كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8335 - 2025 / 5 / 7 - 14:39
المحور:
سيرة ذاتية
سمعتها بإذني، وكان كلامها موجهاً لي شخصياً من دون ان تكون هنالك حالة جدلية تستدعي الهجوم. كانت أصغر النائبات سناً، فهي بعمر ابنتي الكبرى، ومن الجماعات المسالمة جداً. .
قالتها وهي تلملم اوراقها المبعثرة بين مقاعد البرلمان لتنتقل إلى مكان آخر. .
انصرفت بسرعة وغادرت، لكن كلمتها ظلت راسخة في ذهني منذ اكثر من خمس سنوات. .
قالت: (نحن نعرف الفاسدين، ونعرف سوالفهم). قالتها بغضب، ثم غادرت على عجل. .
اما انا فكنت اقف مذهولا لا ألوي على شيء، لم يزعجني كلامها بقدر ما أزعجني فارق العمر، وبقدر ما أزعجتني رواسب المضخات الإعلامية الجبارة، التي نجحت في تشويه صورتي، ونجحت في إقناع هذه النائبة الحسناء اللطيفة الجميلة الودودة. .
لم تكن النائبة تحمل إسم (شهرزاد)، وليس هذا اسمها، لكنني اخترت الاسم البديل متجنباً إحراجها، وحتى لا ألقي اللوم عليها (أبداً أبداً)، وكيف ألوم ابنتي الصغيرة على حملات إعلامية قوية كانت تستهدفني وحدي منذ عام 2016 وحتى يومنا. فقد كانت بعض الفضائيات تتقاضى المبالغ الكبيرة مقابل النيل مني. وكل القصة وما فيها انني كنت مستقلاً تماماً في مرحلتي الوزارية، ومتحصناً بعزلتي في المرحلة النيابية.
اذكر ان احدى الصحف البغدادية حولت صفحتها الأولى إلى ساحة يومية لتوجيه شتائمها وتسديد لعناتها ضدي على مدى اربعة أعوام متوالية، فكان من الطبيعي ان تقتنع شهرزاد واخواتها بما تنشره الصحافة عني. .
واذكر أيضا ان احدى شركات الافلام أنتجت فيلما اتهمتني فيه بالاستيلاء على مدينة السويس المصرية وتهجير سكانها. فكان من الطبيعي ان أتوجه إلى السفارة المصرية من اجل الوقوف على الحقيقة وتكذيب الاخبار الملفقة. .
واسمحوا لي ان اختتم مقالتي بكلمة قالها مولانا جلال الدين الرومي: (الحقيقة كانت مرآة بيد الرب العظيم. سقطت فتشظت. . . كل فرد أخذ قطعة منها. . فظن انه يملكها كاملة). .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟