الأحداث المتسارعة في العالم ولاسيما في الشرق الأوسط ، هل تجد وقعها وصداها في التغيير المستحق في العراق ؟

عادل كنيهر حافظ

الحوار المتمدن-العدد: 8348 - 2025 / 5 / 20 - 15:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الأحداث المتسارعة في العالم ولاسيما في الشرق الأوسط هل تجد وقعها
وصداها في التغيير المستحق في العراق ؟
حدثت في الأيام القليلة الماضية أحداث أدت إلى امتصاص شيء من قلق وتوتر العالم ، أثر جدول الرسوم الكمركية التي فرضتها الإدارة الامريكية والتي وصلت الى 145%على السلع التي تُصدر لأمريكا من الصين ،وبنسبة أقل على دول العالم اجمع ، الأمر الذي وتر حركة البورصات والتجارة الدولية وخسائر غير قليلة في بعض المؤسسات الكبرى، بيد أن احداثاً حدثت بأثر ذلك القلق ساهمت في تبريد الاوضاع ،
ومن بين أهم تلك الاحداث التي حدثت في الآونة الاخيرة هي اتفاق أمريكا والصين على نسبة الرسوم الكمركية ،حيث اصبحت الرسوم على السلع الصينية 30% لأن الصين تصدر ما قيمته 534 مليار دولار لأمريكا ، ومقدار الرسوم على السلع الامريكية المصدرة للصين 10% لأن الصين تستورد من امريكا ما قيمته 143مليار دولار ، ثم جاء الحدث المهم بالنسبة للعالم عموماً والشرق الاوسط والخليج خصوصاً وهوَ قبول الادارة الأمريكية على خوض الجولة الرابعة من المفاوضات حول برنامج ايران النووي ، بعد ان جرى غض الطرف عن تفكيك المفاعل وابعاد الصواريخ الايرانية عن المفاوضات ، مما يلجم اسرائيل ويشيع التفائل بين دول الخليج ، ويدفع بشبح الحرب بعيداً عن المنطقة ، وعزز ذلك وقف اطلاق النار والهجمات المتبادلة بين اليمن وامريكا ، كما أن زيارة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية لدول الخليج وعقد الاتفاقيات التجارية والعسكرية بمئات المليارات من الدولارات ، وتصريحات الرئيس ترامب ، حول ضرورة حل الدولتين في فلسطين ، والقبول بمساهمة حماس في الادارة المدنية المشتركة لقطاع غزة ، ورفع العقوبات عن سوريا واللقاء برئيسها ، ودعم المفاوضات بين بوتن وزلينسكي ، في تركيا ، والحدث المهم ايضاً هو حل التنظيم العسكري لحزب العمال الكردستاني { ب ك كا } وهذا الأمر سينعكس ايجاباً على الاوضاع في كردستان العراق وسوريا وبطلان حجج تركيا لدخول الاراضي العراقية ، واخيراً التحضير للقمة العربية في بغداد .
وهذه الاحداث المتتابعة في وقت قصير تترتب عليها معطيات جديدة ، ومن بين امور اخرى ، رفع العقوبات عن سوريا فهذه ليست هدية بريئة وانما يترتب عليها الاتفاق مع اسرائيل لترسيم الحدود الجديدة ومصير الجولان ، وتقاسم سوريا بين قسد وتركيا والنفط والغاز للأمريكان وطرد القادة الأجانب من قيادات الجيش السوري ، وعدم السماح ببناء جيش سوري ... وكذا الأمر بالنسبة للمفاوضات الايرانية الامريكية غير المباشرة حول جهود ايران النووية للوصول لصناعة القنبلة الذرية ، حيث ينطوي التطور اللاحق للمفاوضات المباشرة على طرح ايران لقضية رفع العقوبات الاقتصادية عنها ، وبالمقابل يدفع الولايات المتحدة الأمريكية على مطالبة ايران برفع يدها عن العراق ، وباقي اذرعها في المنطقة ،
ويأتي قرار ب ك كا ، حل التنظيم العسكري والتحول لحزب سياسي ، ليريح مناطق كردستان العراق وسوريا من تواجد المسلحين ، ودخول بعض القطعات العسكرية التركية لأراضي كردستان سوريا والعراق ، بحجة مطاردة مسلحين حزب العمال الكردستاني ، كما يقتضي حل التنظيم العسكري عودة المقاتلين الى الاراضي التركية ، وترك اراضي العراق وسوري






عموم الحال الذي يؤكد دون شك ان الاحداث آنفة الذكر ، لابد من أخذها بنظر الاعتبار ، في رسم السياسة وإدارة الدولة العراقية وتمكينها من التماهي الإيجابي مع المتغيرات في العالم والمنطقة ، من خلال تعزيز وتوطيد الوحدة الوطنية وجسر الهوة بين الشعب والحكومة بخلق روابط للثقة في 1-غلق مجاري تهريب الدولار والنفط الى خارج البلاد ، 2-حصر السلاح بيد الدولة ورفض وصاية المليشيات وتحرير القضاء من المرتشين والمزورين 3- سوق جميع الارهابيين الى القضاء واطلاق سراح من لم تثبت ادانته ، ومراجعة للتأكد من احكام الاعدام ، 4- ملاحقة السراق والمختلسين لإعادة الاموال المسروقة ومطالبة الجهات التي وصلتها الاموال 5- تنقية المناهج الدراسية ، ومنع استخدام الاطفال في المهن القاسية ، 6- مراجعة الدستور وترك الفقرات التي لا تنسجم مع الواقع واضافة فقرات تلبي حاجات المجتمع ،7- اعداد قانون انتخابي يكون العراق فيه دائرة واحدة ،ومنع ترشيح من يشتبه به بالعمالة او التخابر مع الاجنبي 8- قطع مخصصات الاحتفالات الدينية واجازة التظاهرات واعادة المهجرين الى ديارهم ، 9- عقد مؤتمر عام لكل القوى والاحزاب ومنظمات المجتمع المدني واساتذة الجامعات المختصين بعلوم السياسة والاقتصاد ، لمناقشة افضل السبل للنهوض بالبلاد لمواجهة التحديات الجديدة وجدارة الوقوف ازائها ، وإلا سنتخلف عن الركب اذا ضلت الحكومة العراقية سادرة في غيها بالاعتماد على صبر الشعب وعدم الاعتبار بما يجري في العالم من تغيرات .

#عادل_كنيهر_حافظ (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات