كبيرهم الذي علمهم المراوغة

أمل سالم

الحوار المتمدن-العدد: 8366 - 2025 / 6 / 7 - 02:40
المحور: الادب والفن
    

لم يكن طه حسين مثاليا، كما قد نتصور، أو يصور لنا تلاميذه ومن يتمسحون به؛ فمما لا شك فيه أن الرجل له ضحاياه، وأنه كان يستخدم كل الوسائل التي تحول دون تجاوزه.

فحينما سئل طه حسين عن أسباب الخلاف بينه وبين العقاد، أجاب: "إن الخلاف كان تنافسا في الفن"، وأرجع الخلاف إلى سببين:

-الأول: كان العقاد نفسه هو الذي أثار الخلاف، وبالنص قال طه حسين: "إن العقاد لم يظفر بشهادة أو درجة جامعية مطلقا، وإنما علم نفسه فوصل إلى ما أحب. ولم ينتسب إلى جامعة ولا إلى شرحه. على حين كنت أنا حاصل على كل الدرجات الجامعية ؛ ليسانس، دكتوراة، دبلوم، إلى آخر كل هذه الأشياء، وكان هذا يغيظ العقاد".

-الآخر: إن العقاد كان غاضبا على الجامعة؛ لكونها لم تمنحه دكتوراة فخرية، على الرغم من تأليفه نحو ٧٠ كتابا؛ على حين منحتها لآخرين، وذكر اسمي لطفي السيد، وعبدالعزيز فهمي، وكان هذا يغيظ العقاد، وأكمل : "ولا سيما عندما يرى إن أنا حصلت على كل الدرجات العلمية وهو لم يحصل على شيء".

بينما عندما سئل عن أحقيته في الدكتوراة الفخرية أجاب: "ليس في هذا شك؛ فهو قد خدم الأدب العربي كأحسن ما تكون الخدمة، وألف كتبا، وكتب مقالات في غاية الإتقان، وكان يستحق على هذا - على الأقل - الدكتوراة الفخرية من الجامعة، ولكن الجامعة لم تفكر فيه، كما أن الجامعات العربية المختلفة لم تفكر فيه أيضا".

والسؤال: ألم يكن طه حسين في هذه الفترة هو الجامعة المصرية؟ وحتى وفاة العقاد كان عدد من حصلوا على الدكتوراة الفخرية من الجامعة ٦٤ فردا، منهم: روزفلت ، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، والملك فؤاد، وعلى ماهر باشا، ومحمد رفعت باشا...وأسماء عديدة ليس لها منجزا مباشرا يخص الحياة المصرية؛ مثل: "نتال" أستاذ البيولوجي بكمبردج، و"جيوفني جركسوني" الطبيب في الجيش الإيطالي. ألم يكن عباس محمود العقاد غحق من كثير من هذه الأسماء؟

#أمل_سالم (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل