أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خزامي مبارك - العلاقة بين إسلاموية المركوب وظاهرة عمسيب العنصري:














المزيد.....

العلاقة بين إسلاموية المركوب وظاهرة عمسيب العنصري:


خزامي مبارك

الحوار المتمدن-العدد: 8369 - 2025 / 6 / 10 - 04:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تُعد ظاهرة "إسلاموية المركوب" أحد التعبيرات السياسية التي ظهرت في الآونة الأخيرة داخل جامعة الخرطوم، خاصة في شارع "المين". هذا التيار، بقيادة معمر موسى محمد، يرتكز على خطاب سياسي يمزج بين رفض الهيمنة الغربية والاعتماد على الإسلام الجهادي كمرجعية رئيسية. ومع مرور الوقت، تطورت هذه الحركة إلى تيار يدعو لمناهضة السيطرة الثقافية الغربية ومواجهة الليبرالية الجديدة وثقافة العولمة. في الوقت نفسه، تزعم الدعوة إلي تعزيز الهوية المحلية السودانية والذاتية، مستمدةً أفكارها من نظريات ما بعد الاستعمار، مثل أطروحات غاياتري سبيفاك وإدوارد سعيد، إلى جانب تأثيرات من مفكرين ماركسيين مثل سمير أمين وعلي مزروعي.

اللافت للنظر أن هذه الحركة تتبنى الرمزيات السودانية التقليدية، مثل "المركوب"، "العراقي"، و"الابتكة" كأيقونات ثقافية تمثل هويتها المحلية. هذه الرموز لا تقتصر على مظهرها الخارجي فحسب، بل هي جوهر رؤيتهم للذات الوطنية، وتستخدم كأدوات لمقاومة التأثيرات الثقافية الغربية.
ولكن السؤال؛ ماهي موقف هذه الجماعة من الهيمنة الثقافية الاسلامية العربية في السودان، أليست مناهضة الهيمنة الثقافية تقتضي /مواجهتها في الداخل والخارج، ومن الواضح أن معمر وجماعته لايرون في مايحدث من قتل وإبادة للغات المحلية ،وبدواعي حركة التعريب والاسلمة أي سوء بل في كتير من المرات يعملون على دعمه وتعزيزه،وهذا إن دل على شئ فإنما يدل على منطق الكيل بمكيالين وهو ديدان الاسلاموعروبيين.

على الجانب الآخر، برزت شخصية "عمسيب" عبر منصات التواصل الاجتماعي، وخاصة فيسبوك، حيث اكتسبت جماهيرية واسعة. يدعو عمسيب إلى انفصال شمال السودان وتأسيس دولة نهرية تقوم على الهوية العربية، والاعتزاز بلون البشرة الأحمر، في موقف معادٍ لكل من سكان غرب السودان وجنوبه ومن لا ينتمي إلى الهوية العربية. يُعبر عمسيب عن خطاب عنصري يُكرّس للانقسامات العرقية والجغرافية في السودان، مما يجعله جزءًا من مشهد أوسع يعكس تعقيدات الهوية والانتماء.

عند تحليل هذه الظواهر، نجد أن "إسلاموية المركوب" و"ظاهرة عمسيب" يشتركان في تكريس المركزية العربية والإسلامية، ومعاداتهما للتعددية الثقافية والعرقية في السودان. وبينما تقدم "إسلاموية المركوب" نفسها كتيار مقاوم للهيمنة الغربية، نجدها تمارس هيمنة ثقافية داخلية، متهمة المشاريع الفكرية الداعية للعدالة الاجتماعية بأنها مؤامرات خارجية. وبالمثل، يعزز عمسيب خطابًا عنصريًا يسعى لترسيخ الهيمنة الثقافية العربية في البلاد.

يتضح اللقاء الفكري بين هاتين الظاهرتين في اعتمادهما على خطاب إسلاموعروبي يُقصي الهوية الأفريقية والتعددية بصورة عامة.، على الرغم من أن كليهما ينبثق من بلد معروف تاريخياً بـ "بلاد السود". يعكس هذا التناقض محاولة كلا التيارين الانتماء لعروبة متخيلة: الأول من خلال قومية جامعة، والثاني من خلال التركيز على العرق واللغة.

الأمر المثير للسخرية في هذا التقاء، هو أنهما يقدمان نفسيهما كضحايا مستهدفين من القوى المهمشة والمجموعات الأفريقية السوداء، رغم أنهما يعملان على ترسيخ هيمنة ثقافية داخلية. في النهاية، يتفقان على عداء مشروع "السودان الجديد"، الذي يسعى لتعزيز العدالة الاجتماعية والتعددية الثقافية. لذا، فإن فهم "إسلاموية المركوب" يجب أن يتم في سياق التطور الأيديولوجي للقوى الإسلاموعروبية المسيطرة، التي تمثل امتداداً لآخر ما أفرزته الحركة الإسلامية في السودان.

إلى جانب هاتين الظاهرتين، هناك أيضًا ظاهرة "دولة الجنيد الكبرى" و"دولة العطاوة"، التي تتبناها قوات الجنجويد. هذه الحركات، رغم اختلافها الظاهري واصطفافاتها المتعددة، ترتبط بعلاقة فكرية عميقة. فجميعها تطمح إلى إقامة دولة عنصرية تقوم على ثقافة واحدة وقومية واحدة. ورغم أن مساراتها تبدو متباينة، إلا أن لقاءها الحتمي قد يكون مجرد مسألة وقت.



#خزامي_مبارك (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انظروا كيف دشن حمدوك نفسه كمبرادورًا بدرجة رئيس وزراء!
- السودان الدولة والثورة والصراع الإجتماعي وفرص البقاء:
- عبد العزيز الحلو وحفلة نيروبي التراجوكوميدية من متى نصر اليا ...
- مرآة معكوسة الجوانب
- في فاشر السلطان الحكاية القادمة. ____
- الخطابات الانفصالية: طفل برأسين في جسد واحد أو -التحالف غير ...
- في تسمية الضحايا لجلادهم__ كلمة الجنجويد والذاكرة الشعبية
- حرب الخامس عشر من أبريل: صراع الجيش والدعم السريع أم غزو إمب ...
- خواطر وآمال
- في اليوم العالمي للمهاجرين
- لا يمكن بناء سودان خالٍ من الحروب إلا بالعلمانية:
- سؤال العلمانية في السودان
- النخبة المهزومة تلملم أطرافها من جديد لتصفية الثورة
- لا ثورة وطنية بلا قوى ريفية
- هل ابتلعت قوى المركز حزب المؤتمر السوداني؟
- نخاسة الرقيق كوعي في دولة الاسلاموعروبيين


المزيد.....




- ترقى لجرائم الحرب.. تقرير أممي يرصد هجمات إسرائيل على المواق ...
- تردد قناة طيور الجنة 2025 على النايل سات بجودة HD للأطفال وا ...
- رحلة الروح بين الصعود والهبوط.. واقع الإيمان زمن الفتن
- وزيرة إسرائيلية تطالب بإزالة مكبرات الصوت من المساجد بالقدس ...
- الإسلام أسرع الديانات نموا في العالم.. فما نسبة معتنقيه اليو ...
- دلوقتي تقدر تسلي أطفالك طول اليوم.. استقبل تردد قناة طيور ال ...
- تردد قناة طيور الجنة على نايل سات والعرب سات 2025 بجودة عالي ...
- المالديف: الجنة المهددة بالغرق
- قيود مشددة على ناشطي -مادلين- في سجن إسرائيلي بانتظار الترحي ...
- رونالدو يخطف الأضواء بلقطة الدعاء على الطريقة الإسلامية (فيد ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خزامي مبارك - العلاقة بين إسلاموية المركوب وظاهرة عمسيب العنصري: