محمود محمد رياض عبدالعال
الحوار المتمدن-العدد: 8384 - 2025 / 6 / 25 - 09:27
المحور:
قضايا ثقافية
تتسم العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران بهامش ثقة ضئيل، وهو ما يؤثر بشكل كبير على المفاوضات والاتفاقات المحتملة بين الطرفين. إليك بعض العوامل التي تساهم في هذا الوضع:
1. التاريخ المعقد للعلاقات
تعود جذور التوتر بين الولايات المتحدة وإيران إلى عقود مضت، بدءًا من انقلاب 1953 الذي دعمته الولايات المتحدة ضد رئيس الوزراء الإيراني محمد مصدق، مرورًا بأزمة الرهائن في السفارة الأمريكية في طهران عام 1979. هذه الأحداث تركت آثارًا عميقة على الثقة بين البلدين، حيث تعتبر إيران الولايات المتحدة "الشيطان الأكبر" بينما ترى الولايات المتحدة إيران كتهديد رئيسي في المنطقة.
2. البرنامج النووي الإيراني
تعتبر الأنشطة النووية الإيرانية مصدر قلق رئيسي للولايات المتحدة وحلفائها. على الرغم من المحادثات التي جرت في السنوات الأخيرة، لا تزال إيران مصممة على الحفاظ على برنامجها النووي، مما يزيد من عدم الثقة. الولايات المتحدة، من جانبها، تسعى إلى ضمان عدم قدرة إيران على تطوير أسلحة نووية، وهو ما يتطلب مستوى عالٍ من الثقة بين الطرفين.
3. الضغوط الداخلية
تواجه كل من الولايات المتحدة وإيران ضغوطًا داخلية تعيق التقدم في المفاوضات. في إيران، هناك قوى متشددة تعارض أي تقارب مع الولايات المتحدة، بينما في الولايات المتحدة، هناك قلق من أن أي اتفاق قد يُعتبر تنازلاً عن الأمن القومي. هذه الضغوط تجعل من الصعب على كلا الجانبين اتخاذ خطوات جريئة نحو بناء الثقة.
4. التدخلات العسكرية
التصعيد العسكري، مثل الضربات الجوية الأمريكية على المنشآت الإيرانية، يزيد من حدة التوتر ويقلل من فرص بناء الثقة. هذه الأعمال تُعتبر تهديدًا مباشرًا من قبل إيران، مما يجعلها أكثر حذرًا في التعامل مع الولايات المتحدة.
5. الحاجة إلى ضمانات
تسعى إيران إلى ضمانات موثوقة بأن أي اتفاق مستقبلي سيكون مستدامًا، بينما تطلب الولايات المتحدة ضمانات من إيران بشأن أمن حلفائها، مثل إسرائيل. هذه المتطلبات المتبادلة تتطلب مستوى عالٍ من الثقة، وهو ما يفتقر إليه الطرفان حاليًا.
إن هامش الثقة بين الولايات المتحدة وإيران ضيق للغاية، مما يعقد جهود التفاوض ويزيد من احتمالات التصعيد. يتطلب تحسين هذه الثقة خطوات جادة من كلا الجانبين، بما في ذلك معالجة القضايا التاريخية، وضمان الأمن، وتخفيف الضغوط الداخلية.
#محمود_محمد_رياض_عبدالعال (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟