أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - خزامي مبارك - هل ابتلعت قوى المركز حزب المؤتمر السوداني؟














المزيد.....

هل ابتلعت قوى المركز حزب المؤتمر السوداني؟


خزامي مبارك

الحوار المتمدن-العدد: 7274 - 2022 / 6 / 9 - 04:37
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


سيظهر النص هل ابتلعت قوى المركز حزب المؤتمر السوداني؟

_ في فهم تحالفات المؤتمر السوداني مع القوى الإسلاموعروبية _(1)
خزامي مبارك
الخرطوم 8/يونيو/2022
___________

أطرح هذا السؤال و في جعبتي وثائق كثيرة من بيانات ومواثيق وتحالفات طويلة المدى والقصيرة منها، بعضها أحدثت إنشراخات كبيرة في الحياة السياسية السودانية يوماً ومنها ماتت ولم يعد يتذكره الناس حتى.
تحالفات قامت على أسس سياسية ومسلح كالتجمع الوطني في التسعينيات وتحالفات جمعتها رؤى طويلة المدى كتحالف الكتلة التاريخية وغيرها.
ولكن جوهر المسألة هي أن كل هذه التحالفات لم تكن معنزلة عن الصراع الإجتماعي /الإقتصادي / السياسي الذي يعيشه السودان كدولة ولدت في سياق مابعد إستعماري صاحبت تكوينه إختلالات جمة،وهذا أمر طبيعي لأن سودان اليوم الذي نعيشه هو إمتداد لذلك الحقل الذي صنعته الامبراطورية المصرية في نهاية 1820وبداية 1821م التي شملت دولا وقبائل مختلفة كانت تمر بفترات متباينة من التطور الإجتماعي و الإقتصادي فجعلت منها دوله حديثة، بنمط الدولة الحديثة المولودة في المجتمعات اللبيرالية ، عرفت" بالدولة السودانية"
كانت وحدة فرضتها طموحات مصر وتوازن القوي الدولية في ذلك الزمان، وحدة كانت تحمل في داخلها غابة من التباينات والإختلافات إلا أن محمد علي باشا إختار الثقافة السياسية لها أي توجهها الأيديولوجي الإسلام والعروبة (الثقافة العربية الإسلامية) فكانت النتيجة الغاء الوجود الإجتماعي والثقافي والفكري واللغوي والإبداعي لبقية المكونات غير العربية، إضافة إلى ذلك أصبح هذا التوجه بمثابة الأداة المبررة للرق والنخاسة في تلك المجموعات، هذه البداية المختلة صنعت لنا سوداناً أبرز ميزاته التفاوت الإثني والثقافي والإقتصادي وأصبحت النواة الأساسية المكونة للمجموعات المهيمنة هي (مؤسسة الجلابة وزعماء الطوائف ورجالات الادارة الأهلية وزعماء الطرق الصوفية ‘رجال الدين والأهالي المنتمين لحقل الثقافة العربية الإسلامية )الغلبة والسيطرة.
وإستمرت هذه التركيبة طيلة الحقب التاريخية لمسيرة الدولة السودانية، ففي المهدية يكفيك فتح أروقة الصراع بين أولاد البلد وأولاد العرب لمعرفة ذلك، بل نظرة واحدة الي كلمات شعراء ذلك الزمان كشعر الحاردلو يعكس ذلك الصراع والسيطرة.
وفي فترة الحكم الثنائي التي شهدت تكوين الحركة الوطنية السودانية لم يتغير في الامر شيئاً، بل الأخطر فيها حتى الحركة الوطنية جاءت تحمل في ذاتها الكثير من هذه التناقضات والبعض منها غارقه حتى الركبة في الوعي (الاسلاموعروبي) فمؤتمر الخريجين مثلا كان يعمل على بث المشاعر القومية (بوتقة الأنصهار) التي لو تأملناها نجد أساسها يرجع للوعي الأيديولوجي المهيمن عبر خطابات وحدة الامة وغيرها وهي وحدة في ثوبها الاسلاموعروبي بلاشك. كما ان جمعية الإتحاد السوداني 1920 التي يعتبرها البعض أول تنظيم سياسي "للأفندية" أكبر عيوبها أنها فشلت في العمل علي البحث ومعرفة التركيبة الاجتماعية والاقتصادية للسودانيين وقوانين تطورها ومعالجة مسألة الاستبعاد فيها.
هذا الكلام لا ينقص من نضلات الحركة الوطنية السودانية ضد الاستعمار بقدر ما هي محاولة لوضع الاشكالية في سياقها الموضوعي مع الاشادة الكاملة لعبيد حاج اللمين وعلي عبداللطيف ورفاقهم من نضالات عظيمة قدموها ضد الاستعمار.
في عام 1956خرج المستعمران (البريطاني والمصري) الذي عرف بالاستقلال وترك المجال للسودانيين لبناء دولتهم بما يحقق لهم الرفاهية والحرية وغيرها من الحياة الكريمة اساسها عقد اجتماعي يقوم علي المواطنة ولكن المؤسف استمرت الرؤية الاحادية ومشروع الدولة الاسلاموعروبية كأيديولوجيا رسمية وكمشروع للوحدة الامر الذي كانت ومازالت محصلته النهائية التدهور الاقتصادي والحروب الأهلية.
و في أعماق هذا الصراع ولدت الكثير من المنظومات الحزبية والمؤتمر السوداني ليس استثناء منهم وأيضاً ولد مشروع السودان الجديد كبوصلة فكرية و أتجاه حمل على عتقه ثقل الخروج من هذه الأزمة.
وبميلاد السودان الجديد أصبحت الحياة السياسية في السودان لا تحتمل المواقف الضبابية أما أن يقف الفرد محافظاً لطبيعة الواقع المختل أو مجابهتها، والتحالفات فيها لا تحتمل المتناقضات إما تحالف لحل الأزمة أو تحالف المحافظة عليها.
وفي نظرة سريعة بإمكاننا فهم طبيعة كل التحالفات التي تمت منذ التسعينيات وحتى الآن ونجد أغلبها تحالفات وقعت داخل سياق هذا الصراع اي بالواضح أما تحالف قوى السودان الجديد أو تحالفات قوى المركز (الاسلاموعروبيين).
في هذه المساحة سأحاول فهم تحالفات المؤتمر السوداني منذ تأسيسه وحتى الآن وكذلك موقعه الأيديولوجي داخل هذا الصراع.

يتبع.....



#خزامي_مبارك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نخاسة الرقيق كوعي في دولة الاسلاموعروبيين


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - خزامي مبارك - هل ابتلعت قوى المركز حزب المؤتمر السوداني؟