خديجة آيت عمي
(Khadija Ait Ammi)
الحوار المتمدن-العدد: 8333 - 2025 / 5 / 5 - 04:51
المحور:
الادب والفن
كنت قد ولجت عالما سحريا منذ عهد قديم قديم. أذكر أنني دخلت محلا و إشتريت تي شورت أزرق كان قد أعجبني ثم ودعت المكان خلسة. لا أعلم ما كان سبب الزيارة فغالبا ما أحمل نفسي و أركب شيئا قد يكون حافلة مثلا لأغوص تحت أمطار منطلقة مع سحاب شاحب كوجهي. فشمال لندن مليء ببنايات قديمة أكثر من جنوبها بسبب حرب لم تعد بعيدة عكس ما يهيء للبعض. قرر هتلر قصف بريطانيا فألقى وجعا بمدينتها و استهدف قلبها لندن. إنكسرت المدينة و هي تنتحب تحت أنغام آفا ماريا المتعبة. كان الجو خريفيا و لم أكن أرغب في تفويت زيارة مقبرة جميلة كنت قد مررت بها. ثم دخلت بعدها الكنيسة فوجدتها عتيقة كأهلها. كان الأرغن لا يزال يدندن و أصوات أطفال يسبّحون آفا ماريا على طريقة جيوليو كاتشيني في صوت ممدود لا نهاية له. تسللت إلى الداخل لأكتشف ما يحدث بداخلي. كانت النساء عتيقات بدورهن يرتدين مناديل على رؤوسهن أثناء القداس تقديرا لمراسيم العبادة.
و أنا الآن واقفة عاجزة عن معرفة المكان أو الحي إذ أحن إلى تلك اللحظات كلما حملني الشوق علني أجد جزأ من نفسي بقي خلفي في ذلك الجزء من المدينة. عالم آخر
#خديجة_آيت_عمي (هاشتاغ)
Khadija_Ait_Ammi#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟