أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماريو أنور - ضرورة تجديد الخطاب الديني المسيحي















المزيد.....

ضرورة تجديد الخطاب الديني المسيحي


ماريو أنور

الحوار المتمدن-العدد: 1790 - 2007 / 1 / 9 - 12:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مقدمة

كثُر الحديث في الآونة الأخيرة، عن حتمية تجديد الخطاب الديني، ليتلاءم مع مستجدات العصر وروحه، واحتدم الجدل بين المؤيدين والمعارضين لهذا التجديد. كما أن الخطاب الديني علامات منظورة لوجود جماعة دينية. حيث إنه يتضمن، حياة تلك الجماعة، على كافة المستويات، من طريقة تفكير وتعبير، طريقة وأسلوب الحوار التي تتبعه تلك الجماعة. فنحن الآن أمام موضوع، شغل فكر كثيرين من رجال الدين والمفكرين وهو "ضرورة تجديد الخطاب الديني". فيمكنا الآن، أن نعرض في سطور قليلة أهم ما جاء بصدد هذا الموضوع.

1- رؤية عامة حول الخطاب الديني المسيحي المعاصر

إن الخطاب الديني الذي نتحدّث عنه، يتمثّل في العظات، والمقالات، اللقاءات الدينية، …الخ، هو كل ما يتفوّه به رجال الدين وغيرهم بصدد موضوع الدين.
كثيراً ما يسعى رجال الدين المسيحي، في خطاباتهم الدينية إلى تثقيف الشعب بالثقافة الدينية، محاولين بث روح الإنجيل في قلوب المؤمنين، كما يجتهدون أيضاً في تثبيت المؤمنين في الكنيسة، التي هي جسد المسيح السري. كما يسعون أيضاً إلى حلول للمشاكل، التي تواجه الشباب في عصرنا الحالي كالبطالة مثلاً.
كما تذهب بعض الطوائف المسيحية في محاولة جادة لخلق ونشر الوعي على كافة المستويات بين الناس. كما يعملون على تقريب وجهات النظر المختلفة بين المؤمنين محاولين إيجاد القاسم المشترك بينهم.
ولكن أمام كل ما تقوم به الكنيسة في سبيل أبنائها، لكي يعيشوا عيشة هنيئة سعيدة، إلا أن هناك بعض الملحوظات التي تثير الجدال والشك. فيمكنا الآن أن نعرض بعض الأساليب الموجودة، والتي عادة يستخدمها رجال الدين في الخطاب الديني، والتي تحتاج إلى تجديد، حتى يكون الخطاب الديني المسيحي، له ثقله وقيمته في مجتمعنا المصري.

أ‌- أسلوب الترهيب والتخويف

من الأساليب التي أكثر انتشاراً وأشدها حاجة إلى المراجعة والتجديد، وهو الدعوة إلى التوبة والرجوع إلى الله عن طريق التخويف. فأسلوب كهذا قد يجعل المؤمنين يفقدون الثقة في حب الله، فإنهم يرجعون إليه تعالى ليس حباً به ولكن خوفاً منه. يظهر وكأن الله المحب الذي أعطى الإنسان الحرية يستردها منه بعد أن أعطاه إياها، وكأنه يجبر الإنسان على الرجوع إليه تعالى، في حين أن الله يعرض ولا يفرض. وفيه أيضاً يكون الواعظ مقتصراً حديثه على تحذير الناس وتذكيرهم: إن لم يسيروا بالحسنى سينزل الله بهم أشد أنواع العقاب، يظهر أيضا وكأن الله كلي الرحمة يتجسد في صورة انسان جبار ينتقم من الذين لا يتبعونه، ولكن الله عكس ذلك تماماً.

ب- الخطاب الهجومي والساخر من الآخر

وفيه يدعو الآخر المخالف له في الطائفة أو الرأي للانضمام إليه، إذاً فهو خطاب دفاعي هجومي يحاول إظهار أن الآخر على خطأٍ، ويقدم خطابه مدعماً بالأدلة التي تسند وتعزز رؤيته وتؤكّد زيف الآخر. كما أنه يرفض ويتجاهل الخطابات الأخرى الخاصة بالطوائف الأخرى محاولاً السخرية منهم.

جـ- الخطاب الأبوي

وفيه يكون الواعظ كل شيء بالنسبة للمستمعين، فهو الأول والأخر وما يقوله هو الصواب المطلق، وهم مجرد آلات لا عقل لهم ينفذون ما يسمعون دون نقاش.

د- الخطاب الطائفي

وفيه يظهر مدى البغض والرفض للآخر، وفيه تسود اللهجة الطائفية والحوار الطائفي، مما يظهر أن المتحدث في هذا الخطاب ليس لديه أسلوب أخر عنده، فيطغي الحوار الطائفي على خطابه.ونأخذ مثلاً معاصراً:
في حوار صحفي، وقت وفاة قداسة البابا يوحنا بولس الثاني، عَبَرَ شاشة التليفزيون، عبّرت بعض الأشخاص ممن تربطهم علاقة بالبابا، بحوار يدلي بتقريب وجهات النظر. وعلى نقيض ذلك، عبّرت إحدى الشخصيات المسيحية: أنه لا توجد علاقة مع البابا بصفة شخصية ، بل خلافات عقائدية. بالرغم من إننا نعيش في القرن الحادي والعشرين إلا إن الصبغة الطائفية مازالت طاغية على عقول البعض، إذ يتكلم معظم المسيحيين بعقلية المجامع، مما يؤثر على المؤمنين تأثيراً سلبياً، ونتساءل بعد ذلك من أين يأتي التعصب والطائفية؟.

2- أولوية تجديد الخطاب الديني

إن أي توجيه يأتي من الدين، يكتسب تقديراً واحتراماً ويصل إلى حد القداسة، ويوجب الالتزام. فنرى إن القيم والمبادئ الإنسانية ظهرت قبل الأديان، وخاصة مع الفلاسفة القدماء، ولكن عندما ظهرت الأديان، أعطتها قيمة ورزانة، إنها تنال منزلة ومقاماً وتقديراً يفوق أضعاف ما تحظى به عندما يقدمها سقراط أو كانت أو هيجل أو ديكارت وغيرهم من الفلاسفة العظام. ولأن أيضاً الدين أعظم مؤثر على وجدان الشعب المصري، وهذا التأثير ينطبق على فئات الشعب المختلفة، الفلاحين، وأصحاب الطبقة الوسطى والمهنيين والأطباء والمهندسين حتى الفنانين والفنانات والكثير من أفراد هذه الفئات يلتزم بما يقدمه الدين.
كما إن التجديد الديني يستهدف الفرد والمجتمع، بالتالي بقدر ما يساهم هذا التجديد الديني في بناء الفرد، بقدر ما يساهم في بناء المجتمع.

3- الصعوبات التي تواجه تجديد الخطاب الديني
أ- رفض بعض الناس تجديد الخطاب الديني على أساس إنه من المقدسات

حيث يعتقد البعض إنه غير قابل للتجديد، لأنه من المقدسات، فلا إعتراض على المقدسات، وما هو مقدس لا يتغير.

ب- الخوف من التجديد

يخاف البعض من التجديد لأن التجديد يمنح الناس الحرية والاستقلالية والاعتماد على الذات دون غيرهم.

4- أهمية تجديد الخطاب الديني

أ- لأنه أكثر العوامل المؤثرة والمحركة للجماهير ولاحتلاله المكانة الأولى لديهم على مرّ الأزمنة

ب- مبرر العنف والتعصّب

ج- لأنه يساعد في نضج الأشخاص

لأنه مع تجديد الخطاب الديني الذي يساير العصر يزداد المتعصّب نضجاً على كافة المستويات الفكرية، والأخلاقية…الخ

د- مع تجديد الخطاب الديني تساير الجماعة الكنسية العصر التي تعيش فيه من تطوّر على كافة المستويات

هـ- يساعد على العيش المشترك.

الخطاب الديني في حد ذاته، يوجّه إلى الإيمان بالله، وإلى محبة جميع خلائقه البشر، دون النظر إلى دينهم أو طائفتهم. وأما إذا تحوّل إلى تهيّج وتشويه للحقيقة، فهو يلحق الضرر بجميع الأطراف. كما أنه يتنافى مع العيش المشترك. حيث في تجديد الخطاب الديني تتغير وجهات نظر الناس مع تغيير عقولهم، بالتالي ينتج عن ذلك الإعتراف بقيمة الآخر والعيش المشترك.

و- في تجديد الخطاب الديني نرتقي بمستوى العلاقات الإنسانية بين أفراد الجماعة وبين الجماعات المختلفة

5- ماذا ننتظر من الخطاب الديني المسيحي؟

أ- ضرورة مراعاة أحوال الناس عند مخاطبتهم

عندما لم تتصل رسالة الكاهن بواقع الناس وتخاطب همومهم وشواغلهم، تنفصل رسالته من الحياة. بالتالي لابد من فهم وإدراك الواعظين والكهنة، إن الإنسان في حال استمرارية دائمة من جيل إلى جيل، ولابد للخطاب الديني أن يمنحهم الأفكار، ويرى مدى ملاءمتها للعصر الذي يعيش فيه المخدومون.

ب- أن يخاطب صميم الإنسان.
جـ- أن يعزز العدالة بين الناس.

يعمل على مساندة الفقراء لتحرير أنفسهم من الظروف القاسية التي تتنافى مع كرامة الإنسان، وأن يتعلم الناس كيف يتعامل كل منهم مع الآخر، وكيف يجعل الجميع كرامة الإنسان. ولهذا لابد من تطوير الخطاب الديني، الذي يبتعد عن روح الجدل العقيم، الذي لا يفلح أبداً في كسب الآخر بل ينعكس سلبياً على العلاقات الشخصية والجماعية.
سليمان رياض



#ماريو_أنور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفصل الخامس مسرحية عدو المسيح المثيرة للجدل
- الفصل الرابع مسرحية عدو المسيح المثيرة للجدل
- لا أومن بهذا الإله
- الفصل الثالث مسرحية عدو المسيح المثيرة للجدل
- الفصل الثانى مسرحية عدو المسيح المثيرة للجدل
- الفضيلة من الداخل أم من الخارج
- عرض مسرحية عدو المسيح المثيرة للجدل
- تربية الطفل الموهوب
- الأخطاء فى زمن المحتالين
- سوء الحظ……………….Bad luck
- الحسد
- الغيرة
- عام جديد على وجودى
- الخطيئة والتجسد
- أربع لوحات فى القصر القديم
- ما هو الوحى ؟؟
- الإسلام والمسيحية: نقاط تلاقي
- إشكاليّة الاعتراف بالآخر
- الميلاد ومسألة الظهور الإلهي في المسيحية والإسلام
- في مجتمع متعدّد الأديان


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماريو أنور - ضرورة تجديد الخطاب الديني المسيحي