أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - منذر علي - الضمير المستأجر: منابر عربية تُمجّد القاتل وتدين الضحية!














المزيد.....

الضمير المستأجر: منابر عربية تُمجّد القاتل وتدين الضحية!


منذر علي

الحوار المتمدن-العدد: 8378 - 2025 / 6 / 19 - 23:17
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في عالم لا يزال يحمل بعض بقايا الضمير، خرج الآلاف من القادة والكتّاب والمثقفين حول العالم: من أميركا اللاتينية إلى جَنُوب أفريقيا، ومن آسيا إلى أوروبا، لإدانة العدوان الإسرائيلي على إيران، كما أدانوا قبل ذلك المجازر اليومية في غزة، حيث يقترف الكيان الصهيوني الإبادة باسم "الدفاع عن النفس"، ويُمارس العنصرية في ثوب الحداثة.

لكن ما يُثير الغثيان حقًا، ليس فقط صمت بعض الأنظمة، بل تواطؤها الصريح أو الموارب. إذْ أنَّ كثيرًا من القادة العرب، الذين استهلكوا شعوبهم في سرديات الطائفة والقومية، لا يرون في العدوان الإسرائيلي عدوانًا، بل "انتصارًا للعرب"، أو "حماية للسنة" من الخطر "الشيعي والتوسع الفارسي".

هكذا تتحول إسرائيل، بمقتضى هذا المنطق، المعطوب بالجهل، إلى حامية للعروبة، لا لأنها تغيرت، بل لأن بعض العقول العربية تكلّست، وتحوّلت إلى أبواق دعائية تُعيد إنتاج الخطاب الصهيوني بحروف عربية وصيحات دينية.
المثقفون المأجورون، الذين يُسمّون أنفسهم "ليبراليين" أو "حداثيين"، لا يترددون في تبرير القصف، وتحريض الدولة الصهيونية على إيران، باعتبارها "كهنوتًا شيعيًا"، يجب اجتثاثه لمصلحة "العقلانية السنية". هؤلاء لا يدافعون عن الحرية، بل عن امتيازاتهم، ولا ينطقون باسم الديمقراطية، بل باسم المصالح، التي يُمليها المال الخليجي والرضا الغربي.

والمفارقة الأكثر فظاعة، هي أن بعض من ينتسبون إلى اليسار اليمني أو ما تبقى منه، قد انزلقوا إلى هاوية أخلاقية مدوّية. فهم يجهلون أو يتجاهلون الصورة الكبرى لتحولات القُوَى الاستعمارية التوسعية الشرسة التي تهدد العالم العربي والإسلامي والشعوب المستضعفة في العالم، و يتحدثون عن "كهنوت إيراني"، و"استبداد حوثي"، و"شمولية لبنانية"، و"ظلامية جزائرية"، و"أصولية روسية وصينية"، في حين يصفّقون لدولة استيطانية فاشية مجرمة، ترى في الفلسطيني عبئًا ديموغرافيًا، وفي العربي مشروع تهديد وجودي، وفي نفسها "واحة ديمقراطية" لا تُمسّ.
إنهم يرفضون كل ما له صلة بالمقاومة، لا لأنهم يكرهون العنف، بل لأنهم باتوا أدوات في مَكِنَة القمع الإمبريالي والصهيوني. إنّهم يتحدثون عن "العَلمانية"، لكنهم لا يرون منها إلا ما يُبرر التحالف مع مؤسسة استعمارية كإسرائيل.

يتغنّون بـ “الديمقراطية"، لكنهم يصمتون عن واقع الفصل العنصري، وجرائم الحرب، والقتل الممنهج، ويدينون فقط من يجرؤ على الخروج من طابور الطاعة الغربية. إنّهم، ببساطة، نسخة عربية مكرّرة من الدعاية الصهيونية ذاتها:
يريدون من إيران — المُعتدى عليها — أن "تتأدب"، وأن "تلتزم بالنظام الدَّوْليّ"، وأنْ "تتخلّى عن مشروعها"، وأن "تندمج في العالم المتحضر"، أي أن تصبح نسخة من أنظمة الخليج، التي تُطبّع، وتُمول، وتحرس المصالح الإمبريالية والصهيونية، تحتل الأراضي اليمنية، وتُدين كل مقاومة باسم الواقعية السياسية.

يريدون من طهران أن تُشارك في الإبادة في غزة، لا أن تُدينها. أن تُصفّق لمحو غزة، لا أن تحتجّ على الجريمة. أن تنضم إلى "محور العقلانية"، كما تصفه الصِّحافة الغربية، الذي لا يختلف في جوهره عن عقل المستعمِر القديم، سوى في الأدوات واللغة.
اللعنة، لا على الجهل، بل على التواطؤ. اللعنة على من يرى في القتل وسيلة للتوازن الطائفي، وفي الاحتلال طريقًا إلى الحداثة، وفي الاستعمار "تحالفًا استراتيجيًا".
اللعنة على نُخب باعت ضمائرها، وتحوّلت إلى أدوات في يد القوة، لا فرق فيها بين يساري مرتزق، وليبرالي مأجور، وإسلامي طائفي.
في مواجهة آلة القتل، لا توجد منطقة رمادية. إما أن تكون مع الضحية، أو مع الجلاد. وإما أن تؤمن بأن الشعب الفلسطيني، وكل من يسانده، يقف على الجانب الصحيح من التاريخ، أو أن تُصبح مبررًا إضافيًا لاستمرار الجرائم.

Listen



#منذر_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المفارقة المحزنة: حين يُطلب منك باسم العروبة أن تؤيد إسرائيل ...
- كيف يفكر الأوغاد صباح الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
- هل نحن على أعتاب ضربة ضد إيران؟
- نداء عاجل لوقف الحرب على الشعب اليمني
- عدوان صهيوني–إمبريالي شامل ووشيك على اليمن بين صمت السلطة وت ...
- يا عمال العالم، اتحدوا!
- الإمبريالية الأمريكية تناصر الإبادة الجماعية!
- الطغيان الأمريكي والعجز العربي: قراءة في موازين القوة!
- الاشتراكيون اليمنيون... مع مَنْ؟
- التحية بحجم السماء إلى المرأة في عيدها العالمي المجيد!!
- الصهيونية تزحف بخطى متسارعة على العالم العربي!
- الإمبريالية تؤجج الصراعات ثم تستثمرها: أوكرانيا واليمن نموذج ...
- ما معنى أن يكون المرء يساريًا ؟
- إسقاط الأسد وتنصيب الذئب!
- سوريا في قلب العاصفة: هل فقد العالم بوصلته؟
- هل يتعلم العرب مما يجري في اليمن و سوريا؟
- التحديات الداخلية والخارجية أمام الدولة السورية!
- العرب بين المساوم والمقاوم!
- لبنان انتصر على الألم، فهل سينتصر محور المقاومة؟
- الصهاينة اليهود والصهاينة العرب متوافقون!


المزيد.....




- أول تصريح لترامب عن إمكانية -تغيير- النظام الإيراني بعد الضر ...
- مقتل وإصابة 72 شخصاً بتفجير انتحاري بكنيسة في دمشق والداخلية ...
- مقتل 20 في تفجير انتحاري بكنيسة في دمشق
- احتفاء وجدل في إسرائيل بعد الضربات الأميركية لإيران
- سجال بمجلس الأمن بعد الضربات الأميركية على إيران
- كيف ستقيّم إدارة ترامب نجاح ضرباتها على المواقع النووية الإي ...
- احتجاجات في طهران بعد ضربات أمريكية ضد مواقع نووية إيرانية
- خبراء روس: ضرب المنشآت النووية الإيرانية تجاوز للخطوط الحمرا ...
- إسرائيل تقطع الغاز عن الأردن ودعوات لمقاضاتها وإلغاء الاتفاق ...
- الجزيرة تبث صورا لدمار منشأة أصفهان النووية بعد الضربة الأمي ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - منذر علي - الضمير المستأجر: منابر عربية تُمجّد القاتل وتدين الضحية!