أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - عماد السامرائي - زمن الاستهلاك… أو عندما يتحول الإنسان إلى سلعة …














المزيد.....

زمن الاستهلاك… أو عندما يتحول الإنسان إلى سلعة …


عماد السامرائي

الحوار المتمدن-العدد: 8332 - 2025 / 5 / 4 - 08:23
المحور: قضايا ثقافية
    


إعادة توجيه البوصلة نحو الوعي،المعنى والإنسان،كل ذلك يتطلب منا أستعادة التوازن الذاتي لذا علينا ان نطرح تساؤلاً مهماً وهو ماذا نستهلك؟ ولماذا ؟
بدءاً يمكن لنا ان نصف المرحلة التي نعيشها اليوم ب(زمن الاستهلاك) وعند الحديث عن الاستهلاك يتبادر للذهن من الوهلة الأولى انه مقتصراً على السلع المادية، في حين نجده اليوم يمتد إلى أبعد من ذلك ليشمل كل شيء مثل العلاقات،الوقت،المشاعر بل وحتى الأفكار التي هي الأخرى أصبحت مكرره ومستهلكه وان أختلفت في ألية النشأة، وبالنتيجة اصبحنا نستهلك اكثر مما ننتج ونرغب اكثر مما نحتاج، لنجد انفسنا نعيش غالباً من أجل الشراء ولا نعيش من أجل تحقيق الوجود.وهذا ما نحن عليه لنقل منذ القرن الحادي والعشرين فلم تعد مجتمعاتنا تُعرَّف بما تنتجه أو حتى ما تؤمن به، بل هي معروفة الآن بما تستهلكه. أصبحنا نعيش في زمن لم تعد فيه الهُوية تتشكّل حول لفيف المبادئ أو الانتماء الثقافي، بل وللأسف حول العلامات التجارية،والمنتجات،والخدمات وحتى أنماط الحياة التي تُسوَّق كسلع جاهزه للأقتناء. الاستهلاك اليوم لم يعد سلوكاً أقتصاديا فحسب،بل ترسخ فتحول إلى بنية ذهنية ونظام ثقافي واجتماعي شامل أسهم في أعادة تشكيل علاقاتنا بأنفسنا وبالتالي بالعالم الخارجي.
عملية خلق الاحتياجات الوهمية في عالمنا المعاصر ساعدت على تغلغل ثقافة الاستهلاك في تفاصيل حياتنا اليومية، باتت تُصاغ بذكاء لغوي وبصري فالإعلانات تطاردنا من كل زاوية توهمنا أن سعادتنا مربوطة بمنتج، أو أن هويتنا تُبنى بما نرتديه ونقتنيه، لا بما نفكر أو نبدع، فأصبح المشهد أن الموظه أكثر من مجرد ملابس، حيث تحول الهواتف إلى رموز للانتماء الطبقي وعندها تصبح الرفاهية معياراً للنجاح.
ولا بد لنا من الإشارة هنا إلى ان القيم الثقافية لم تسلم من هذا الطوفان، فأصبح الفن خاطعاً لمنطق السوق عندما بدأت تقاس عملية تقييم الأعمال بعدد المشاهدات، لا بالعمق الفكري والإنساني المتعارف عليه، حيث نجد ان المثقف اليوم مطالب لان يسوق نفسه عبر المنصات فلم يعد السؤال اليوم عن ماذا يقول؟ بل كم عدد متابعيك. فلعلّ ما نحتاجه اليوم ليس خطابًا أخلاقيًا يُدين الاستهلاك، بل وعيًا نقديًا يعيد التوازن بين ما نملك ومن نكون. أن نعيد للإنسان مكانته كمبدع، لا مجرد مستهلك؛ ككائن يسعى نحو المعنى، لا فقط نحو الامتلاك.
ختاماً فإن زمن الاستهلاك يفرض علينا تحديًا وجوديًا، وإن استمرار هذا النمط دون وعي نقدي يجعل الإنسان عرضة للانفصال عن ذاته، وعن واقعه، وعن الآخرين. في مواجهة هذا الطوفان الاستهلاكي، لا نحتاج فقط إلى قوانين أو توجيهات، بل إلى إعادة بناء العلاقة بين الإنسان وذاته، وبين الثقافة والاقتصاد، وبين الحرية والمسؤولية.



#عماد_السامرائي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلة البحث عن الذات …قراءة نقدية لرواية موسم الهجرة من بغداد ...
- “القوة تُفسد الأخلاق، هل هما أضداد أم يمكن لهما ان يتعايشان ...
- إنكار الواقع وتطبيق نظرية الحصان الميت, سياسة لا تبني دولة.
- استخدام الدراما الفنية في إثارة الفتن، جدلية الشخصيات التاري ...
- رجل الفودغا: قراءة نقدية
- إذا فسدت البيئة، فلا بد للإنسان أن يحتمي بعقله…
- الصحافة الصفراء في الإعلام العربي: قراءة في مقابلة قناة العر ...
- تلاعب السلطة الإعلامية بالعقول وصناعة( الوعي المعلّب)
- النقد والانطباع, اختلافه وتأثير المزاج في تقييم الأعمال الفن ...
- ظاهرة الفاشنيستات وأثره على تدهور الإعلام في العراق
- مستر نوركَه ورحلة سمك السلمون


المزيد.....




- حصلا على قطعة منها.. صائدا نيازك يبحثان عن شظايا بعد سقوط إح ...
- شاهد.. دبان تسلّلا خارج حظيرتهما للاستمتاع بالعسل ووجبات خفي ...
- رحلات -اليوم الواحد الفائقة-.. صيحة سفر ذكية أم مغامرة مرهقة ...
- -ما الجملة الأخيرة التي قالها لك قبل أن يستشهد-؟ غزيون يستحض ...
- مقتل خمسة فلسطينيين أثناء انتظار المساعدات، وترامب يحث الطرف ...
- نتنياهو يشكر ترامب: معًا سنجعل الشرق الأوسط عظيمًا من جديد.. ...
- استمر ثلاثة أيام وقوبل باحتجاجات... حفل زفاف باذخ لمؤسس أماز ...
- -وحدة سهم- قوة أمنية غزية تلاحق عملاء الاحتلال الإسرائيلي
- تعرف على الآلية الأميركية الإسرائيلية في توزيع المساعدات على ...
- أميركا وإيران.. اتهامات متبادلة يتخللها حديث عن مباحثات بينه ...


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - عماد السامرائي - زمن الاستهلاك… أو عندما يتحول الإنسان إلى سلعة …