أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فتحي مهذب - مقاربات نقدية














المزيد.....

مقاربات نقدية


فتحي مهذب

الحوار المتمدن-العدد: 8373 - 2025 / 6 / 14 - 10:56
المحور: الادب والفن
    


في معركة الروبوتات الكبرى لفتحي مهذب
تخطي حدود الخيال العلمي التقليدي
بقلم / أيمن دراوشة
---
1.
خارج النص:
كلنا يعرف قصص المخلوقات الفضائية الذي تناولها الكثيرون بقصصهم ورواياتهم إضافة للمسلسلات والأفلام.
صورت لنا تلك الروايات والأفلام بأسلوب ساذج على غرار أفلام سوبرمان وباتمان المخلوقات الفضائية بأنها مخلوقات شريرة تريد السيطرة على الأرض والقضاء على البشر، وكان البشر ملائكة لا يجوز القضاء عليهم، فإن لم تقتلنا تلك المخلوقات فها نحن نقوم بالمهمة بقتل وكراهية بعضنا البعض.
2.
في ملحمته الكبرى (معركة الروبوتات الكبرى) يحملنا الكاتب فتحي مهذبي في مغامرة سردية استثنائية تتخطى حدود الخيال العلمي التقليدي، لتغوص عميقًا في تساؤلات الوجود حول الحرية، والوعي، والهوية.
الشخوص الروبوتية هنا ليست مجرد آلات؛ بل كائنات تحمل في داخلها سمات الإنسانية، ليس فقط في مظهرها، بل في صراعاتها الداخلية في السيطرة وسحق الشعوب، وقدرتها على اتخاذ القرارات بحرية.
3.
القصة لا تكتفي بصراع مثير بين الإنسان والآلة، بل تقدم صراعات داخلية بين الروبوتات ذاتها، مما يعكس بذكاء الصراعات الإنسانية المعقدة، وتوظيف ناقد مرير من قبل المؤلف فتحي مهذب.
4.
يستخدم الكاتب لغة فائقة مرمزة ومبتكرة بعبقرية محنكة، كما يستخدم سردًا وحوارات تتسم بالتمرد حينًا، والحكمة حينًا آخر.
فالقصة ليست للقراءة فقط، بل للاتعاظ والتمعن بدقة في كل مجرياتها والمغزى العام من كتابتها.
5.
إذا كان للخيال العلمي اسم فهو فتحي مهذب، فالقصة مثالًا يحتذى به كنموذج للخيال العلمي بأفكار عربية ولغة عالمية، فالقصة ما هي إلا مرآة تعكس هشاشة الإنسان وجبروته في وقت واحد.
6.
من عبقريات القصة قدرة المؤلف على نسج شخصيات نامية، حيث تتطور من خلال نضج سردي هو نادر في عالم الخيال العلمي.
7.
للكاتب نظرة ثاقبة في مصيرنا مع التقدم العلمي الهائل بوجود الذكاء الاصطناعي، مما يفتح بابًا للتأمل والتفكير واستخلاص العبر.
فكل مشهد في القصة يحمل أبعادًا فلسفية، وكل حوار يحتوي على سؤال أخلاقي عميق.
قصة تتجاوز القصص تنتمي في روحها السردية إلى المستقبل، وتخاطب الإنسان بكل عنفوان.
8.
احتوت القصة على العديد من العبر والأهداف التي يمكن إيجازها بنا يلي:
- الحرية والاختيار:
الرواية تبرز قيمة الحرية ليس فقط للبشر، بل حتى للروبوتات التي تمتلك وعيًا وصراعًا داخليًا، مما يعكس أهمية القدرة على اتخاذ القرارات بكل حرية، إضافة إلى تحمل مسؤولية الاختيار.

- الهوية والإنسانية: من خلال الروبوتات التي تحمل بذور الإنسانية، نتعلم أنَّ الهوية ليست محصورة في الشكل الخارجي، بل في الصراعات الداخلية والقدرة على التمرد والتفكير، ما يجعل الإنسانية مفهومًا أعمق من مجرد أجساد.

- الصراعات الداخلية: القصة تشير إلى أنَّ الصراع لا يقتصر على الإنسان والآلة فقط، بل يمتد إلى داخل الروبوتات نفسها، مما يعكس تعقيدات الصراعات البشرية، وتعلمنا أنَّ الصراع الداخلي جزء أساسي من التطور والنمو.

- الروبوتات كمرآة للإنسان: العمل يحول التكنولوجيا إلى أداة تعكس هشاشة الإنسان وقوته، هذا يعني أن تقدمنا التكنولوجي لا ينبغي أنْ يفصلنا عن فهم عيوبنا وقيمنا الحقيقية.

- التمرد والحكمة: ويتمثل ذلك بالحوارات التي تذكرنا بأهمية التساؤل وعدم قبول الأمور على علاتها، بل السعي لفهم أعمق والتحدي البنّاء.

- النظرة في المستقبل المشترك: الرواية تفتح أبوابًا للتفكير في العلاقة بين الإنسان والذكاء الاصطناعي، وتحثنا على التفكير الأخلاقي والفلسفي حول مستقبلنا المشترك، مما يعزز الوعي بأبعاد التكنولوجيا على المجتمع والنفس البشرية الامارة بالسوء.

- الاحترام المتبادل، وقبول التنوع والاختلاف داخل المجتمعات، حتى لو كان الطرف الآخر روبوتات.

9. في الختام فالقصة ليست سردًا عاديًا، بل دعوة للتفكير العقلاني في جوهرنا كبشر، حريتنا، هويتنا، صراعاتنا، وسط عالم يتغير بسرعة بفعل التكنولوجيا.



#فتحي_مهذب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في نصوص فتحي مهذب
- الصعود إلى الأعلى على دراجة من قش
- النسر
- لا تقتربوا كثيرا
- دموع إشارات المرور
- دعاء غير مستحاب
- دائرة الأروبوروس
- مقاربات هايكوية
- الغيوم ترمي شباكها في الجو
- إلى أطفال غزة
- أطفال غزة
- إلى ملكة
- قراءة الشاعر منصف المزغني
- معركة الروبوتات الكبرى
- دم الفلسطيني أقحوانات ومصابيح
- لماذا حليبك أسود أيتها الحرب
- ما وراء المحدود في نصوص الشاعر فتحي مهذب
- الثلاجة رقم 9
- شذرات من كتاب الشمس
- المجد لتفاحة صوتك الأزرق


المزيد.....




- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...
- كتاب -رخصة بالقتل-.. الإبادة الجماعية والإنكار الغربي تحت مج ...
- ضربة معلم من هواوي Huawei Pura 80 Pro.. موبايل أنيق بكاميرات ...
- السينما لا تموت.. توم كروز يُنقذ الشاشة الكبيرة في ثامن أجزا ...
- الرِّوائي الجزائري -واسيني الأعرج-: لا أفكر في جائزة نوبل لأ ...
- أحمد السقا يتحدث عن طلاقه وموقفه -الغريب- عند دفن سليمان عيد ...
- احتفال في الأوبرا المصرية بالعيد الوطني لروسيا بحضور حكومي ك ...
- -اللقاء القاتل-.. وثيقة تاريخية تكشف التوتّر بين حافظ الأسد ...


المزيد.....

- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فتحي مهذب - مقاربات نقدية