في مراجعة الأفكار

أمل سالم

الحوار المتمدن-العدد: 8334 - 2025 / 5 / 6 - 14:10
المحور: قضايا ثقافية
    

الحقيقة أننا ليس لدينا علماء بالمفهوم الإجرائي لمصطلح "علماء"؛ العلماء، في مناطق أخرى من العالم، نحن استفدنا من المنتج التطبيقي لأبحاثهم، وما زلنا نستفيد.
الحقيقة أنهم -في بلادنا- يفتخرون ببعض الباحثين، ويطلقون عليهم ما يحاولون به
تغطية حقيقة تخلفنا في مجالات العلوم المختلفة؛ كمحاولة من السلطة لتشكيل نخبتها ورموزها، وهذا ما حدث أيضًا بالنسبة لساسة الوطن، ومبدعيه، وفنانينه، وكتّابه....
إن الحديث عن عبقرية الطفل المصري وتميّزه هو امتداد للحديث عن تفرد العقول المصرية وتميزها مقارنة بغيرها من العقول في دول العالم، وهي أحاديث
مبالغ فيها، وتحمل كمًّا من المزايدة يصعب حصره. الهدف من ذلك فيما يبدو هو الترسيخ لأفكار شعوبية لا فائدة منها على الإطلاق سوى إعماء البصيرة عن التطورات الحادثة من حولنا.
عندما قُدِّم عبد الحكيم عامر، لأحد العسكريين الروس، بصيغة المشير (Field marshal) تساءل القائد الروسي عن الحرب التي انتصر فيها عامر،
وكان النصر سببًا لمنحه الرتبة العسكرية الرفيعة، فلم يستطع عامر الإجابة! إذن فنحن نلقي الألقاب على عواهنها. ولا يختلف الأمر كثيرًا في سائر الألقاب والمسمّيات؛ العالِم، الأديب، الفيلسوف، المفكر، الناقد...حتى لمجرد حصوله على درجة علمية.
لدينا منظومة تعليمية متدهورة؛ لا تخاطب التفكير، ولا تساير الثورتين (المعلوماتية
والتقنياتية)، وتعمل على تأصيل فكرة إنتاج القطيع، تهتم باللقطة، تبتعد عن ماهية التعليم وعلاقته بإنتاجية المجتمع، فمن أين يأتي العلماء إذن؟!
لدينا مؤسسات ثقافية قاصرة عن القيام بدورها الحقيقي في تنمية المجتمع الثقافية، تقتصر التنمية الثقافية من وجهة نظرها على إقامة الندوات والمؤتمرات التي
يحضرها نفس الأشخاص، ولا علاقة لها بأفراد المجتمع، فمن أين يكتسب المجتمع بنية ثقافية علمية قوية تدفعه للتقدم وللإنتاج؟!
هذا الخطاب الملقى على عواهنه يضلل العقل الجمعي للمجتمع؛ فهو يكرس لتفكير العبث واللا مبالاة، أو يرسخ لسلوك استسلامي، وانتظار قرار الغير، والانصياع له كحقيقة
مسلّمة، وتظهر تجليات ذلك بصورة بيّنة في السلوك اليومي للأفراد، وخاصة في ظل الأزمات الضخمة.

وأخيرًا:
فالمشكلة ليست في الدراما، أو المسرح، أو الإبداع، أو الإبتكار...فمشاكلنا تتبع نظرية الاستطراق؛ إن زادت زاد الكل، وإن غاضت غاض الجميع.
والدراما ما هي إلا انعكاس
لسلبيات كثيرة وانتكاسات لا حصر لها، ثم إن الدراما الهابطة هي أيضا كان لها الأثر السلبي على المجتمع، وهذا أمر طبيعي مع بنية عقلية ضعيفة تفتقد لقدرتي التقييم والتمييز.

#أمل_سالم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات