ماريو أنور
الحوار المتمدن-العدد: 1805 - 2007 / 1 / 24 - 12:04
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
غالباً ما يحول الإنسان الله إلى ما هو نافع , بيد أن النفعية لا تتزاوج مع الإله الحب . فمن الضروري , ومهما كلف الأمر , أن تنقل قضية الله التي , إذا بقيت في إطار النافع , تقودنا إلى طريق مسدود , إما إذا وضعناها في صميم ألا نفعي أو المجانية , فستقودنا مباشرة إلى السر الذي لا يوصف .
لقد استخدم الإنسان الله طويلاً لسد فراغات العلم ,, بدلاً من أن يتأثر بذلك النشيد العظيم الذي يتمثل في أخبار الخلق , راح يبحث فيه عن معلومات حول تكوين العالم , وجعل من الخالق أول الممارسين لهذا العمل , فقادهم هذا التصور إلى طلاق بين الإيمان و العلم . ولا يزال الكثيرون اليوم يجهلون إن العلم و الإيمان يتحركان في نطاق خاص بكل منهما , ولا يتنافسان , فالعلم يبحث عن كيفية الأشياء ليتممكن منها ويسيطر على العالم بالتقنية . أما الإيمان فإنه يقبل معنى و يقبل سبباً ويعطى الوجود نفحة حياة . ومن ذا الذي يجعل العلم والحب في تنافس ؟ ولم يخترع الإنسان منافسات بين العلم والله ؟
وجعلوا الله رجل أمن فأناطوا به مراقبة الملعب الكبير الذي يعيش فيه الناس , وقد حدد المشروع الأعظم ما هو جائز أو غير جائز , مرة واحدة وإلى الأبد , بطريقة حاسمة و بدون شرح أو تبرير . لكي يعطى النتائج في نهاية الدورة فيكأفى الصالحين ويعاقب الأشرار معتمداً في حكمة على شرائع و قوانين موضوعة بشكل نهائي من خلاله .!!!!!!!!!!!
للأسف نحن نرفض أن نكون أحرار ونقول : مكتوب , أسرتي , خطاياي , كما يسير العالم .... لأن لدينا قلوباً ضعيفة تستسلم .!!!
لم تكن الحرب العالمية الثانية ولا معسكرات التعذيب و لا قنبلة هيروشيما أمراً محتوماً . فكل هذا كان ثمرة قرارات حرة حولت التاريخ في هذا الاتجاه . ما من شيء مكتوب . فالإنسان هو الذي يقرر .
لقد تعودنا أن نجعل الله مسئولاً عن البؤس والفقر و المجاعة . لكننا نعلم كلنا أن مواردنا كافية لتلبية احتياجات جميع الناس . كلنا نعلم أن في كوكبنا فيض نبذره بطريقة مخزية , بينما يموت آلاف الأشخاص يومياً من الجوع . فالبؤس لي أمراً محتوماً , المجاعة ليست قدراً , بل نحن الذين نرفض المشاركة , وأنظمتنا هي المصممة بطريقة رديئة , قلب الإنسان هو الذي لا يريد أن يتغير .
فلهذا يجب أن نبحث عن الإله الذي لا نفع له , الإله الغير نافع . فلم البحث عن فائدة في الله ؟ .... لا شيء فيه .... لا نفع له .... ولكن حذار من أن نفقد معنى اللا نافع .
#ماريو_أنور (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟