أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - معتصم حمادة - إذا لم نقاتل دفاعاً عن أرضنا ... فلن يدافع أحد بدلاً عنا















المزيد.....

إذا لم نقاتل دفاعاً عن أرضنا ... فلن يدافع أحد بدلاً عنا


معتصم حمادة
عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين


الحوار المتمدن-العدد: 8378 - 2025 / 6 / 19 - 16:16
المحور: القضية الفلسطينية
    


عضو المكتب السياسي
للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين


■ منذ 15/11/1988 إعلان الإستقلال في المجلس الوطني، وإعلان الرئيس الراحل ياسر عرفات قيام دولة فلسطين، ومسار «الدولة» يتعزز في عالم الدبلوماسية، وقد وصل عدد الدول التي تعترف بدولة فلسطين 149 دولة، كما تتهيأ بعض الدول في فترة قادمة للاعتراف هي أيضاً بها، وكذلك تعزز موقع دولة فلسطين في الأمم المتحدة، حين نالت العضوية المراقبة في الجمعية العامة بموجب القرار 19/67 (2012)، ثم تعزز الموقع التمثيلي للدولة، حين نالت حق التصويت في الجمعية العامة، دون نيل العضوية الكاملة، التي ما زالت تصطدم في مجلس الأمن بسور الفيتو الأميركي، كما أن بعض الدول ما زال يرهن إعترافه بدولة فلسطين بتطبيق ما يسمى «حل الدولتين»، أي عبر المفاوضات الثنائية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في ظل تعطيل متعمّد لهذه المفاوضات على يد الجانبين الإسرائيلي والأميركي، الذين تراجعا في السنة الماضية (نتنياهو) والحالية (ترامب) عن تأييدهما قيام دولة فلسطين، ويطرح كل منهما، من جانبه، رؤيته الخاصة لمستقبل القضية الفلسطينية، ليس من بينها حق تقرير المصير، وقيام دولة فلسطين، أو حق العودة للاجئين.
وبالتالي بتنا أمام حالة فلسطينية مركبة:
• دولة فلسطينية، عضو في الأمم المتحدة، لها سفاراتها وقنصلياتها المنتشرة في أرجاء العالم، بما في ذلك الدول التي لم تعترف حتى الآن بالدولة الفلسططينية، كباريس ولندن، ما يعني تواجد دولة فلسطين كحالة سياسية، دبلوماسية، وكمشروع وطني، ينال تأييداً شبه كامل من المجتمع الدولي (دون أن يترجم لدى البعض إلى الاعتراف بالدولة).
• كيان مؤسساتي في الضفة الغربية وقطاع غزة، يستند إلى قانون أساسي لسلطة حكم إداري ذاتي، مسلوبة السيادة، فاقدة القدرة للدفاع عن صلاحياتها، كما يعرّفها «إتفاق أوسلو» وبروتوكالاته، خاصة الاقتصادي منه، ترفع شعارات تعجز هي عن نطبيقها، كشعار «سلطة واحدة، قانون واحد، وسلاح واحد».
ففي الضفة الغربية وقطاع غزة، أكثر من سلطة، سلطة الاحتلال واحدة منها، وفيهما أكثر من قانون، قوانين الإدارة المدنية لدولة الاحتلال واحدة منها، وفيها أكثر من سلاح، خاصة سلاح الاحتلال الذي يشكل السلاح صاحب السلطة والقدرة على القتل والتهجير.
من مؤسساتها «سلطة نقد» تخضع مرغمة لقرارات المؤسسات المالية للإحتلال، خاصة وزارة المالية. وحرية حركة كبار المسؤولين فيها، تخضع هي الأخرى لموافقات مسبقة من الإحتلال، في الوقت نفسه يتحدث كبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية أن هذه السلطة باتت أقرب إلى الدولة، ولا ينقص للقيام بهذه الخطوة سوى زوال الإحتلال، وكأن زوال الإحتلال مسألة جزئية وليست هو المسألة.
تجاور السلطة ومؤسساتها مؤسسات لمنظمة التحرير الفلسطينية، كاللجنة التنفيذية ورئاسة المجلس الوطني، والأمانات العامة لعدد من الإتحادات الشعبية بإعتبارها من مؤسسات م. ت. ف.
لرئاسة اللجنة التنفيذية منصب مركب، هو رئيسها من جهة، ورئيس دولة فلسطين من جهة أخرى، في الوقت نفسه، لم يعد هناك ذكر لمنصب رئيس السلطة الفلسطينية سوى في القانون الأساسي للسلطة، وفي الإعلان الدستوري الأخير الذي خول رئيس المجلس الوطني الفلسطيني (بصفته المزدوجة وطني وتشريعي)، ملء الفراغ،
في حال خلو منصب رئيس السلطة، ولفترة مؤقتة.
وهكذا نكون أمام وجهين لدولة فلسطين:
• وجه براق يعيد تقديم الشعب الفلسطيني عبر دولته، عضواً فاعلاً في المجتمع الدولي وفي الحضارة الإنسانية، بعدما تعرض لفترة غير قصيرة لمحاولات التذويب.
• ومن جهة أخرى واقع ميداني، فيه من الزيف أكثر مما فيه من الحقيقة، يعيش حالة تراجع يومي في سياقه العام، بفعل سياسات الإستيطان والضم، والتدمير والتهجير لمدن شمال الضفة ومخيماتها، واستقواء على المزارعين والفلاحين، في حملات سطو شبه يومية لعصابات المستوطنين، دون أن تغيب أعمال القتل والإعتقالات اليومية، والزج بالعشرات يومياً في سجون الاحتلال، وإلحاق الضرر اليومي بالإقتصاد، ما دفع رئيس الحكومة الفلسطينية السابق محمد اشتيه للإعتراف، بعد ترويج صارخ لمشروع «العناقيد الاقتصادية»، أن النمو مستحيل في ظل الإحتلال، أي أن دورتنا الكاملة لقراءتنا للحالة المستمرة، تعيدنا بالضرورة إلى الواقع الحي: الإحتلال وبدون الخلاص من هذا الإحتلال، لا سبيل إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وإقتصاد وطني مزدهر، ومواطن يشعر بالأمن والإستقرار، توفر له دولته سبل العيش الكريم. وهو ما يدعونا للتأكيد أن مفتاح الحل هو بيد الفلسطينيين، فهم أصحاب القضية، وأصحاب الأرض، وأصحاب الحق، وهم المعنيون ببناء دولتهم المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس المحتلة، المدينة المسلوبة، الجزء الأبرز من المشروع الوطني الفلسطيني، لم تقدم السلطة حتى الآن رؤية لخلاص لم تقدم السلطة هذه المدينة، خاصة بعد أن ضمتها إسرائيل واعترفت بها دول كالولايات المتحدة عاصمة لدولة الاحتلال.
مشكلة الفلسطينيين أن رؤياهم لعمل وطني مشتتة، فالنخب الحاكمة في السلطة وفي م. ت. ف. تدعو لـ«مقاومة سلمية» للخلاص من الاحتلال، لكنها وبدلاً من أن تقدم تعريفاً واضحاً لمفهوم «المقاومة السلمية»، وبدلاً من أن تتحمل هي مسؤولياتها في برمجة «المقاومة السلمية» تحجم عن هذا كله، وتستبدله بالرهان على العنصر الخارجي للحل، كدعوة الأمم المتحدة لحماية الشعب الفلسطيني من غطرسة الاحتلال عبر قوات دولية، أو إتخاذ قرارات، في سياق مؤتمر دولي، تلزم الاحتلال بالإنسحاب.
في الوقت نفسه، ما زالت م. ت. ف. تعترف بشرعية وجود، بل حق إسرائيل في الوجود (وثيقة 9/9/1993) وتؤكد على إلتزاماتها الدولية إزاء الاحتلال الإسرائيلي، إقتصادياً، وأمنياً، ومالياً، في الوقت الذي تقرّ فيه أن الجانب الإسرائيلي، ومنذ زمن غير قصير، أخلّ بكل هذه الإلتزامات، وإنتقل من الشريك في صنع «السلام» (وهو الدور الذي لم يقم به أصلاً) إلى دولة إحتلال، تنهب الأرض، وتقتل الشعب وتعمل على تهجيره وتدمير مصالحه، وترفض الإعتراف بالحد الأدنى من حقوقه الوطنية المشروعة، كما أقرتها وتكفلها قرارات الأمم المتحدة.
بالخلاصة يمكن القول أن هناك الشيء الكثير الذي يمكن فعله تحت سقف «المقاومة السلمية»، لكن النخب الحاكمة في السلطة الفلسطينية، والممسكة بزمام قرارات م. ت. ف. لا تقدم على ذلك، في سياسة، كما ذكرنا أعلاه، تقوم على الرهان على العنصر الخارجي، وتعطيل دور العنصر المحلي.

* * *

تاريخ حركات التحرر حافل بالتجارب الغنية، والتي شكل بعضها إلهاماً للنخب الثورية في الحالة الفلسطينية، حين أطلقت في 1/1/1965 رصاصاتها في مقاومة مسلحة، أخذت مداها الفعلي بعد هزيمة حزيران (يونيو) 1967.
ففي الجزائر قادت الثورة جبهة التحرير الجزائرية، في الجانب الدبلوماسي والسياسي بواسطة حكومة المنفى، وفي الميدان بواسطة جيش التحرير، في تبادل نضالي أدى إلى تحقيق أهداف التحرير في 8 سنوات من النضال.
وفي فيتنام قادت الثورة جبهة التحرير الفيتنامية، في الجانب الدبلوماسي والسياسي والتفاوضي عبر حكومة المنفى، وفي الميدان عبر قوات الثورة «الفيت كونغ»، ما أرغم الاحتلال الأميركي على الفرار، ما شكل إهانة فاضحة لما يسمى عظمة الولايات المتحدة.
تجربتان غنيتان، لجأت فيها قوى الثورة إلى إعتماد الدبلوماسية من جهة، والقتال في الميدان من جهة أخرى، يتفاعل كل منها مع الآخر، في ظل وحدة نضالية، وبقيادة مؤسسات تلتزم قرارات المؤتمرات الدورية التي تعقدها قيادة الثورة، وعبرها تعبئ كل الشعب، وهذا الشيء المفقود في الحالة الفلسطينية في الوقت الراهن.
«مقاومة سلمية» لا تعريف لها، ولا وجود لها في الميدان، و«مقاومة شعبية شاملة بكل الوسائل» ما زالت عند حدود التبشير.
وبالتالي، بات على الفلسطينيين في ظل الوضع الذي آلت إليه قضيتهم الوطنية، وفي سياق تطورات إقليمية دراماتيكية، أن يعيدوا النظر في آليات تعاطيهم مع الاحتلال، بحيث يتلازم العمل المقاوم في الميدان مع العمل المقاوم في السياسة والدبلوماسية بكل ما يتطلبه ذلك من مؤسسات وخطط وخطوات وأدوات، تستند إلى رؤى تؤمن بالواقعية الثورية، لا واقعية الرهان على المجهول.
لا بد أن يدرك الفلسطينيون أننا إذا لم نقاتل دفاعاً عن أرضنا، فلن يدافع أحد بدلاً عنا■



#معتصم_حمادة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤتمر نيويورك ل«حماية حل الدولتين» ودفتر الشروط الفرنسية لإق ...
- وقفة أمام المشهد الفلسطيني
- مع مراد ذكريات لا تمحى ...
- ... وماذا بعد الإعتراف العربي أن إسرائيل لا تريد السلام؟!
- عن السلاح الفلسطيني في لبنان: وجهة نظر أخرى!
- عن أي حوار وطني نتحدث؟! ...
- من وحي مذيعة خبيثة
- 23 نيسان 1969 - 23 نيسان 2025
- ماذا وراء الأكمة؟! ...
- أين هو مشروع الحل الوطني؟!
- السقوط الأخلاقي
- حرب الاستنزاف في قطاع غزة: على جبهة تعزيز صمود الشعب وإلتحام ...
- «حرب الإبادة» في الشهر الأخير من عامها الأول
- ماذا بعد تفويت السلطة الفلسطينية؟! (1)
- كلمة السر في بكين: الإطار القيادي الموحد
- متى يتم الإعلان عن الناتو العربي - الإسرائيلي ؟! ...
- الولايات المتحدة وأونروا: السياسة الاستخدامية
- لماذا تخافون الدعوة للحوار الوطني وتشوشون عليها ؟!
- المنظومة العربية ... والنهاية المأساوية
- من نيويورك، تبدو الصورة أكثر وضوحاً


المزيد.....




- في حوار حول فيلمه الجديد -Highest 2 Lowest-.. دينزل واشنطن: ...
- وُصفت بـ-خطة يوم القيامة-:.. إسرائيل تعتزم إقرار مشروع استيط ...
- الأمومة لأول مرة في غزة: -ابنتي هي النور في أرض غارقة بالظلا ...
- تركيا توقع اتفاق تعاون عسكري مع سوريا وتتعهد بتدريب الجيش ال ...
- ترامب يقر بإمكانية فشل قمة ألاسكا: ستشكل تمهيدًا لاجتماع ثلا ...
- تفاقم أزمة الكهرباء في العراق .. غضب شعبي وحلول بديلة كارثية ...
- السودان: أسوأ تفش للكوليرا منذ سنوات وأوروبا تدعو لإدخال الم ...
- الأمين العام لحزب الله يستقبل لاريجاني ويجدد شكر إيران على - ...
- خيوط حمراء وذاكرة أندلسية.. نول -الدرازة- المغربي يقاوم غزو ...
- عاجل | نتنياهو: اتفقنا في الحكومة المصغرة على مبادئ لإنهاء ا ...


المزيد.....

- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - معتصم حمادة - إذا لم نقاتل دفاعاً عن أرضنا ... فلن يدافع أحد بدلاً عنا