أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد فيادي - انتقام العاجزين














المزيد.....

انتقام العاجزين


ماجد فيادي

الحوار المتمدن-العدد: 8378 - 2025 / 6 / 19 - 18:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اليوم 19 حزيران 2025 الساعة الخامسة صباحا، العالم يترقب الى ماذا ستذهب أمريكا بقيادة دونالد ترامب تجاه ايران بقيادة المرشد الأعلى خامنئي، كل التوقعات تشير ان أمريكا ستدخل الحرب، استنادا الى مؤشرات سحب البعثات الدبلوماسية ونقل الجيش الأمريكي الى المنطقة وتدخل روسي غير مرحب به من قبل أمريكان، تصريحات اوربية تدعو للجلوس على طاولة التفاوض، اتصالات إيرانية بسفراء اوربيين، وتصريحات دول المنطقة خوفا من نتائج مجهولة، فضائيات تستضيف محللين سياسيين يبشرون بمسح إسرائيل، يقابلهم من يبشر بزوال نظام الملالي.
ولان مقالي هذا لن يغيير شيء في سير الاحداث، فإنني اشير الى نوعية من البشر لا يريدون ان يتعلموا ولا يمكنهم ان يتعلموا ولن يتعلموا من تجارب الماضي، فبقوا عاجزين يبحثون عن انتصار وهمي وفرحة لا تدوم وخيبة امل حتمية، انهم الشامتون بالشعب الإيراني وبالشعب الإسرائيلي لما يصيبهما من ويلات القصف المتبادل.
هناك من يغني ويرقص ويستهزئ وينشر معبرا عن فرحته بما أصاب إسرائيل من دمار اشبه بما أصاب غزة، ويسخر من الحكومة الإسرائيلية ومن تصريحاتها واعلامها ومن قبتها الحديدية، في نشوة انتقام لم يكن له في تحقيقها أي دور، لأنه ببساطة خارج المعادلة السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية، لأنه ينتمي لشعوب لا تمتلك قرارها ولا تحمي سمائها ولا يمكنها صناعة موقفها، مواطن هزمته إسرائيل منذ العام 1948 ثم العام 1967 واستمرت الهزائم ولم تنتهي باحتلال العراق في العام 2003، حتى دمر حزب الله وهرب بشار الأسد ومسحت غزة وصفيت منظمة حماس، اشتركت حكوماته في دعم إسرائيل ضد فلسطين، فاصبح غير محترما في داخله ويشعر بالإهانة كلما سمع باسم اسرائيل. مواطن يبحث عن انتقام كي يخرج من عجزه الذي يكبله ويخنقه كلما نام ليلا، هو يبحث عن انتصار حتى ولو لم يساهم به، مواطن لا يختلف عن مشجع كرة القدم يثير الفوضى لفوز فريقه بالرغم من انه لم ينزل الملعب ولم يمس الكرة، متخلف في الصناعة والزراعة وفي التسليح وفرض الأمان، ارضه مستباحة وسمائه بيد الامريكان ونفطه منهوب، من الطبيعي ان يبحث عن انتقام على يد الاخرين.
في الطرف الاخر يقف الشامتون بإيران فرحين لقصف منشآتها وقتل قياداتها وتهجير ناسها، لانهم يشعرون بالذل والاهانة على يد ايران وذيولها من الأحزاب الحاكمة، مواطن تولد لديه حقدا ورغبة في الانتقام، لما تسرقه ايران من أمواله، ونفوذ قيادات الحرس الثوري في قراره السياسي، وعبثها بأرواح ناسه في قتل المتظاهرين وخطف المعارضين ومطاردة الناشطين. مواطن ينتقم من ايران وان لم يكن لهم دور بهذه المعركة، انتقام وان اتى على يد إسرائيل التي قصفت المفاعل النووي العراقي والتي احتلت فلسطين ودمرت شعبها وقصفت لبنان وسوريا، إسرائيل التي تذل العالم العربي وتجبر حكوماته على التطبيع الواحد تلو الأخر. انه انتقام الضعفاء الذين عمى الحقد عيونهم وابعد الرحمة والإنسانية عن قلوبهم، عاجزين مساكين غير قادرين على فعل شيء سوى تشجيع فريق برشلونا الذي فاز على الريال، استخدام فعال للذكاء الاصطناعي بالانتقام لانهم لا يمتلكون غير الفيسبوك وسيلة للانتصار على ايران.
وانا اتابع هؤلاء، أتذكر الحرب العراقية الإيرانية وكم مات من الرجال فيها، اتذكر معاناة النساء والأطفال والشيوخ، اتذكر غزو الكويت وتهجير شعب كامل، أتذكر الحرب ضد اكراد العراق وضحايا حلبجة والانفال والمقابر الجماعية، أتذكر طريق الموت من الكويت للبصرة، أتذكر انتفاضة اذار 1991 ومعاناة اهل الجنوب، أتذكر الحصار الاقتصادي، أتذكر هجرة المومسات العراقيات الى الأردن وسوريا. نتيجة هذه الهزائم والانكسارات على يد بعضنا وأخرى على يد أمريكا وإسرائيل وايران وتركيا، لن انسى كيف تحولت الى انسان يكره الحرب والدكتاتورية والامبريالية والعنصرية والتوسعية والثيوقراطية، واكثر ما اكرهه اؤلائك الذين لا يتعلمون ولا يريدون التعلم لان الحقد ملئ عيونهم وتوطن التخلف في عقولهم وغاب الوعي عن سلوكهم. متى ستفهمون ان الحرب لعنة وسيأتي بعدها الدمار والاحتلال والتخلف والفقر والجهل، وسيظهر بعدها رجال الدين وسياسيي الصدفة ليصبحوا قادة، ليس لانهم مؤهلين لكن لانهم فاسدين مستعدين لفعل أي رذيلة لأجل مصالحهم الشخصية على حسابكم وحساب اطفالكم واحفادكم.
صدام اتى بالقطار الأمريكي، الخميني اتى بالطائرة الفرنسية، وإسرائيل صنعت بإعلام الهولوكوست، وانتم هجرتم سيرا على الاقدام عبر الجبال وبالزوارق المطاطية في البحار، وتعيشون بانتظار التعيين في جيش البطالة المقنعة او المساعدات كلاجئين. انتظروا فاتورة الحرب مضاف لها فاتورة الانترنيت الذي تستخدموه لتحقيق انتقام العاجزين.



#ماجد_فيادي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمسية ثقافية في مدينة كولن الألمانية
- ابو التكتك
- شهداؤنا.. انتخابات.. الذكرى التسعين
- الى القوى المدنية، لنفكر بصوت مرتفع
- الاعتراف بالخطأ نصف الطريق للحل
- مراجعة لفشل وهزيمة الحزب الشيوعي العراقي
- حفلات الحروب
- الظمأ العراقي
- حارق القرآن عراقي وحارق السفارة السويدية عراقي
- الحلقة الرابعة/ ماذا بعد مرور عام على المؤتمر الوطني الحادي ...
- الحلقة الثالثة/ ماذا بعد مرور عام على المؤتمر الوطني الحادي ...
- الحلقة الثانية/ ماذا بعد مرور اكثر من عام على المؤتمر الوطني ...
- ماذا بعد مرور اكثر من عام على المؤتمر الوطني الحادي عشر للحز ...
- كأس الخليج العربي 25 يذهب الى الفاسدين
- بانتظار نبي جديد او رئيس وزراء شريف
- مخاطر تحول الفعل الثوري الى مناسبة استذكاريه او احتفالية
- أسئلة بحاجة الى اجوبة
- قوى التغيير والوضع الراهن في العراق
- الفضائية العراقية والمفاهيم المغلوطة
- كيف نحقق حلم الوطن والدولة


المزيد.....




- حصريا لـCNN.. مصادر تكشف عن جهود إدارة ترامب -السرية- لإعادة ...
- سوريا.. أحمد الشرع يثير تفاعلا بما قاله عن -أبناء منطقة الرئ ...
- تقييمات استخبارية: مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب سل ...
- لماذا يواجه نتنياهو -قرارا مصيريا- بشأن غزة بعد إعلانه الانت ...
- نتنياهو: -نعمل على توسيع اتفاقيات السلام بعد انتصارنا على إي ...
- ماذا قال البيت الأبيض عن جهود ترامب بشأن انضمام دول خليجية و ...
- إيران تكشف عن أضرار -كبيرة- بالمنشآت النووي وتؤكد أن تعليق ا ...
- الاتحاد الأوروبي يمدد عقوباته على روسيا حتى مطلع 2026
- إيران تعلن حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية جراء الضرب ...
- مهرجان موازين يحتفي بدورته العشرين بحضور فني عربي وعالمي ممي ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد فيادي - انتقام العاجزين