أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم يونس الزريعي - هل يكون العدوان على إيران حافزا.. عِوض أن يكون رادعا؟















المزيد.....

هل يكون العدوان على إيران حافزا.. عِوض أن يكون رادعا؟


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 8385 - 2025 / 6 / 26 - 22:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انتهت موقعة الاثنا عشر يوما، لكن لم تنتهي أسباب الحرب، ومع ذلك أعلن كل طرف أنه انتصر في هذه المعركة، وكل له معيار مختلف في قياس أسباب ذلك الانتصار، ومع أن الحقيقة موضوعية، وهي أيضا محايدة، غير أنه في غياب المعلومات من جهة محايدة ، يقوم كل طرف بخلق سرديته الخاصة التي أحيانا لا تقنع حتى الطفل؛ لكنه يعتبرها حقيقته الموضوعية المطلقة.
ويصل البعض حدود التطرف في مبالغته فيما يتعلق بإنجازاته، مثال ذلك قول رئيس حكومة الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، بأن الكيان "حقق نصرا تاريخيا سيُذكر لأجيال"، عبر ما سماه إزالة "تهديدين فوريين: البرنامج النووي الإيراني وقرابة 20 ألف صاروخ باليستي"، إضافة إلى عمليات الاغتيال التي استهدفت قيادات عسكرية وعلماء نوويين.
لكن نتنياهو وهو يتحدث منتشيا بما سماه النصر التاريخي، تناسى أولا أن الصواريخ الإيرانية الأكثر قوة ودقة وتأثيرا، قد بدأت طهران استخدامها في الأيام الأخيرة من المعركة، وأنها واصلت استهداف الكيان حتى بعد تحديد ساعة وقف إطلاق النار، ويتجاهل نتنياهو ثانيا، أن من استهدف مواقع إيران النووية هو رأس الشر في هذا العالم؛ الولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن عجز الكيان عن القيام بذلك، وأن برنامج إيران النووي لم يتضرر، وفق معطيات استخباراتية أمريكية.
ثم وحتى لو كان ما قاله نتنياهو فيه جانب من الصحة، فإن الصحيح أيضا؛ هو أن إيران دولة كبيرة تتحاوز مساحتها المليون و600 ألف كيلو متر مربع، وعدد سكانها يتجاوز الـ91 مليون نسمة، وهي لذلك ليست قطاع غزة، أو الضاحية الجنوبية من بيروت؛ أو حتى الحوثيين، التي يمكن محاصرة قدراتها العلمية ومُكنة تعويض ما فقدته، وتجديد ترسانتها مع الاستفادة من درس ما جري خلال تلك الأيام، بفعل العدوان، والشاهد؛ أنه إذا كانت القوى الفلسطينية، وهي المحاصرة من قبل الكيان والجغرافيا، قد كونت ترسانتها في ظل ذلك الحصار الممتد منذ سنوات، فهل ستعجز طهران الدولة بمساحتها وكتلتها البشرية، وقدراتها الاقتصادية، وهي التي تمتد من المحيط الهندي حتى بحر قزوين عن فعل ذلك.
لكن إذا كان نتنياهو قد نجح في جر ترمب إلى المعركة، فقد أفسد الإعلام الأمريكي على الرئيس الأمريكي مُكنة التباهي بإنجازات طياريه في اجتماع الناتو الذي عقد في أوروبا، عندما شكك في صدقية سردية ترمب تدمير المنشآت النووية الإيرانية، وهو ما أثار غضبه، وهو الذي كان قد أعلن أن "مطرقة منتصف الليل"، دمرت تماما برنامج إيران النووي، وهو ما شككت فيه بعض التقارير، المخابراتية الأمريكية، المصنفة تحت عنوان سري جدا ، عندما أكدت أن نتيجة القصف لم تتعد على الأرجح سوى تأخير البرنامج النووي الإيراني بضعة أشهر فقط.
ووفقا لتقييم أعدته وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية، فإن النتائج الأولية تتعارض مع التصريحات المتكررة للرئيس الأمريكي، الذي أكد فيها أن الضربات دمرت بالكامل منشآت التخصيب النووي الإيرانية، وكذلك مع تصريحات وزير دفاعه الذي قال إن الطموحات النووية الإيرانية "قد دمرت بالكامل".
في حين أن التقييم الاستخباراتي أشار إلى أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب لم يتأثر بالضربات، كما أن أجهزة الطرد المركزي بقيت سليمة إلى حد كبير، مع وجود تقارير عن نقل اليورانيوم المخصب من المواقع قبل الضربات.
وإذا ما تركنا تلك الذهنية التي تصر على أنها" عنزة وإن طارت"، نجد أن الإيرانيين من جهتهم ردوا بالقول إنه من "السذاجة بمكان" إبقاء اليورانيوم في نفس المكان في تلك المواقع، وأكدوا أن "اليورانيوم المخصب لم يُمسّ الآن"، ذلك أن إيران نقلت اليورانيوم المخصب ومعداته من منشآتها النووية في الأيام الأخيرة، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز، التي أضافت " إن الأمريكيين حاليا لا يعرفون على الأرجح مكان اليورانيوم المخصب الذي تم نقله من المنشآت النووية الإيرانية قبل القصف. وأن كمية اليورانيوم المخصب بحسب أغلب التقديرات، تكفي لإنتاج ما بين 8-10 رؤوس نووية.
ليأتي حديث خامنئي يوم الخمس، وهو يهنئ الشعب بما سماه "النصر"، من أن "المواقع النووية الإيرانية لم تتعطل ولم تحقق أمريكا الكثير من قصفها"، مشيرا إلى أن "الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بالغ في تضخيم حجم الهجوم الأمريكي لكنه يعلم الحقيقة"، ويمكن القول هنا إن حديث خامنئي هو نفي ضمني لسردية ترمب ونتنياهو، تدمير المواقع النووية الإيرانية، وهذا في كل الأحوال يضيف بعدا آخر إلى تشكيك وسائل إعلام أمريكية التي نقلت عن تقارير للمخابرات مقاربة مختلفة عن خطاب الرئيس ترمب، مما جعله يتهم كلا من قناة "سي إن إن" وصحيفة "نيويورك تايمز" بالسعي لتشويه مصداقية الضربة الأمريكية على إيران، وذلك بعد أن أفادت تقارير، بأن المنشآت النووية الإيرانية لم تتضرر بشكل كامل.
لكن يبقى جواب السؤال على كل ذلك، هو في النهابة لدى إيران بعيدا عن خطاب النصر الخامنئي، التي كانت بلده مخترقة من الداخل بشكل غير مسبوق، بل وميدان رماية مفتوح للكيان الصهيوني، وهو الجواب الذي ربما مفاده، أن العدوان ما كان؛ ولن يكون رادعا لامتلاك السلاح النووي، وإنما جاء ليكون حافزا غير معلن للحصول عليه، وعلى هذا الأساس يمكن فهم، تأكيد المندوب الإيراني لدى الأمم المتحدة في جنيف، من أن "طهران لن تتنازل عن حقها، غير القابل للنقاش، في الطاقة النووية السلمية".، وكذلك ما قاله المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، من أن "الصناعة النووية لن تتوقف"؛ وأن على أمريكا وغيرها أن يقروا أن "هذه الصناعة لها جذور في بلادنا ولا يستطيعون اقتلاعها نظراً للقدرة والإمكانات التي نمتلكها فإن نمو هذه الصناعة يجب أن يستمر بشكل طبيعي ولن يتوقف".
وأخيرا، يمكن القول انتهت موقعة الـ12 يوما، التي سمعنا فيها ثلاث خطب بالنصر من قبل ترمب ونتنياهو، وخامنئي، ليكون السؤال والحال هذه، من هو الذي هزم في هذه الموقعة إذن؟ لاشك أن من هزم هو القانون الدولي والمؤسسات الدولية، عندما تستقوي دولة أو دول بعد أن اعتراف باريس بالمشاركة في هذه المعركة، إلى جانب الكيان الصهيوني الذي يشن حرب إبادة على الشعب الفلسطيني منذ ما ما يقارب العامين. انتصارا لهذا الكيان النازي، في مواجهة دولة مستقلة لم تبدأ أحدا بالعدوان أو حتى التهديد به.
ويمكن التقدير أخيرا، إن المعركة انتهت، لكن الحرب ما تزال أسبابها حاضرة، ويمكن أن تنفجر في وجه العالم مرة أخرى، سيما إذا تأكد أن البرنامج النووي الإيراني لم يدمر، بما يجعل من نتنياهو وترمب اضحوكة، وينسف سرديتهما عن الانتصار، التي هي وصفة أيضا في ظل وجود مثل هذا الكيان الغاصب، وشخص متبجح مثل ترمب يقود أمريكا بكل ثقلها العسكري والاقتصادي وقواها الناعمة، لإشعال الحرب مجددا بكل ما تحمله من تداعيات على المنطقة وربما العالم.



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين دراما النووي الإيراني.. وترسانة الكيان الصهيوني النووية. ...
- نتنياهو.. لا أعرف متى ستنتهي العملية العسكرية في إيران؟
- فلسطين هي القبلة.. وإن طالت الهجرة
- بماذا رد ترامب على مبادرة حماس؟!
- الكيان الصهيوني.. وهندسة سوريا ديموغرافيا وجغرافيا
- سوريا.. أحداث جرمانا وصحنايا بين الذريعة والحقيقة
- عندما يجري تجريم النقد..!
- -بيكفي حرب-.. حراك كسر حاجز الخوف 2/2
- -بيكفي حرب-.. حراك كسر حاجز الخوف 1/2
- حتى لا تصبح غزة.. بيئة طاردة
- بعد تهديدها بمصير الحوثيين.. هل ضاقت مساحة مناورة حماس؟
- تغيرت أساليب التهجير.. والهدف واحد.. الاقتلاع
- حتى لا يبقى بيان قمة القاهرة حبرا على ورق
- بين الضفة وغزة. ودعم موقف حماس
- أبو مرزوق.. يجرد طوفان حماس من قدسيته
- كي الوعي.. وذاكرة اللقطة الأخيرة
- كما وصفته عائلته..-أحمق-..-مهرج-..-بلطجي-..-نرجسي-
- نوايا ترامب تجاه غزة.. جريمة موصوفة
- إرادة الفلسطينيين والأمة العربية.. وتحدي هذيان ترامب
- ترامب.. يكافئ مرتكبي محرقة غزة.. بمشروع تطهير عرقي للناجين


المزيد.....




- أبرز المشاهير ونجوم هوليوود في زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز ...
- رئيس مجلس النواب الأمريكي يوجه رسالة لإيران بشأن المفاوضات - ...
- خان أمريكا ودخل السجن.. من هو نوشير غواديا مهندس طائرة الشبح ...
- روسيا تستولي على مستودع ليثيوم استراتيجي في أوكرانيا.. هل تن ...
- التطلعات الأوروبية في الخليج - مجرد صفقات سلاح؟
- مخرجات قمة الناتو في لاهاي في عيون الصحافة الألمانية والغربي ...
- السلوقي التونسي: كنز تراثي مهدد بالانقراض
- غرينلاند .. حين ينكسر الصمت
- -أطباء بلا حدود- تطالب بوقف مؤسسة غزة الإنسانية وسط اتهامات ...
- جامعتا هارفارد وتورنتو تضعان خطة طوارئ للطلبة الأجانب


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم يونس الزريعي - هل يكون العدوان على إيران حافزا.. عِوض أن يكون رادعا؟