أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ناجي - الإسلاموية أصبحت مشكلة محلية














المزيد.....

الإسلاموية أصبحت مشكلة محلية


محمد ناجي
(Muhammed Naji)


الحوار المتمدن-العدد: 8369 - 2025 / 6 / 10 - 19:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترجمة / محمد ناجي

حتى الدجاجة العمياء تجد أحياناً حبة قمح *1 . ينطبق هذا التعبير تماماً على الحكومة الحالية ، التي يقودها حزب المحافظين (M) . قبل بضعة أسابيع ، صدر تقرير حكومي فرنسي حول نفوذ حركة الإخوان المسلمين في أوروبا ، وقد أشار تحديداً إلى السويد .

سررتُ بتعيين وزير الاندماج ، ماتس بيرسون ، فريقاً من الخبراء لرسم خريطة لتغلغل الإسلامويين في السويد . مع ذلك، شعرتُ بخيبة أمل من الرفض الغريب من قِبل اليسار "الطيّب" للتقرير الفرنسي . تصفنا صحيفة أفتونبلاديت ، نحن الذين نحذر من انتشار الإسلاموية في السويد ، بـ"القبعات المعدنية المعادية للمسلمين"*2 .

تخيلوا مدى قصر الذاكرة السياسية . لم تمضِ سنوات طويلة منذ أن تميزت السويد بإرسالها عدداً كبيراً من الجهاديين إلى داعش .

فيما يتعلق بالإسلاموية ، من حسن الحظ وجود انقسام داخل اليسار . هذا الانقسام هو بين السذاجة الجاهلة والواقعية ، وليس بين الطيّب والخبيث . إن السذاجة في هذه القضية المصيرية تسمح للمرء أن يشعر بأنه متسامح ويتقبّل الآخر ، وهو ما يتوافق تماماً مع قيم التضامن اليسارية . لذا ، يصعب على المرء أن يرغب في مراجعة نفسه ، ورؤية جهله والتخلص منه . باختصار : الاعتراف بالخطأ . السذاجة تفسح المجال لمن يريدون استغلالها لأغراض خفية . هذا ما يحدث الآن مع التسامح مع الإخوان المسلمين .

اليسار الواقعي يدرك تحديات المجتمع متعدد الثقافات ، ويجرؤ على تأكيد القيم العالمية للتنوير . إنه يرى محاولات الإسلامويين إخفاء اضطهاد المرأة وراء تفسيرات تتناول الاختلافات الثقافية ، ويحاول التصدي لها .

ان الجزء الجاهل والساذج من اليسار يسمح لنفسه بأن ينخدع بالإسلامويين ، الذين يتهمون كل من يشكك فيهم بكراهية الإسلام .

يبذل اليسار جهداً لفهم الإسلامويين لدرجة أنهم مستعدون لحرمان المسلمين السويديين من حقوقهم التي يعتبرونها بديهية ، كالتعبير عن آرائهم بحرية ، أو ارتداء ما يشاؤون . إن الخوف من تغذية القوى المعادية للأجانب يدفع اليسار الجاهل إلى أن يخذل المسلمين الديمقراطيين وغض الطرف عن تقدم الإسلامويين . هذا يخلق انقساماً ، وليس طريقاً نحو المجتمع المشترك الذي يدّعي اليسار أنه يدافع عنه .

هدف جماعة الإخوان المسلمين هو أن يعيش جميع المسلمين في ظل الشريعة الإسلامية ، وهو أمر لا يتوافق بالطبع مع الدول الديمقراطية المتسامحة في ظل سيادة القانون - التي شارك اليسار في بنائها . يتطلب تطبيق الشريعة الإسلامية أن يعيش المسلمون في السويد في مجتمع موازٍ خاضع لسيطرة دينية . يمكن اعتبار المدارس ودور الحضانة الإسلامية القائمة بالفعل خطوة أولى نحو هذا الفصل ، وكذلك المراكز الصحية ذات التوجه الديني . في مجلس مقاطعة ستوكهولم ، تم فسح المجال لهذا من خلال حرية اختيار الرعاية الصحية الذي قدمه المحافظون (M) عام 2007 . لقد رفضت حينها العضو السابق في اللجنة المالية في مجلس مقاطعة ستوكهولم كاترينا إلمساتر-سفارد ، الاعتراضات القائلة بأن الفصل قد يكون ميزة ، إذا كان طوعياً . لذا ، ليس اليسار وحده من يعاني من الجهل والسذاجة .

للأسف ، يُعدّ استطلاع وزير الاندماج إجراءاً ضئيلاً للغاية لمواجهة سياسات الحكومة الأخرى ، التي تزيد بشكل كبير من فرص الإسلاميين في السويد .

إن إصلاحات اليمين المختلفة ، التي تُسمى "حرية الاختيار" ، تُمكّن الإسلامويين من عزل أنفسهم خارج مؤسسات المجتمع - إذ يمكن لأي شخص الحصول على أموال الضرائب من خلال إنشاء مدرسة أو مركز رعاية صحية ، ثم ممارسة رقابة اجتماعية صارمة ، تقيّد التواصل مع مجموعات أخرى غير مجموعاته . وهذه إشارة تُشير إلى أن المسلم لا ينتمي إلى المجتمع السويدي . إن الانقسام إلى مجتمعات موازية يُمثل بيئة خصبة للتطرف وخطراً علينا جميعاً .

كان اليمين ساذجاً وغافلاً تماماً كاليسار . فقد أعمته ايديولوجيته عن الفوائد المتوهمة لخصخصة المؤسسات الاجتماعية ، فمنح المزيد لمن تلقّوها بالفعل ، معتقداً أن هذا سيبني مجتمعاً أكثر استقراراً . وبدلاً من ذلك ، خلق ثغراتٍ يستغلها الإسلامويون بكل سرور .

هنا يمكن الحديث عن اليمين "الخبيث" . أعتقد بأنه ، تماماً كما حدث مع اليسار "الطيب"يتعلق الأمر بعدم رغبة المرء في مراجعة جهله وتصحيحه .

يُشكل النفوذ القوي لجماعة الإخوان المسلمين في السويد تهديداً كبيراً ، وقد أصبح التطرف مشكلة محلية في جميع أنحاء أوروبا . كما أنه مشكلة أوسع نطاقاً بكثير من مجرد بضع مئات من الأشخاص المستعدين للجوء إلى العنف ، دون التقليل من أهمية هذا الجانب ، ولكن كلما ازداد انتشار الإسلاموية اليومية ، ازدادت المخاوف من نواحٍ عديدة ، لا سيما بالنسبة لجميع المسلمين المعتدلين (بمعنى الديمقراطيين) في الغرب . وفي هذا السياق ، يجب النظر إلى التقرير الفرنسي عن جماعة الإخوان المسلمين .

تبقى المساواة الاجتماعية ، هي الضامن الرئيسي لمجتمع مستقر لا يتأثر بالقوى الهدامة ، التي تستغل نظامه . في مثل هذا المجتمع ، لا يمكن للإسلاموية ولا للتطرف اليميني أن يستقر .


نالين باكسي
ممرضة نفسية ، وكاتبة في الصفحة الثقافية لصحيفة إكسبرسن السويدية .
نُشر في 10 يونيو 2025

*1 مثل سويدي يعني أنه حتى لو كان شخص ما يفتقر إلى القدرة على القيام بشيء جيد بمفرده ، فإنه لا يزال بإمكانه في بعض الأحيان أن ينجح من خلال الحظ أو الصدفة .
*2 مصطلح مهين يطلق على الشخص الذي يعتنق ويؤمن وينشر المعلومات الزائفة ونظريات المؤامرة المختلفة . (المترجم)



#محمد_ناجي (هاشتاغ)       Muhammed_Naji#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على الاشتراكيين الديمقراطيين إصدار كتاب ابيض*
- من أسقط الأسد قادر على إسقاط بقية الحيوانات* !
- مرحباً بكم في عالم الاستبداد المقلوب رأساً على عقب
- 30 أكتوبر/تشرين الأول ذكرى ضحايا القمع السياسي في روسيا
- بوتين يحافظ على المظاهر الخارجية
- الانتخابات عدو المستبدين من موسوليني الى ترامب
- ضياع الإنسان والعقل والمنطق بين الردح والنواح والانشراح !
- *الفاشي دوغين يغرد ويكتب : دروس من كتاب الصهيونية
- غضب الله هو الذي دفع أوكرانيا إلى الغزو !
- الحلم الإثيوبي قد يشعل حرباً كبرى
- ما الذي سنراه في مناظرة الليلة ؟
- وقفة مع دوغين -عقل بوتين-
- الفاشية على قيد الحياة … في روسيا
- الجنرال -الأكثر سوفيتية- الذي قاد عملية التوغل في كورسك !
- حركة واحدة تكشف القصة بأكملها
- مشاكل الشرق الأوسط أكبر بكثير من حرب غزة
- مراوحة خارج سيرورة الزمن
- 14 تموز/يوليو تبرير وتمرير الخطايا برطانة الخطاب !
- بوتين على نهج هتلر ومن سبقه !
- مناهضون للحرب يخدعون المسؤولين الروس بترجمة الشعر النازي*


المزيد.....




- قمر الفراولة يزيّن سماء دبي في مشهد يخطف الأنفاس
- مقتل فتاة 16 عامًا برصاص إسرائيلي في الرأس أثناء سعيها للحصو ...
- -يشبه الـيونيكورن-.. هكذا وصّف حاخام وزعيم إنجيلي أحمد الشرع ...
- أوكرانيا تُطوِّر مُسيّرات اعتراضية لمواجهة التهديدات الجوية ...
- الحكومة الهولندية تسعى لتشديد قواعد استخدام الهواتف الذكيّة ...
- حكومة نتنياهو تنجو - فشل مقترح برلماني لحلّ الكنيست
- احتجاجات لوس أنجلوس تصل إلى مدينة سياتل (فيديوهات)
- بوتين يهنئ البطريرك كيريل بحلول يوم روسيا
- وكالة: شركات النفط الأجنبية تعمل كالمعتاد بالعراق
- سوريا.. مقتل شاب برصاص الجيش الإسرائيلي في بلدة بيت جن جنوب ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ناجي - الإسلاموية أصبحت مشكلة محلية