أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 576 – نتائج غير سارة – البريطانيون يعودون للحرب ضد الحوثيين















المزيد.....

طوفان الأقصى 576 – نتائج غير سارة – البريطانيون يعودون للحرب ضد الحوثيين


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8333 - 2025 / 5 / 5 - 00:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع
كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا

*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*

ليونيد تسوكانوف
دكتوراه في العلوم السياسية، مستشرق، مستشار مركز الأبحاث السياسية
موقع المجلس الروسي للشؤون الدولية
وكالة REGNUM للأنباء

2 مايو 2025

عادت العملية العسكرية ضد الحوثيين اليمنيين لتتصدر واجهة اهتمام الرأي العام العالمي. فبعد أن تجاوزت الولايات المتحدة عتبة ال800 غارة جوية، نجحت في إعادة إشراك بريطانيا في الحملة، بعد أن حافظت لندن على "حياد جوي" دام قرابة عام. والآن، تظهر بريطانيا موقفًا حازمًا، موجهة استعراضًا للقوة ضد الحوثيين — وإنْ كان ذلك من مسافة بعيدة حتى الآن.

لكن، خلف الأرقام الكبيرة والتصريحات الصاخبة، تكمن نتائج ميدانية متواضعة للغاية.

«الفرسان الفعّالون»

خلال شهر ونصف منذ انطلاق عملية «الفرسان الشجعان»، وجهت الولايات المتحدة أكثر من 800 ضربة جوية على مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن.

استهدفت القوات الأميركية مراكز القيادة، أنظمة الدفاع الجوي، المستودعات، ومصانع إنتاج الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز، والطائرات المسيّرة الانتحارية، والطائرات البحرية بدون طيار التي استخدمتها قوات موالية لإيران في هجمات على سفن تجارية وعسكرية في المنطقة.

البنتاغون والبيت الأبيض يعتبران أن العملية حققت نتائج مهمة: حيث تشير بياناتهم إلى القضاء على مئات من المقاتلين الحوثيين، من بينهم عدد من القادة البارزين.

كما أدت الضربات المكثفة إلى انخفاض عدد إطلاقات الصواريخ الباليستية من الأراضي اليمنية بنسبة ٦٩٪، وانخفضت هجمات الطائرات المسيّرة الانتحارية إلى النصف تقريبًا. كما أن قصف البنى التحتية اللوجستية، كقصف ميناء رأس عيسى، أدى إلى تعطيل التدفقات المالية للحركة.

الرئيس الأميركي دونالد ترامب لم يفوت فرصة في الإحاطات الصحفية لتأكيد أن "الجمهوريين الحازمين" حققوا في اليمن خلال شهر ونصف من عام 2025 أكثر مما حققه الديمقراطيون طوال عام 2024. بل إنه أطلق على العسكريين المشاركين في المهمة اسم «الفرسان الفعّالين» بشكل ساخر خلال أحد الاجتماعات.

أرقام مقلقة

ومع ذلك، تكشف الأرقام الصادمة عن نمط مقلق.
فمن بين أكثر من 800 ضربة أميركية على الأراضي اليمنية، استهدفت الغالبية منها البنية التحتية المدنية. ولم يكن الحوثيون وحدهم من تحدث عن ذلك، بل أكدت منظمات حقوقية ودولية عاملة في اليمن تلك المزاعم.

وبحسب تقديرات هذه المنظمات، فإن كل مقاتل حوثي تم قتله يقابله في المتوسط مقتل ما بين ١٠ إلى ١٥ مدنيًا. كما تجاوز عدد الجرحى خلال شهر ونصف الـ2500 شخص.

أما محاولات القوات الأميركية لتنفيذ ضربات دقيقة — كالهجوم على قاعدة حوثية محصنة في منطقة جبل نقم باستخدام القاذفات الاستراتيجية B-2 Spirit — فلم تكن مجدية في معظم الأحيان. فقد أنفق البنتاغون أموالًا تفوق أضعاف ما حقق من نتائج.

كما تعترض عمليات "الصيد الاستهدافي" على القادة عقبات كثيرة. فلم يتم التحقق من أي من بيانات البنتاغون حول تصفية "قادة بارزين" في جماعة الحوثي، رغم أن الجماعة لا تميل إلى إخفاء خسائرها القيادية.

بل إن القوات الأميركية اضطرت في عدة مناسبات إلى التراجع عن بيانات سابقة عن "ضربات دقيقة" على قيادات حوثية. من بين هذه الحالات إعلانهم في نهاية مارس 2023 عن تصفية "كبير صانعي الصواريخ" لدى الحوثيين، وهو ما شككت فيه الجماعة، وحتى عملاء عرب يعملون في عمق أراضي الحوثيين.

وفي نهاية المطاف، يواجه البيت الأبيض قلقًا متزايدًا بشأن استنزاف الميزانية المخصصة لمواجهة النفوذ الإيراني في اليمن. إذ أن الولايات المتحدة أنفقت نحو مليار دولار في الشهر الأول من الحملة فقط (للمقارنة: كانت واشنطن تنفق هذا المبلغ خلال عام كامل من حملتها ضد الإرهاب في العراق وأفغانستان).

وفي أبريل، ارتفعت هذه النفقات بنسبة لا تقل عن الثلث، عند احتساب خسائر المعدات. ومع ذلك، لم تستطع واشنطن تقديم "سجل انتصارات" مقنع يبرر هذه التكاليف الهائلة.

دعم من الملك

في ٢٩ أبريل، نُفذت أول غارة جوية على اليمن بمشاركة موسعة — حيث انضمت بريطانيا رسميًا إلى الهجمات.

ورغم أن لندن سبق لها أن استهدفت وكلاء إيران في المنطقة، فإن القوات الجوية الملكية لم تشارك بفاعلية في العمليات اليمنية منذ تولي دونالد ترامب الرئاسة مجددًا. كما أن هذه الهجمات البريطانية الكثيفة لم تُسجل منذ يناير 2024 (المرحلة الأولى من عملية "بوسيدون – الرامي").

وبررت بريطانيا عودتها إلى التحالف المعادي للحوثيين برغبتها في "حماية العائلات البريطانية" من التهديد الاقتصادي الناجم عن الحصار الذي تفرضه جماعة الحوثي على الممرات البحرية الأساسية في البحر الأحمر والمحيط الهندي. ورافق هذا التبرير تهديدات بتوجيه ضربات أكثر قسوة للحركة.

وقد سمح هذا التدخل البريطاني في الوقت المناسب للولايات المتحدة بأن تقدم عملية «الفرسان الشجعان» كعملية "فعالة وجذابة"، وأن تصوّر انضمام القوات الجوية الملكية إليها كجزء من تثبيت الإنجازات.

كما أن التركيز على اتساع نطاق المشاركة في الحملة مكّن واشنطن من صرف انتباه الرأي العام المحلي مؤقتًا عن النفقات المتصاعدة باستمرار.

استعراض القوة

من المرجح ألا تقتصر مشاركة بريطانيا على الضربات الجوية فقط. فبريطانيا تطمح لتولي دور قيادي في الشرق الأوسط، وهي مستعدة لتعزيز وجودها الدائم قبالة السواحل اليمنية، على غرار النموذج الأميركي.

وتشير بعض المؤشرات غير المباشرة إلى نية لندن في استعراض قوتها. إذ غادرت حاملة الطائرات البريطانية "الأمير ويلز" — إحدى أقوى السفن السطحية في الأسطول الملكي — ميناءها قبل عدة أسابيع متوجهة نحو الشرق الأوسط.

ويُتوقع أن تشارك في مناورات الناتو البحرية "ضربة نبتون"، التي ستُجرى في البحر الأبيض المتوسط والمحيط الهندي خلال الأسابيع المقبلة.

وفي يوم تنفيذ أول ضربة جوية بريطانية على اليمن، كانت "الأمير ويلز" في منطقة مضيق جبل طارق، حيث التحقت بمجموعة من السفن الحربية المرافقة، مثل المدمرة "بِسْتْرَاس"، والفرقاطة "ريتشْمُند"، وسفن الإمداد "تايدفورس" و"تايدسبرينغ".

وفي وقت لاحق، انضمت إلى هذه المجموعة سفن تابعة لكندا وإسبانيا والنرويج كانت متجهة نحو منطقة المناورات.

وقد أشار مراقبون إلى أن مناطق المناورات المخصصة لبريطانيا قريبة للغاية من نطاق العمليات ضد الحوثيين.

وفي حال تصاعد حاد في الوضع، يمكن لمجموعة الهجوم البريطانية أن تصل إلى السواحل اليمنية في غضون يومين تقريبًا، وستكون طائرات F-35 المتعددة المهام الموجودة على متن "الأمير ويلز" قادرة على تنفيذ مهام استطلاع جوي أو ضرب بطاريات ساحلية في وقت وجيز.

ومن اللافت أن بعض الصحفيين والمدونين الناطقين بالإنجليزية، ممن يعملون لصالح جهات حكومية، يروّجون بنشاط لمعلومة "الوجه الخفي" لهذه المناورات البحرية. كما يبنون سيناريوهات حول ما إذا كانت القوى الموالية لإيران ستجرؤ على الدخول في مواجهة مباشرة مع البحرية الملكية البريطانية.

لكن هذه الحملة الإعلامية لم تحقق نتائج كبيرة حتى الآن. فالحوثيون يرون في ظهور السفن الحربية البريطانية الثقيلة ضمن مدى صواريخهم مجرد "استعراض للقوة" الغرض منه إثارة الرعب، ولا يلحظون نية حقيقية لتجاوز إطار الضربات الجوية.

من جهتهم، يهدد إعلاميو الحوثيين بأن أي محاولة من لندن لشن هجمات بحرية على اليمن ستؤدي إلى مصير مشابه لحاملة الطائرات الأميركية "هاري ترومان"، التي استُهدفت مرارًا من قبل المقاتلين اليمنيين ونجت من الأذى الجسيم عدة مرات بأعجوبة.

وبالنظر إلى التوتر الداخلي في المجتمع البريطاني، فإن أي ضرر يصيب فخر البحرية الملكية سيُنظر إليه على أنه أكثر إيلامًا من مثيله في الولايات المتحدة.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مناهضة الصهيونية – بعد إنهيار الإتحاد السوفياتي - الجزء الثا ...
- طوفان الأقصى 575 – الهند وباكستان في انتظار الحرب الرابعة
- مناهضة الصهيونية – اللجنة السوفياتية لمناهضة الصهيونية وانتق ...
- طوفان الأقصى 574 – معاداة الصهيونية هي معاداة للسامية؟!
- مناهضة الصهيونية – اللجنة السوفياتية لمناهضة الصهيونية وانتق ...
- طوفان الأقصى 573 – انفجار ميناء الشهيد رجائي – قراءة تحليلية ...
- مناهضة الصهيونية – اللجنة السوفياتية لمناهضة الصهيونية وانتق ...
- طوفان الأقصى 572 – المجر تعلن انسحابها من المحكمة الجنائية ا ...
- مناهضة الصهيونية – الصهيونية = العنصرية والتمييز العنصري - ا ...
- طوفان الأقصى 571 – البابا فرنسيس تحدّى الصمت الغربي بشأن غزة ...
- مناهضة الصهيونية – الصهيونية = العنصرية والتمييز العنصري - ا ...
- طوفان الأقصى 570 – لماذا لن تستسلم حماس؟
- مناهضة الصهيونية – الصهيونية = العنصرية والتمييز العنصري - ا ...
- طوفان الأقصى 569 - الأمريكيون ينسحبون من سوريا
- مناهضة الصهيونية - معاداة الروس هي مهنة الصهاينة - الجزء الس ...
- طوفان الأقصى 568 – -مكة المظلومين-... بماذا جاء أمير قطر إلى ...
- مناهضة الصهيونية – معاداة الروس هي مهنة الصهاينة - الجزء الخ ...
- طوفان الأقصى 567 – الصهيونية هي التهديد الأكبر لحرية التعبير ...
- مناهضة الصهيونية - معاداة الروس هي مهنة الصهاينة - الجزء الر ...
- طوفان الأقصى 566 – نتنياهو بين الدش البارد والحمام الساخن


المزيد.....




- التشيك: أرسلنا نصف مليون قذيفة مدفعية من العيار الثقيل إلى أ ...
- بلجيكا: أكبر معرض من نوعه في أوروبا يجمع عشاق ألعاب الفيديو ...
- أعمال العنف في مناطق الدروز في سوريا.. ما الذي حدث؟
- إلقاء قنبلة دخانية باتجاه منصة رئيسي وزراء هولندا وبولندا (ف ...
- السماء تتزين بعرض سماوي ساحر فجر الثلاثاء
- أصبح بإمكان الزوار صرف الدرهم في موسكو!
- محافظ السويداء يوجه رسالة لأهالي المدينة السورية
- -نبي الغضب-: جبهة إسرائيل الداخلية تتفكك وحماس لم تُهزم
- حرائق قرب بورتسودان وقصف يستهدف مخيمات للنازحين بالفاشر
- جيش الاحتلال: مقتل رقيب في دهس عملياتي بغلاف غزة


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 576 – نتائج غير سارة – البريطانيون يعودون للحرب ضد الحوثيين