الأخير، وملاذه الآمن. بالعقل يستطيع أن يحافظ على قيمه، ينجو من التيارات الفاسدة، ويساهم في بناء بيئة جديدة أكثر عدلًا ونقاءً. فليس النجاة أن يتأقلم مع الفساد، بل أن يحاربه بالفكر، وأن يكون شعلة مضيئة في الظلام.

15/1/2025



#عماد_السامرائي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصحافة الصفراء في الإعلام العربي: قراءة في مقابلة قناة العر ...
- تلاعب السلطة الإعلامية بالعقول وصناعة( الوعي المعلّب)
- النقد والانطباع, اختلافه وتأثير المزاج في تقييم الأعمال الفن ...
- ظاهرة الفاشنيستات وأثره على تدهور الإعلام في العراق
- مستر نوركَه ورحلة سمك السلمون


المزيد.....




- بعد -رأس الحكمة-.. مصر على موعد مع صفقة استثمارية خليجية جدي ...
- عُثر عليها داخل الخط الأصفر شرق غزة... إسرائيل تتسلم رفات ره ...
- من كان ديك تشيني... -العقل المدبر- لحرب العراق؟
- زامير مستعد لإخراج 200 مسلح من رفح مقابل جثة الجندي هدار غول ...
- تونس رحلت 10 آلاف مهاجر في 2025 وتتعهد بعدم التحول لمنطقة عب ...
- واشنطن: ترامب سيلتقي الشرع في البيت الأبيض يوم الاثنين
- لماذا يربط السوداني نزع سلاح الفصائل بخروج أميركا من العراق؟ ...
- عاجل | مصادر دبلوماسية للجزيرة: مشروع قرار أميركي بمجلس الأم ...
- الاتجاه المعاكس.. النظام الفدرالي هل ينقذ سوريا أم يدمرها؟
- إدارة ترامب تضع 3 خيارات للتدخل العسكري في فنزويلا


المزيد.....

- الثقافة العربية الصفراء / د. خالد زغريت
- الأنساق الثقافية للأسطورة في القصة النسوية / د. خالد زغريت
- الثقافة العربية الصفراء / د. خالد زغريت
- الفاكهة الرجيمة في شعر أدونيس / د. خالد زغريت
- المفاعلة الجزمية لتحرير العقل العربي المعاق / اسم المبادرتين ... / أمين أحمد ثابت
- في مدى نظريات علم الجمال دراسات تطبيقية في الأدب العربي / د. خالد زغريت
- الحفر على أمواج العاصي / د. خالد زغريت
- التجربة الجمالية / د. خالد زغريت
- الكتابة بالياسمين الشامي دراسات في شعر غادة السمان / د. خالد زغريت
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - عماد السامرائي - إذا فسدت البيئة، فلا بد للإنسان أن يحتمي بعقله…