الهجوم الإسرائيلي على إيران بداية مرحلة مليئة بالمخاطر في المنطقة!

الحزب الشيوعي العمالي العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 8375 - 2025 / 6 / 16 - 22:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

شنت إسرائيل، فجر يوم الجمعة 13 يونيو، هجومًا على مدن طهران وأصفهان وشيراز وكرمانشاه وتبريز، وقصفت عشرات المواقع العسكرية والنووية والسكنية، مما أدى إلى مقتل عدد من القادة الكبار والمهندسين النوويين في الجمهورية الإسلامية، بالإضافة إلى مئات المواطنين الأبرياء، بذريعة التصدي "لخطر إيران النووي". إن إعلان الحكومة الإسرائيلية أن "الحرب والقصف سيستمران طالما لزم الأمر!" يعني عمليًا إعلان حرب شاملة على الجمهورية الإسلامية، لم يعد بوسع إسرائيل أن تتحكم في نهايتها. وقد فُرضت هذه الحرب في وقت كانت فيه الحكومة الأمريكية وإيران في خضم عملية تفاوض. بخلاف الهجمات الإسرائيلية السابقة، تُعتبر هذه الحرب مغامرة خطيرة وشاملة تدفع بالمنطقة إلى مرحلة حساسة ومليئة بالمخاطر.
من المؤكد أن هذا الهجوم الإسرائيلي لم يحدث دون موافقة إدارة ترامب ودعمها. فرغم المجازر الشاملة التي تمارسها إسرائيل منذ 20 شهرًا ضد جماهير فلسطين، والحصار الشامل على غزة، وقطع المياه والكهرباء والمواد الغذائية والأدوية، ومنع المساعدات الإنسانية عن الملايين، ورغم القصف المستمر لبيروت ومناطق أخرى في لبنان والهجمات المتكررة على سوريا واحتلال أجزاء منها باسم "حماية أمن إسرائيل"، فإن الحكومة الإسرائيلية تواجه اليوم أزمة داخلية، مأزقًا سياسيًا، وعزلة شاملة على المستوى الإقليمي والدولي. كما تواجه إسرائيل الآن حركة إنسانية عالمية واسعة دفاعًا عن جماهير فلسطين وضد جرائمها، وهي حركة أجبرت حتى أقرب حلفائها الغربيين على الابتعاد عنها. وقد أدت أبعاد جرائم الحكومة الإسرائيلية وقوة الحركة العالمية الداعمة للفلسطينيين إلى إشعال الاحتجاجات ضد هذه الحرب وجرائم القتل حتى داخل إسرائيل نفسها. وبهذا، ترى القوى المتطرفة الحاكمة في إسرائيل، التي تقود هذه الحرب وتسعى لجرّ أمريكا إليها، أن التصعيد مع إيران هو طوق نجاة من المأزق الذي تعيشه حكومة إسرائيل الفاشية.
جعلت الهجمات الإسرائيلية وردود الجمهورية الإسلامية عليها، والقصف المتبادل على مدن في إيران وإسرائيل، من هذه الحرب حربًا واسعة النطاق لا يمكن التنبؤ بمستقبلها أو أبعادها أو آثارها الإنسانية ومدى دمارها. وقد كانت حسابات ترامب ونتنياهو، القائمة على أن الهجمات الإسرائيلية ستشلّ الجمهورية الإسلامية وتدفعها إلى قبول أي شروط من موقع ضعف، خاطئة تمامًا. وجلبت المغامرات والسياسات الخاطئة لحكومتي إسرائيل والولايات المتحدة اليوم خطر الفناء إلى الشرق الأوسط.
إن وجود القواعد الأمريكية في الدول العربية ومنطقة الخليج، واستخدام إسرائيل لبعض هذه القواعد، بما في ذلك في العراق، لشن الهجمات على إيران، إلى جانب تهديد إيران باعتبار هذه القواعد أهدافًا عسكرية مشروعة، وتصريحاتها حول احتمال إغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي، أدت إلى موجة من القلق العميق والخوف من عواقب هذه الحرب في إيران والمنطقة ككل.
وبغض النظر عن حجم الخسائر والدمار في إيران وإسرائيل، فإن هذه الحرب تضعف موقع الطبقة العاملة والحركات الاحتجاجية والتحررية في المنطقة، وتمنح النظام الإيراني ذريعة أكبر لتبرير الفقر والغلاء والحرمان والاعتداء على حقوق الناس، وتترك آثارًا مدمرة على النضالات العادلة والإنسانية في عموم المنطقة.
في الوقت نفسه، تحاول الجمهورية الإسلامية، باسم الدفاع عن النفس، أن تعبئ دماهير إيران عبر حملات دعائية قومية ووطنية، وتستغل وحشية إسرائيل ضد جماهير فلسطين وجنونها العسكري في المنطقة بوصفها الدولة الأكثر عدوانية والمسبب الأساسي لانعدام الأمن، ليس لتأجيج النزعة القومية الإيرانية حولها فحسب، بل ولكسب تعاطف الجماهير في العالم العربي وعلى مستوى العالم بوصفها "الدولة الوحيدة التي تتصدى لإسرائيل".
نحن، الأحزاب الثلاثة الشيوعية العمالية في المنطقة، نعلن رفضنا التام لهذه الحرب، ونعتبر حكومتي إسرائيل وأمريكا مسؤولتين أساسيتين عنها وعن عواقبها، وندينها جنباً لجنب جماهير العالم المتمدنة. وفي هذه الأيام العصيبة، نقف إلى جانب الطبقة العاملة والجماهير التواقة للحرية في إيران والمنطقة، وندين الهجمات على المناطق السكنية والمراكز النفطية والصناعية والإنتاجية والنووية، أياً كان الطرف الذي ينفذها، وندين كل اعتداء من جانب الجمهورية الإسلامية على جماهير إيران بذريعة الحرب.
وندعو، من جانبنا في إيران والعراق والمنطقة والعالم، جميع النقابات العمالية والمنظمات والمؤسسات الداعية للسلام والإنسانية، وكل جماهير العالم المتمدنة، إلى اتخاذ خطوات واسعة ومنسقة للضغط على الحكومات، وخصوصًا على إدارة ترامب والحكومة الإسرائيلية، من أجل وقف هذه الوحشية.
الحزب الشيوعي العمالي العراقي

الحزب الشيوعي العمالي الكردستاني

حزب الحكمتي (الخط الرسمي)
15 حزيران-يونيو 2025

#الحزب_الشيوعي_العمالي_العراقي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل