الفصل الرابع مسرحية عدو المسيح المثيرة للجدل

ماريو أنور

الحوار المتمدن-العدد: 1771 - 2006 / 12 / 21 - 06:47
المحور: الادب والفن
    

الفصل الرابع البشــارة
(تفتح الستار ، والعذراء مريم منهمكة في ترتيب المنزل ) تتكلم وهى ترتب وتقول
- مريم العذراء/ أحمدك يأرب .... عشان أديت نعمتك على اليصابات .....ياه ....دي كانت فرحانة قوى
.... شكراً يأرب ....أنت فعلاً اله حب ورحمة .......(تغنى).........
أكيد اليصابات عايزه حد يساعدها .... لازم اروحلها وأساعدها .( تغنى )
* تبدأ في ترتيب ملابسها لمغادرة المنزل – والاتجاه إلى اليصابات وفجأة يظهر ملاك الرب
- الملاك/ سلام، أيتها المنعم عليها !الرب معك ، مباركة أنت بين النساء .
- مريم العذراء/ أنت مين ودخلت هنا ازاى .... إيه داه... شكلك غريب كده ليه... وإيه معنى التحية دي
- الملاك/ ما تخافيش يا مريم ، أنا ملاك الرب ، وجاى أبلغك انك نلتى نعمة من عند اللـه .
- العذراء/ نعمة.........نعمة إيه (باستغراب).
- الملاك/ ايوه ......نعمة ، فانتى ستحبلين ، وتلدين ابناً.
- العذراء / أنا .... ها حبل .... أنا لسه ما اتجوزتش . (استغراب)
- الملاك/ ايوه....... وهاتسميه يسوع ، وهايكون ليه شأن عظيم .....واسمه يسوع ابن العلى ، وربنا
هيديله عرش داود.......ايوه.
- العذراء/ (تضحك) أنت بتقول إيه ..... أنا بقلك أنى لسه ما اتجوزتش........ ازاى .
- الملاك/ ما فيش حاجه صعبه على ربنا...... عموماً أنا هاسيبك تفكري .....وهارجعلك تأنى ، لان ربنا بيديلك كامل حريتك أيتها ممتلئة نعمة للاختيار ........ سلام.
تظل العذراء في حالة ذهول تام وتبدأ تفكر مع نفسها.
- العذراء/ أنا ....أنا..... نلت نعمة ومن عند اللـه..... ازاى.... ومتى.....أنا......أنا بحلم......
مستحيل......لا....لا .....دا مش حلم . طاب....طاب...ازاى ..... وأنا لسه ما اتجوزتش وما عرفش
راجل......أنا سألته بس نسيت .... اعمل إيه .... ما أنا كنت ملخومة ومش عارفه أقول إيه ......
مستحيل ......أنا نلت نعمة من عند الرب ....بس .... هل ممكن ....ازاى ....إيه اللي بيحصلى داه
طاب أقول ليوسف إيه.
- العقل / ايوه صح.....ازاى...... هو فيه حد ممكن يخلف بدون راجل .
- العذراء /(حيرة) ممكن..... مش صعبة على ربنا .
- العقل / ( بسخرية ) لا مش صعبة طبعاً....بس إحنا بشر ومحتاجين حد يصدقنا ...... لأنه مش هانقول للناس إن ربنا عايز كده.... لان لو الموضوع كده ... ممكن كل واحدة تغلط وتقول نفس الحكاية .

- العذراء/ ( قلق ) ايوه.....بس .... أكيد هيعمل حاجه يفهم بيها البشر .
- العقل / ممكن ..بس ... برده بشر ... يتشككوا حتى ولو بعد فترة .
- العذراء / أنا معاك هيا صعبه بس .. لو إله قرر يدخل لخليقته لازم يدخلها كآله ...صح ؟
- العقل / ..... ممكن ...... لا ....فعلاً الله لازم يدخلها كإله .
* تظل في حيرة من أمرها وفجأة يظهر الملاك من جديد.
- الملاك/ سلام أيتها المنعم عليك.
- العذراء/ (في حيرة وتفكير) طاب ...طاب ازاى... وأنا ما اعرفش راجل .
- الملاك/ نسيتى اليصابات ؟.... اللـه ما عندهوش مستحيل ..... اللـه هو خالق الحياة....
- العذراء/ ازاى.... أرجوك وضحلي.
- الملاك/ أنت كنتى لسه قايلة... إن ربنا لما يحب يدخل خليقته لازم يدخلها إله.... ازاى خالق الحياة ..
يدخل بخلق بشر؟..... خالق الحياة هيخلق بنفسه حياته في البشرية.
- العذراء/ (تفكر بعمق) طاب أزاي خالق الحياة يبقى طفل ... و أزاي ... مين هيدير الكون ؟... وليه يسيب فوق و يجيء هنا و يدخل بالطريقة دي .
- الملاك / الله غير محدود يا مريم ... لن نسطيع حده في جسم أو عقل كما يظن كثيرون . أما لماذا سيصير أنساناً ... لأن الله يحب العالم .
- العذراء / ( استغراب )عشان بيحبه يبقى يجئ ,ما كان وضح له الحب داه من فوق أو يبعث أنبياءه كما كان .
- الملاك / عندك حق ... بس هل فعلاً أحنا جادين في فهم الحب داه ؟ أية رأيك بأم تحب أبنها ولكن عند ألمه ماتشاركهوش الألم داه لأنه مش فيها ولا تشعر به ؟.
- العذراء / دا مش حب .
- الملاك / بالظبط ... الحب مشاركة وهذا ما يحققه الله في التجسد , فهو يصبح واحداً معي . يعلن ويؤكد حبه لي الله قرر يعلن حبه بالمشاركة الفعالة وليس بكلمات للتجديد .
- العذراء / فهمت ... وازاى دا ممكن يحصل وأنا مش متجوزه .
- الملاك/ ما تخافيش الروح القدس هتظلك... وقوة العلى هتكون معاكى وتحل عليكى... وعشان كده المولود منك يدعى ابن اللـه.
- العذراء/ (باستغراب) الروح القدس.... قوة العلى.... ابن اللـه في احشائى أنا ؟....أنا....ازاى.
- الملاك/ اللـه أشرك من البداية الإنسان في خليقته ودا عشان محبته للإنسان، في البداية خلاه يختار هو الأسماء لخليقته وخلاه كمان مسئول عنها ،وكمان سابه يختار الثمرة...ويحرر شعبه بنفسه...وجيه اليوم اللي هيدخل البشرية عن طريقة ويخلصها من شرورها ، اللـه هيكون إنسان ..... إنسان عشان يخلى الإنسان أله ، اللـه عايزكم كاملين زيه بالضبط ، عايز يؤهلكم .
- العذراء/ (تفكر) ويوسف؟؟؟؟
- الملاك/ ما فيش عند اللـه... شيء مستحيل .
* سكوت تام على المسرح.
- الملاك/ أنا هسيبك وارجعلك تأنى ... خدي وقتك في التفكير ... الرب معاكى.
* العذراء وحيدة على المسرح وتفكر .
- العذراء/ يوسف... والناس... اهلى ... اصحابى... كل دول ها يقولوا عليا إيه ، كده ممكن
يموتوني...هافهمهم ازاى.
- العقل / ايوه يوسف .... والناس .... هاتقوللهم إيه .... طلع لوحده.
- العذراء/ أكيد هايصدقونى .... ما هما شافوا معجزة اليصابات وعارفين إن ربنا بيدخل كتير في خليقته .... يبقى أكيد هيصدقونى .
- العقل / ايوه هيبينوا إن هما مصدقينك ... بس من جواهم.... لا.
- العذراء / وأنت عرفت جواهم ازاى.
- العقل/ مش محتاجه معرفة الناس يغلبها الظن السيئ قبل الصحيح .
- العذراء/ مش مهم يفكروا ازاى ... المهم أن أنا مقتنعة جداً دلوقتى وحاسة بحبه
وأنا قررت أكون أمت للرب .... ودي حياتي وأنا اخترتها .... ومش هاتكلم عنها تأنى .
( تبدأ الصلاة) ألهى ...ألهى... ها أنا بين يديك .... شكلني كما تشاء .... فانا في بساط يديك مطمئنة القلب .
* يدخل الملاك .
- الملاك/ سلام ، أيتها المنعم عليكى .
- العذراء/ ها أنا أمت للرب ، ليكن لي كما تقول .
* ينصرف الملاك مبتهجاً مرنماً وتبدأ العذراء في الترانيم .

هل يستدعى الحب قدوم الله إلى البشرية لإعلانه ؟ هل نطبق نظرياتنا العقلية على الله ونحده ؟
هل الإنسان عبد أم مشارك لله في الخليقة ؟ هل العقل يلغى القلب أم كلاهما يكمل الأخر ؟
أليس من حق هذا الإله أن يعبر عن نفسه ويوضح لي هو ذاته وليس غيره ؟
إله مقدس ممنوع الاقتراب , أم إله مشارك خليقته

#ماريو_أنور (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل