أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - محمد حمادى - قناة السويس .. حدوتة مصرية (2)














المزيد.....

قناة السويس .. حدوتة مصرية (2)


محمد حمادى
كاتب رأى حر مصرى


الحوار المتمدن-العدد: 8336 - 2025 / 5 / 8 - 18:28
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


أعلن الرئيس جمال عبد الناصر في 26 يوليو 1956، قرار تأميم شركة قناة السويس، و الذى تسبب لاحقاً في إعلان بريطانيا وفرنسا الحرب على مصر ضمن العدوان الثلاثي والذي انتهى بأنسحابهم ، و جاء قرار التأميم بعد أن سحبت الولايات المتحدة عرض تمويل السد العالي بطريقة مهينة لمصر، ثم تبعتها بريطانيا والبنك الدولي.
و قدمت بريطانيا على إثر القرار احتجاجاً رفضه الرئيس عبد الناصر بإعتبار أن التأميم عمل من أعمال السيادة المصرية ، و قامت هيئة المنتفعين بقناة السويس بسحب المرشدين الأجانب بالقناة لإثبات أن مصر غير قادرة على إدارة القناة بمفردها، إلا أن مصر أثبتت عكس ذلك .
و جمدت كلاً من فرنسا وإنجلترا الأموال المصرية في بلادهما، في وقت كان للحكومة المصرية حساب دائن بإنجلترا من ديون الحرب العالمية الثانية يقدر بنحو 135 مليون جنيه استرليني ، و قامت الولايات المتحدة بتجميد أموال شركة القناة لديها، وكذلك تجميد أموال الحكومة المصرية حتى تتضح الأمور فيما يتعلق بمستقبل شركة قناة السويس، وكانت أموال الحكومة المصرية هناك تقدر بنحو 43 مليون دولار، أي ما يعادل نحو 15 مليون جنيه مصري وقت التأميم ، وبلغ مجموع الأموال المصرية التي تقرر تجميدها في إنجلترا وفرنسا والولايات المتحدة ما يزيد على القيمة المالية لشركة قناة السويس، كما قررت الولايات المتحدة وقف تقديم أي مساعدة مالية أو فنية لمصر .

وضغطت كلاً من من فرنسا وإنجلترا على سويسرا لتتعاون معها عن طريق تجميد الأموال المصرية لديها، ولكنها لم تستجب لذلك ،و أذعن مدير شركة قناة السويس إلى جميع اتحادات أصحاب السفن بأن يدفعوا رسوم المرور في القناة إلى شركة قناة السويس وليس إلى الحكومة المصرية، وبلغت نسبة مجموع الرسوم التي دفعت إلى الحكومة المصرية منذ التأميم وحتى إغلاق القناة نحو 35% والباقي دفع لشركة قناة السويس، وقدر ذلك بأكثر من خمسة ملايين جنيه مصري، وهو المبلغ الذي تقرر خصمه من مجموع التعويض الذي دفعته الحكومة المصرية للشركة أثناء مفاوضات التعويض .

تسببت حرب 1967 في إغلاق قناة السويس لأكثر من 8 سنوات، حتى قام الرئيس محمد انور السادات بإعادة افتتاحها في يونيو 1975 ، و شهدت القناة بعد ذلك محاولات لتوسيعها بدأت عام 1980 وكذلك فكرة تحويلها إلى منطقة خدمات لوجستية، وفي 5 أغسطس 2014 تم تدشين مشروع حفر قناة موازية للممر الملاحي الحالي بطول 72 كم، لتمكين السفن والناقلات من عبور القناة في كلا الاتجاهين في ذات الوقت ،و يتلافى المشروع المشكلات الحالية من توقف قافلة الشمال لمدة تزيد عن 11 ساعة في منطقة البحيرات المرة، وتقليل زمن رحلة عبور القناة بشكل عام، مما يسهم في زيادة الإيرادات الحالية للقناة, على أن ينتهي المشروع خلال عام واحد في 6 أغسطس من العام الجارى .

و تعد قناة السويس أحد أهم المجاري البحرية في العالم، حيث بلغت إيرادات القناة في العام المالي (2014 – 2015) نحو 39 مليار جنيه مصري, ويمر عبر القناة ما بين‏ 8%‏ إلي‏ 12% من حجم التجارة العالمية‏.‏
الرئيس الآمريكى دونالد ترامب بعد الخروج عن النص وتصريحه السابق بامتلاك الولايات المتحدة الأمريكية لقطاع غزة وتحويله إلى منتجع أمريكي وتهجير سكان القطاع إلى سيناء والأردن ودول أخرى، ومن بعده القرارات العنترية غير المسئولة برفع الرسوم الجمركية على سلع الدول، التي نتج عنها حرب تجارية واقتصادية شرسة بين واشنطن وبكين، وفي تطور جديد للتصريحات "الاعتباطية" وفي خروج جديد عن أي نص يمت للعقل، وعلى إحدى المنصات قال إنه يجب السماح للسفن التجارية والعسكرية التابعة لأمريكا بالمرور عبر قناتي السويس وبنما دون دفع أي رسوم، ولم يكتفِ بذلك، بل أضاف أنه طلب من ماركو روبيو وزير الخارجية بأن يتولى هذا الأمر فورًا".

ويعتبر ترامب في تصريح ـ على الرغم من خطورته ـ فإنه مضحك، أن القناتين ما كان لهما أن توجدا لولا الولايات المتحدة، فإذا كان هذا الـ"ترامب" ابتلاءً ابتليت به الأرض، ليناوش هذا ويستفز هذا بتصريحات وقرارات لا تصدر إلا من فاقد عقل، فإن "شر البلية ما يضحك"، ليس فقط لأن فكرة إنشاء القناة في مصر وجدت في الحياة قبل الوجود الأمريكي بآلاف السنين
ولا ينسى أي مصري الملحمة التاريخية المرتبطة بقناة السويس فقد ذكرت هذا سالفا ، وربما قد يكون هناك مبرر ما بالنسبة لتصريح ترامب حول قناة بنما، وقد أتمت أمريكا بناءها أوائل القرن العشرين، بتكلفة بلغت نحو 380 مليون دولار، لتمنح السيطرة عليها ـ فيما بعد ـ إلى بنما عام 1999، وهي في الواقع ممر مائي إستراتيجي ومهم، حيث تمتد بطول 82 كيلومترًا، وتربط بين المحيطين الأطلسي والهادي، الأمر الذي يسمح للسفن بالتنقل بسرعة أكبر بين المحيطين، لذا تعد واحدة من أبرز القنوات المائية الاصطناعية في العالم، وثاني أهم قناة بعد قناة السويس، ويمر فيها نحو أربعة عشر ألف سفينة سنويًا، وتمر عبر القناة 40% من الحاويات الأمريكية سنويًا.

لكن لا عقل ولا منطق ولا أي مبررات تسمح للرئيس الأمريكي أن يجعل قناة السويس في جملة مفيدة بأحقية مرور سفنهم دون مقابل، وهي القناة التي جدد المصريون معها آمالهم مع الجمهورية الجديدة، بعد عقود من الاضطراب وسنوات صعبة، فكانت قناة السويس في ثوبها الجديد انعكاسًا لمراحل فارقة من تاريخ الوطن، لا مجرد ممر مائي عالمي يربط بين البحرين الأحمر والمتوسط، وارتبطت بها الآمال في مشاريع اقتصادية كبيرة وجديدة.
إن القناة حفرت بأيادٍ مصرية ومِلك لمصر، وما زالت حتى الآن تدور الأطماع حولها بدءًا من السيطرة، وانتهاءً بطلب المرور المجاني وليس هناك أكثر من الأجيال الحالية والقادمة نحصنهم بتاريخ قناة السويس، والتي يبدو ستستمر الأطماع حولها وحول سيناء بكل الأفكار والحيل، والمهم أن يسرد التاريخ ، ليبين أن يعرّف الجميع وبالتكرار المستمر الحقائق بأنفسهم فيتعمق أغراض الأمن القومي في الأذهان، بمفهوم "دع قناتي، فقناتي مغرقة".



#محمد_حمادى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قناة السويس .. حدوتة مصرية (1)
- وصية وحيد حامد للمصريين (2)
- وصية وحيد حامد للمصريين -1-
- حكاية شفيقة ومتولى برؤية صلاح جاهين
- أيام طه حسين من الظلام إلى النور
- نصر أكتوبر العظيم بين الماضى والحاضر
- ملامح الشخصية الصعيدية فى أدب نجيب محفوظ
- اليوبيل الذهبى لنصر أكتوبر العظيم
- كاهنة فرعونية من أصول بريطانية عاشت فى الصعيد !
- 25 يناير 2011
- وعى المصريين ضد مؤامرات الفتنة والتخريب عبر التاريخ
- المولد .. جزء من الهوية الثقافية والفنية المصرية
- نصر أكتوبر المجيد .. ودموع الهزيمة فى عيون وقحة
- الموسيقار بليغ حمدى من الصعيد إلى العالمية
- أزمة سد النهضة .. كيف ومتى ستنتهى ؟
- ثورتا 23 يوليو و30 يونيو .. والجمهورية الجديدة
- ذكرى ثورة 30 من يونيو المجيدة .. ثورة شعب .. ومستقبل وطن
- لماذا لم تعد مصر الإحتفال بذكرى عيد الجلاء ؟!
- مبادرات تيسير تكاليف الزواج
- مجىء العائلة المقدسة إلى مصر قبلة للمسيحيين فى العالم


المزيد.....




- لحظة ظهور البابا الجديد من شرفة كاتدرائية القديس بطرس على وق ...
- الكلمة الأولى للبابا الجديد روبرت فرنسيس بريفوست بعد انتخابه ...
- هل غيرت Google تسمية الخليج من -الفارسي- إلى -العربي-؟
- انتخاب روبرت بريفوست كأول أمريكي في التاريخ بابا للفاتيكان
- بعد لقائه مع ماكرون..الشرع يعلن عن مفاوضات غير مباشرة مع إسر ...
- 8 مايو 1945: -مجازر الجزائريين التي ترفض فرنسا تحمّل مسؤوليت ...
- انفجارات عنيفة تضرب مطار مدينة جامو بكشمير الهندية
- -8 ماي 1945-: فيما يحتفي العالم بـ -عيد النصر-.. الجزائر تست ...
- مجلس النواب الفرنسي يصوّت على قانون جديد لمكافحة معاداة السا ...
- أوشاكوف: روسيا والولايات المتحدة تعملان على عقد لقاء ثنائي ب ...


المزيد.....

- علاقة السيد - التابع مع الغرب / مازن كم الماز
- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - محمد حمادى - قناة السويس .. حدوتة مصرية (2)