|
قراءة في رواية إحترقت لتضيء للكاتبة نادية الخياط
عفيف قاووق
الحوار المتمدن-العدد: 8335 - 2025 / 5 / 7 - 18:47
المحور:
الادب والفن
"احترقت لتضيء" عنوان الرسالة التي كتبها فايز أحمد الخياط وهو في بيروت، ارسلها لأخته ناديا في رام الله؛ وشاء القدرأن يستشهد فايز في قلعة الشقيف بلبنان عام1980 ولا تستلم أخته الرسالة لكونها كانت معتقلة بسبب نشاطها النضالي ومحكومة بمؤبد مع عشرين عاما. ولم تطلع على الرسالة إلا بعد الإفراج عنها بموجب صفقة تبادل العام 1983 وعودتها من البلد التي أبعدت إليه لمدة 12 سنة . لذا وإحياء لذكرى أخيها الشهيد استأذنته لإستعارة عنوان رسالته ليكون عنوانا لما ستبوح به من ذكريات حول تجربتها النضالية والإعتقالية. فكان كتابها إحترقت لتضيء الصادر عن وزارة الثقافة الفلسطينية العام2021 . بلغة سردية شائقة تأخذنا ناديا الخياط بما يشبه السيرة الذاتية لتوثق لنا مراحل من تجربتها النضالية عموما والإعتقالية بشكل خاص، ولا يفوتها ان تعود بنا إلى أولى مراحل تفتح وعيها النضالي عندما إلتحقت بحركة فتح وكان ذاك الإلتحاق بمحض الصدفة عندما رافقت صديقتها للقاء مسؤول التنظيم بغية اعتذارها عن عدم مواصلة عملها التنظيمي بسبب اقتراب موعد خطبتها فما كان من ناديا إلا ان قالت له أنا بدلاً منها ليبدأ مشوارها النضالي إلى جانب رفيقها علاء وبقية الأخوات. تطرقت الكاتبة للعديد من القضايا وهي توثق تجربتها النضالية وما تعرضت له من قهر وتعذيب في سجون الإحتلال. فتحدثت عن أساليب التعذيب المعتمدة من المحقق والسجان وتنوعها ما بين التعذيب النفسي والتعذيب الجسدي إلى جانب كمية من السباب والشتائم والكلمات البذيئة. فقد اشارت الكاتبة الى الحرب النفسية التي اعتمدها المحقق لكسر إرادتها عندما أوعز لإحدى السجينات اليهوديات ان تخبرها أن شقيقتها مهى هربت من البيت وأهلها يبحثون عنها لقتلها.(10). وفي موضع آخر تورد لنا كيف أن المحقق لجأ لممارسة الضغط عليها مهددا بحرمان أخويها من التقدم للإمتحانات المدرسية إذا لم تتعاون معه.(41). وتبرز كيف ان المحقق يحاول ابتزاز الأسيرة من خلال إثارته لمسألة الشرف والعرض التي تعتبر من المسائل الحرجة في مجتمعنا وخاصة بالنسبة للفتاة ففي مرحلة لاحقة هددها بالإغتصاب:"يلا هلأ بدك تشلحي، اخلعي ملابسك كلها، الآن سأذلك في شرفك وأغتصبك دون أن يهتز لي رمش."(43). لكن نادية لم تنهار بل اضطرته لمغادرة القاعة منهزما بعد ان وجهت له صفعة جوابية افقدته صوابه عندما قالت:"إن من قام باغتصاب الأرض لا يضيره اغتصاب العرض"(44). ولم يكن التعذيب الجسدي بأقل وطأة على الأسيرة من التعذيب النفسي، وتفنن المحتل وسجانوه باعتماد اقذر الأساليب ومنها ما يعرف بالشبح تقول ناديا: "دخلنا الى ساحة غرف التحقيق، زجوا بي الى ركن بعيد، قيدوا يدي الى الخلف وربطوهما بماسورة تمتد على الحائط وربطوا إحدى قدمي في هذه الماسورة أيضا،أحضروا كيسا أسود له رائحة كريهة، ألبسوني إياه في رأسي عرفت أن هذا ما يسمى بالشبح"(39). كل هذا ولم يستطع المحقق كسر إرادة الأسيرة بل بقيت صامدة تواجه كل محاولاته، فعندما قدم لها الشرطي صحن طعام طالبا منها ان تقرب فمها وتلعق كالكلاب اجابته:"خسئت وخسىء كل من أراد إذلالي وإهانتي، أعد هذا الطعام كي يلعقه أسيادك"(39). وللدلالة على سوء المعاملة التي تتلقاها الأسيرات وعدم اكتراث السجان لأبسط حقوقهن، تشير الكاتبة إلى انها إضطرت لتقطيع مرتبة الإسفنج واستعمالها كبديل عن الفوط الصحية النسائية. وتسهب الكاتبة في وصف آلية التحقيقات التي ينتهجها المحتل وتنوع الطرق التي يعتمدها أثناء التحقيق، مرة يقوم بإسماع الاسيرة اعتراف إحداهن عليها ويعتبر ذلك ادانة محققة بقوله:"أنا أعفيك من الإعتراف، فاعترافات الغير تخولني بتثبيت التهمة عليك حسب القانون" وتوضح الكاتبة ان القانون الذي يشير إليه المحقق هو ما يعرف ب قانون تامير الذي يدين الاسير بوجود شاهد واحد وهذا كاف للحكم عليه بمؤبدات. وفي موضع آخر تورد الكاتبة كيف ان المحقق لجأ إلى مساومتها على حريتها قائلا لها:"تتعاونين معنا وتصبحين شريكا مهماً لنا مقابل الإفراج عنك، وسنوفر لك كافة مستلزمات العيش الرغيد من تعليم وسكن."(57). ويكون رد الأسيرة ناديا مدويا عندما رفضت هذا العرض بالقول:"إن وافقت على طلبك العجيب هذا سأكون قد خسرت كرامتي ووطني وشعبي ولا يمكنني التفريط بهم لقاء هذا العرض التافه الوضيع". كما تحدثت عن التضييق الذي مارسه المحتل على الأسيرات ومنعه إياهن من الإلتحاق بالجامعة لمتابعة الدراسة. بإشارة صغيرة تشير ناديا إلى روح التعاضد والإلفة بين الشعب الفلسطيني وكيف ان الأهل والجيران هبوا لمساعدة اهلها في نقل الأثاث بعد تشميع بيتهم بالشمع الأحمر من قبل الإحتلال. وفي موضع آخر نجد والد ناديا يحثها على الصمود والتنبه من أن تنطلي عليها لعبة المخابرات القذرة الهادفة لكسر شوكة الأسيرة ومحاولة تدميرها. وعن صلابة المرأة الفلسطينية تصف ناديا والدتها أم الشهيد فتقول:"أمي لا تلبس السواد على أخي الشهيد، ترتدي الثوب الأنيق، فاتح اللون ما بين البيج والأبيض، لأن هذا الثوب كما تقول والدتها هو آخر ثوب رآني فيه أخوك الشهيد. وتبرزالكاتبة –الأسيرة- استخفاف الأسرى بما صدر عن المحكمة من أحكام بالمؤبدات وكيف ان الشرطي المكلف بإبلاغهم بما صدر بحقهم توقع أن يقوم باستدعاء سيارة الإسعاف عند إبلاغهم بالأحكام لكنه تفاجأ من ردة فعلهم وسألهم:"الم تفهموا جيدا ما قلته لكم؟ اجابوه"فهمنا فقد تم الحكم علينا بمؤبد وعشرين عاما المهم ان تفهموا أنتم".(68). كما اشارت إلى إلإرادة الصلبة للأسيرات ورفضهن العمل لحساب المحتل، فبعد إكتشافهن أن الملاءات التي يقمن بخياطتها تعود للمستشفيات الإسرائلية قمن بتخريب ما أنجز من أعمال خياطة. وعن تعاضد الأسرى وتضامنهم تذكر ناديا أنه عندما حدث الإضراب في سجن نفحة الصحراوي في شهر رمضان من العام 1980 نتيجة لإستشهاد أسيرين فيه هما علي الجعفري وراسم حلاوة قررت مع زميلاتها من الاسيرات "الإضراب عن الطعام لمدة أربعة ايام تضامنا مع باقي السجون وإحتجاجًا على الممارسات الهمجية بحق الأسرى البواسل"(91). وفي تصرف أخلاقي يدل على روح الأخوة بين الاسيرات ترفض ناديا تناول الحلوى من يد السجانة لأنها لا تستطيع أن تأكلها وأخواتها الأخريات لا يستطعن الحصول عليها أوتذوقها، وسيكون طعمها كالعلقم إذا لم يتذوقهن معا.(128). وأشارت إلى روح التعاون بين الأسيرات والإتفاق فيما بينهن على تشكيل لجنة تنظم الشراء من بقالة السجن "الكانتين" بحيث يتم تجميع المشتريات في غرفة واحدة وتقوم اللجنة بتوزيع الحصص على جميع الغرف بالتساوي، كما يتم إدخار بعض المواد الأساسية للأزمات خاصة استقبال أسيرات جدد.(76). كما أوردت الكاتبة واقعة ولادة الطفلة ثائرة في السجن التي أغاظت تسميتها هذه السجّانات، وتشيرإلى الأثر النفسي السيء الذي يلحق بالطفل المولود في السجن فعند خروج ثائرة بعد سنتين من ولادتها لم تستطع التأقلم مع الحياة الجديدة وكأنها ترفض كل فضاء الحرية وتريد العودة إلى العتمة التي اعتادتها.(113). لقد حرصت الكاتبة وبكل موضوعية للإضاءة على بقعة ضوء وإن صغيرة بدأت تنمو مع نقاشاتها مع السجانات فتذكر كيف ان نقاشها مع إحداهن أدى الى تغيير الكثير من مفاهيمها وقناعاتها المهزوزة فقدمت إستقالتها من خدمة السجون كونها كما قالت لا تستطيع ان تمارس مهنة بلهاء صماء لا مكان للعقل والمنطق فيها.(129). وفي موضع آخر عندما ادعت السجانة زوبروفيسكي بأن ناديا هددتها بالقتل كيف أن بعض السجينات اليهوديات تحلقن حول الضابطة وسجاناتها وصرحنّ بأن كل ما قيل كذب وافتراء ولم تقم ناديا بأي تهديد.(75). كما أشارت إلى عدد من النساء الأجنبيات اللواتي إنخرطن في النضال نصرة لفلسطين ومن هؤلاء النسوة الفتاة الألمانية "بريجيت" التي اعتقلت بتهمة اختطاف طائرة إلى عينتيبي عام 1976 والمعاملة الوحشية التي عوملت بها من قبل مخابرات الإحتلال حيث قاموا بإحضار آلة حلاقة يدوية وبدأوا بجز شعرها . كانت فلسطين حاضرة دوما في وجدان الأسيرات فعند حضور جلسات المحاكمة يبدأن بالهتاف "عاشت فلسطين حرة عربية وهاذي المحكمة مش شرعية" وفي أحدى الجلسات إتفقن على إرتداء قبعات صوفية بألوان العلم الفلسطيني مع إستمرار حضورالكوفية الفلسطينية.(65). في أكثر من موضع كانت الكاتبة تتوقف عن إكمال سردها لتستذكر بعض الأشخاص او الأماكن المجببة على قلبها، فتحدثنا عن أخيها الشهيد فايز وكيف انه:"شابا وسيما،فاره الطول، متناسق الجسم، شعره أسود وشواربه الكثيفة تزين وجهه البشوش، حبه للوطن والأهل"(12) . أما الأمكنة فقد كانت حاضرة لديها عندما داعب هواء الوطن ذاكرتها المثقلة وأخذ يسحبها بهدوء إلى بيت الأهل لتسترسل في وصفه بكل تفاصيله فتقول:" ذلك البيت الجميل في الطابق الارضي، تستقبلك شجرة الياسمين برائحتها الفواحة، تصعد ثلاث درجات لتكون على يمينك حديقة صغيرة وعلى يسارك ثلاث شجرات ليمون شهرية دائمة الخضرة...،إلى آخر الوصف(18). ثم تنقلنا إلى مدينة القدس وحيويتها حيث الشوارع تمتلىء بطلاب المدارس وبالموظفين الذاهبين إلى دوائرهم الرسمية، العمال يهرولون إلى الحافلات، ربات البيوت يقفن أمام بسطات النساء اللواتي أحضرن الخضروات والفواكه وأيضا بائعو الكعك بالسمسم الذي تشتهر به مدينة القدس. ثم تنتقل لوصف هذه المدينة وسورها العريق، قبة الصخرة بكامل بهائها، المسجد الاقصى وكنيسة القيامة، وخارج الأسوار تظهر مآذن المساجد وكأنها تعانق أجراس الكنائس إلى جانب البيوت القديمة التي تدل على قدم تاريخ المدينة وعراقته(28). ولم يفت الكاتبة من أن تصف لنا الغرفة التي اقتيدت إليها وهي غرفة كئيبة فيها ست أسرة حديدية بطابقين، جدرانها رمادية وسقفها منخفض، وبابها من الحديد المصبوب يعتليه طاقة لا تتعدى العشرين سنتيمتر، أما ممر السجن فينتهي ببوابة ضخمة من القضبان الحديدية. تختم الكاتبة سردها هذا بالتطرق لعملية التبادل التي تم من خلالها الإفراج عنها ولكن بشرط إبعادها خارج الوطن فتقول ان التحرر من الاسر هو حلم كل أسير لكنهم سرقوا مني فرحة الحرية المنتظرة بقرارهم ابعادي اثنتا عشرة من السنوات لقد أصروا على تحويل لحظات السعادة الى ساعات من المرارة، وانا في الطائرة لمحت وجه أمي فرحا باكيا، حزينا ضاحكا. ختاما نقول ان كتاب "احترقت لتضيء" يوثق لمرحلة من النضال الذي كان للمرأة الدور الريادي والفاعل والذي لا يقل أهمية عن دور الرجل بل يتكامل معه في ذاك الزمن الذي سأسميه بالزمن الجميل للثورة إذا جاز التعبير. ونقول لناديا الخياط بنضالك هذا أبدا لم تحترقي بل أضأتِ أنت ورفيقاتك الدرب لمن حمل وسيحمل شعلة التحرير.
#عفيف_قاووق (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قراءة في رواية خنجر سليمان للروائي صبحي فحماوي
-
قراءة في رواية ذاكرة في الحجر للكاتبة كوثر الزين
-
قراءة في رواية فرصة ثانية
-
قراءة في رواية الى أن يزهر الصّبّار
-
قراءة في رواية ثرثرة في مقهى إيفانستون
-
قراءة في رواية تراتيل في سفر روزانا
-
قراءة في رواية والله راجع للكاتب الفلسطيني د.محمد عبد السلام
...
-
قراءة في رواية هناك في شيكاغو
-
قراءة في المجموعة القصصيّة -على شرفة حيفا-
-
قراءة في رواية حقيبة من غمام
-
قراءة في رواية ميكروفون كاتم صوت
-
قراءة في رواية ,وهكذا أصبحَ جاسوسًا للأديب الفلسطيني وليد ال
...
-
جماليات الوصف وأبعاد الحوار في رواية قطط إسطنبول
-
قراءة في رواية معبد الغريب للأسير الفلسطيني رائد الشافعي
-
قراءة في رواية أنا أخطىء كثيرا للكاتبة وفاء أخضر
-
قراءة في رواية رحلة إلى ذات امرأة للكاتبة المقدسيّة صباح بشي
...
-
قراءة في رواية - الليلة الأولى- للأديب المقدسي جميل السلحوت.
المزيد.....
-
مصر.. رفض دعاوى إعلامية شهيرة زعمت زواجها من الفنان محمود عب
...
-
أضواء مليانة”: تظاهرة سينمائية تحتفي بالذاكرة
-
إقبال على الكتاب الفلسطيني في المعرض الدولي للكتاب بالرباط
-
قضية اتهام جديدة لحسين الجسمي في مصر
-
ساندرا بولوك ونيكول كيدمان مجددًا في فيلم -Practical Magic 2
...
-
-الذراري الحمر- للطفي عاشور: فيلم مأخوذ عن قصة حقيقية هزت وج
...
-
الفلسطيني مصعب أبو توهة يفوز بجائزة بوليتزر للتعليق الصحفي ع
...
-
رسوم ترامب على الأفلام -غير الأميركية-.. هل تكتب نهاية هوليو
...
-
السفير الفلسطيني.. بين التمثيل الرسمي وحمل الذاكرة الوطنية
-
72 فنانا يطالبون باستبعاد إسرائيل من -يوروفيجن 2025- بسبب جر
...
المزيد.....
-
منتصر السعيد المنسي
/ بشير الحامدي
-
دفاتر خضراء
/ بشير الحامدي
-
طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11
...
/ ريم يحيى عبد العظيم حسانين
-
فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج
...
/ محمد نجيب السعد
-
أوراق عائلة عراقية
/ عقيل الخضري
-
إعدام عبد الله عاشور
/ عقيل الخضري
-
عشاء حمص الأخير
/ د. خالد زغريت
-
أحلام تانيا
/ ترجمة إحسان الملائكة
-
تحت الركام
/ الشهبي أحمد
-
رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية
...
/ أكد الجبوري
المزيد.....
|