أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي خاطر - ماذا جرى خلف الكواليس؟














المزيد.....

ماذا جرى خلف الكواليس؟


سامي خاطر

الحوار المتمدن-العدد: 8387 - 2025 / 6 / 28 - 02:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل ستصبح جمهورية الملالي "جمهورية نووية بعد مسرحية حرب الـ 12 يوما"؟
خلف الكواليس دارت تسويات عميقة ومقايضات خفية، ويبدو أن حرب الـ 12 يومًا لم تكن سوى مسرحية محسوبة، الهدف منها هو تحويل جمهورية الملالي إلى "جمهورية نووية" وكأمرٍ واقع دون إعلان رسمي، ولكن بـ "رضا ضمني" دولي.. إذ ظهر خلف الكواليس ضوء أخضر مؤقت، فمنذ اليوم الأول لم يكن الردّ الإسرائيلي شاملًا أو قاتلًا رغم قوته، بل بدا وكأنه "تأديب" لا إسقاط.. وكان الرد الإيراني مدروسًا بدقة، إذ كانت الضربات ذات طابع رمزي – تكتيكي، لا تصعيد نووي أو صاروخي استراتيجي، ولعبت واشنطن دور المايسترو حيث سمحت بالصراع إلى حد معيّن، ومن ثم دفعت إلى وقف إطلاق النار كما لو كانت تراقب "بروفة" ما.
تفعيل قنوات التفاوض السرية
في الأيام الأخيرة من الحرب ظهرت تسريبات عن وساطة فرنسية – عمانية، وتواصل أمريكي – إيراني عبر مسقط أو بغداد. وتحدثت بعض المصادر الموثوقة عن عرض سري، يقضي باحتفاظ إيران ببرنامج نووي متقدم دون تفجير أو إعلان مقابل تهدئة طويلة مع إسرائيل ووقف دعم بعض الجماعات المسلحة.
بعد صفقة النفط والصمت؛ هل ستصبح إيران الملالي " جمهورية نووية" في مرحلة ما بعد الحرب؟
تزامنًا مع الحرب رُفعت بعض القيود عن صادرات النفط الإيراني بهدوء، وقد يكون هذا جزءًا من صفقة غير معلنة: "استقرار نووي مقابل استقرار أسواق الطاقة".. نعم، ولكن بنمط جديد يتخذ وجه النووية الصامتة.. واقترب الملالي بعد الحرب أكثر من أي وقت مضى من "عتبة الدولة النووية"، أي أنهم سيملكون القدرة على تصنيع قنبلة نووية في غضون أشهر.. لكنهم لن يعلنوا عن ذلك.. لقد صنعت الحرب واقعًا جديدًا: العالم اختبر "الرد الإيراني" ولم يكن كارثيًا، و"الصمت الدولي" الذي شجّع النظام ليس بجديد، وبالتالي من المرجّح أن يتحول الوضع إلى نموذج باكستان أو إسرائيل: دولة تملك التقنية دون تصريح رسمي.
إن حرب الـ 12 يوما كانت أقرب إلى "مسرحية استراتيجية" منها إلى حرب مصيرية.. حرب وضعت خطوطًا جديدة للعبة النووية، ومررت اعترافًا ضمنيًا بأن إيران الملالي لم تعد تلك الدولة المحاصَرة فحسب، بل "شبه-نووية" يُساوَم معها ولا يُسعى لإسقاط نظامها.. والمشهد الأكثر مأساوية هو أن كل ذلك جرى بينما الشعب الإيراني يقف في الصف منتظرًا الخبز لا القنبلة.
ماذا جرى ومن الخاسر ومن المنتصر؟ ولماذا يصر الغرب على تمكين نظام الملالي في المنطقة بعد تمكين سلطات الاحتلال في فلسطين وتوفير الأسباب لهم لمحو غزة من الوجود وضرب القضية الفلسطينية في مقتل؟
ما جرى ليس مجرد حرب قصيرة بين إيران وإسرائيل، بل فصل جديد في سياسة إعادة تشكيل الشرق الأوسط، تقوده قوى كبرى وفق منطق المصالح، لا المبادئ؛ فحرب الـ 12 يوماً كانت حربًا مدروسة بحدودٍ مرسومة، وليست انفجارًا عشوائيًا. بالحرب كانت اختبار قوة متبادل بين تل أبيب وطهران بإشراف غربي، وغطاءً إعلاميًا وسياسيًا لتمرير اتفاقات سرية وتغيير وقائع جيوسياسية.
من الرابح.. ومن الخاسر؟
الطرف الرابح هو الاحتلال الإسرائيلي لأنه حقق أهدافًا استراتيجية: إضعاف المقاومة، تكبيل إيران بحدود الردع، وشرعنة مزيد من العنف ضد غزة.. وكذلك النظام الإيراني لأنه خرج بـ "نصر معنوي"، عزز شرعيته الداخلية، وأثبت أنه قوة إقليمية لا يمكن تجاوزها، والولايات المتحدة والغرب حيث أنهم كسبوا استقرارًا مؤقتًا في سوق النفط، وتوازنًا يضمن مصالحهم دون الانخراط المباشر في حرب كبرى.. أما الخاسر الأكبر فهو الشعب الإيراني والدول والشعوب العربية، وغزة والقضية الفلسطينية برمتها؛ نظراً لتدمير البنية التحتية، وتراجع القضية في إعلاميا، وتحييد الفاعلين الإقليميين الحقيقيين..
لماذا يُصِرّ الغرب على تمكين نظام الملالي وسلطات الاحتلال؟
سياسة “فرق تسد” القديمة بحُلةٍ جديدة
لا يريد الغرب شرقًا أوسط مستقرًا، بل يريد شرقًا أوسط منقسمًا، مشتعلًا يمكن التحكم فيه، ويرى الغرب أن وجود نظام طائفي في طهران يخدم بقاء الانقسام السني – الشيعي، ووجود احتلال في فلسطين يمنح ذريعة دائمة للتدخل، وإبقاء "الإرهاب" شماعة.
الاستفادة من إدارة الصراع واغتيال القضية الفلسطينية
إسرائيل وكيل استراتيجي مضمون، مهمته الحفاظ على المصالح الغربية، وكبح أي نهضة عربية. وإيران "بعبع" يمكن استغلاله لتخويف الخليج، وابتزاز العرب، وضمان استمرار صفقات السلاح والنفط.. فبعد انتكاسات "الربيع العربي"، لم يعد مطلوبًا فقط تجاهل القضية الفلسطينية، بل إعادة تعريفها.. حيث تُوصف غزة بالإرهاب، والمقاومة تُحاصر.. والفلسطيني يُجبر على الاستسلام تحت غطاء "السلام الإبراهيمي".
التواطؤ الصامت مع مشاريع المحو
الغارات على غزة ليست عسكرية فقط بل هي مشروع اقتلاع شعب، والصمت الدولي والتشويه الإعلامي هدفه كسر الروح قبل كسر الحجر. ولا يرى الغرب في القضية الفلسطينية قضية عادلة بل يراها عبئًا على صفقاته في المنطقة.
صراعٌ بلا نهاية؟
كشف التصعيد الأخير أن إسرائيل وإيران رغم استعراض العداء فيما بينهما يلعبان لعبة استراتيجية معقدة حيث يُضعف كل منهما الآخر دون الدخول في حرب شاملة، ومع ذلك فإن تكرار المواجهات يزيد من خطر انزلاق المنطقة إلى حرب واسعة خاصة مع وجود قوى دولية متورطة.. والسؤال الأكبر هو: هل يمكن كسر هذه الحلقة.. أم أن الوجهين سيظلان جزءًا من العملة نفسها إلى أجل غير مسمى؟
في النهاية يدفع المدنيون الأبرياء والعالم العربي ثمن هذه المعادلة، بينما تستمر الأجندات السياسية والعسكرية في الهيمنة على المشهد.
ما جرى هو مسرح سياسي دموي تُحرَّك فيه الأنظمة كقطع شطرنج، وتُمحى فيه المدن باسم "الردع"، وتُنسى فيه القضايا الإنسانية العادلة باسم "التوازن"، والغرب لا يدعم الملالي أو الاحتلال حبًّا بهم بل مصلحة في استمرارهم.. فكلما استمر الخوف يستمر السلاح، وكلما تلاشت فلسطين ضمِن الغرب خريطة لا تهدد مصالحه... والحقيقة المؤكدة دائما هي أن القضايا العادلة لن تُمحى بالصواريخ ولن تنتهي الشعوب الحرة بالتجويع.



#سامي_خاطر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجهين لعملة واحدة؛ فماذا جرى في حرب ال 12 يوما؟
- من أسس لخراب إيران والمنطقة.. وهذه الحرب القائمة..
- الغرب ودكتاتورية الشاه.. -انقلاب 1953- نموذجاً
- بعد فشل نهج المهادنة والاسترضاء مع نظام الملالي.. بقايا الشه ...
- أحكام الإعدام في إيران بين الباطل والحقيقة
- النظام الإيراني ومفاوضات البرنامج النووي، استراتيجية اللعب ع ...
- مصير المفاوضات النووية بعد الجولة الرابعة
- تفجيرات وحرائق في إيران.. نظام الملالي على حافة الهاوية..
- ماذا يخبئ النظام الإيراني وراء انفجار ميناء رجائي في بندر عب ...
- المفاوضات الأمريكية مع نظام ولاية الفقيه وانتهاكات حقوق الإن ...
- أي الخيارات الممكنة أفضل: بقاء النظام الإيراني أم قيام إيران ...
- المفاوضات النووية مع النظام الإيراني ومستقبل العلاقات مع الو ...
- ملالي إيران والإدارة الأمريكية بين التهديد والوعيد..
- المقاومة الإيرانية تُحيي المرأة في واشنطن؛ رسالة المرأة الإي ...
- الكونغرس الأمريكي يدعم التطلعات الديمقراطية للشعب الإيراني
- المقاومة الإيرانية: نساءٌ رائدات من أجل إيران حرة
- النظام الإيراني؛ والتصعيد واقع الحال اليومي في ا¢ ...
- ساعة الحسم تقترب في إيران
- مواقع سرية تكشف خرق طهران للاتفاقيات الدولية!
- تجمعٌ في باريس يستهدف إسقاط النظام


المزيد.....




- شاهد.. مسيرات حاشدة في محافظات يمنية تبارك انتصار الجمهورية ...
- عيد النائمين السبعة: قصة مسيحية تنبئ الألمان بالطقس
- الاحتلال يعتقل شابا من -الأقصى- ويبعد أحد حراس المسجد
- 45 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- ما مستقبل المسيحيين في سوريا في ظل السلطة الجديدة؟
- خطيب الأقصى: ظهور نتنياهو في أنفاق المسجد تحد لإثبات السيادة ...
- الأرجنتين: القضاء يعتزم محاكمة مسؤولين إيرانيين سابقين غيابي ...
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي نايل سات ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 شغله على نايل وعرب سات بكل ...
- حبس رئيس الأساقفة في أرمينيا بتهمة تنفيذ محاولة انقلاب


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي خاطر - ماذا جرى خلف الكواليس؟