محمود محمد رياض عبدالعال
الحوار المتمدن-العدد: 8338 - 2025 / 5 / 10 - 18:52
المحور:
قضايا ثقافية
الحرب والمقاومة: رؤية سوسيولوجية.
تشكل الحرب والمقاومة ظواهر اجتماعية معقدة ترتبط بالصراعات السياسية والاقتصادية والثقافية، كما تعكس ديناميكيات القوة والهوية والشرعية داخل المجتمعات. من المنظور السوسيولوجي، يمكن تحليل هاتين الظاهرتين عبر عدة أبعاد:
الحرب كظاهرة اجتماعية:
- الصراع على الموارد والسلطة: تُعتبر الحرب نتاجًا للتنافس على الموارد (كالاقتصاد والأرض) أو الهيمنة السياسية، كما يرى المذهب الواقعي في علم الاجتماع.
- الأيديولوجيا والهوية: تلعب الروايات الأيديولوجية (كالوطنية أو الدينية) دورًا في تعبئة المجتمعات للحرب، كما يظهر في نظريات ماكس فيبر حول شرعية العنف.
- التأثير على البنية الاجتماعية: تُحدث الحرب تغييرات جذرية في التركيبة الطبقية (مثل صعود النخب العسكرية) وتُعيد تشكيل الأدوار الجندرية (كزيادة مشاركة المرأة في سوق العمل أثناء الحروب).
المقاومة كاستجابة جماعية:
-المقاومة كفعل تشاركي: تُعرّف المقاومة في السوسيولوجيا بأنها ممارسة فردية أو جماعية لمواجهة القمع أو الاحتلال، سواءً عبر الكفاح المسلح (كما في نظرية فرانز فانون) أو عبر أشكال سلمية (كالاحتجاج المدني).
- الهوية المشتركة: تُبنى المقاومة على إحساس مشترك بالظلم، كما يوضح إيميل دوركايم في مفهوم التضامن الاجتماعي.
_ الدور الرمزي: تستخدم المقاومة رموزًا ثقافية (كالعلم أو الشهداء) لتعزيز التماسك، وهو ما يتفق مع تحليل بيير بورديو لرأس المال الرمزي.
التداعيات السوسيولوجية:
- إعادة بناء المجتمع: بعد الحرب، تواجه المجتمعات تحديات مثل إعادة دمج المقاتلين أو إصلاح النسيج الاجتماعي (كما في حالة رواندا بعد الإبادة الجماعية).
- الصدمة الجماعية: تؤثر الحرب على الذاكرة الجمعية، مما يخلق سرديات متناقضة (مثل صراع الروايات في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي).
- العولمة والمقاومة: في العصر الحديث، تُستخدم وسائل التواصل الاجتماعي كأداة للمقاومة (كالربيع العربي)، مما يغير أشكال التمرد التقليدية.
تظهر الحرب والمقاومة كيف أن الصراع ليس مجرد مواجهة عسكرية، بل عملية اجتماعية تُعيد تشكيل الهويات والعلاقات. تحليلها سوسيولوجيًا يساعد في فهم جذور العنف وآليات التغيير المجتمعي، سواء عبر العنف أو عبر المقاومة المدنية.
#محمود_محمد_رياض_عبدالعال (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟