خديجة آيت عمي
(Khadija Ait Ammi)
الحوار المتمدن-العدد: 8348 - 2025 / 5 / 20 - 02:50
المحور:
الادب والفن
شعرت ببرودة قاسية سرت في عروقها للوهلة الأولى حيث لم تكن تتوقع أن يكون ردّه بهذا الشكل من النفور. فلقد إعتاد الزملاء التطرق للمواضيع الشخصية أحيانا و لو بطريقة سطحية.
سألته عن أحوال أبيه، إذ لم تسمع عنه شيئا منذ أسبوعين و تمنت أن يكون الأب لا زال على قيد الحياة. فغالبا ما تتدحرج الحالة الصحية للإنسان ليصبح تحت قاعدة الهرم بشكل مباغث تماما كما حدث مع أمها قبل شهور.
تحمست من كل قلبها أن يكون الخبر سارا خصوصا و أنها كانت قد ذهبت لتطمئن الزميل قبل زيارة أبيه المباغثة أنه لا داعي للقلق وأن أباه سيتعافى من وعكته الصحية قريبا.
ردّ الزميل بجفاف قائلا : لا أستطيع الحديث عن المسائل الشخصية أمام الزبناء بهذه الطريقة.
شعرت فجأة بانتكاسة عميقة و هي تستوعب جوابه حيث لم تكن تتوقع أن الأمر قد يصل إلى هذا الحد.
حاولت تجاهله طوال النهار و ارتأت أن تدير وجهها كلما التقت نظراتهما و أحست بألم عميق يكسر أحشاءها إثر ما سببه جوابه لها من ألم .
إعتذر عن طريقة رده لكنها بذلت قصارى جهدها في إخفاء عمق المعاناة و اقتنت زجاجة نبيذ لتدفن معها ما تبقى من آلام الوجود.
#خديجة_آيت_عمي (هاشتاغ)
Khadija_Ait_Ammi#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟