أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبد الإله بسكمار - ما هكذا تورد ياسعد الإبل














المزيد.....

ما هكذا تورد ياسعد الإبل


عبد الإله بسكمار

الحوار المتمدن-العدد: 8332 - 2025 / 5 / 4 - 00:47
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


لفت نظري عبر العدد الأخير( 139 – ماي 2025 ) من مجلة زمان التي تصف نفسها ب" المغرب كما كان " ( كذا ) ، وتزعم الخوض في تاريخه المتشعب الصعب المسالك مما أوقعها في مغالط فادحة تخص قضايا ومنعطفات وضع عليها المؤرخون الجادون الثقات أكثر من سؤال، الشيء الذي جعل المنبر المذكور قليل المصداقية في أكثر من محطة تستلزم التأني والنضج وتحليل الحدث التاريخي في مختلف تجلياته وآثاره .
مناسبة هذا الكلام ما نعتته نفس المجلة بملف عنونته في الغلاف الخارجي ب " مدن حكمت المغرب وتلاشت " / العواصم المنسية " غير أنه في صلب الملف إياه نجد عنوانا آخر " كيف اختط الحكام عواصمهم " والفرق واضح بين المحور الأول والمحور الفعلي الذي خاضت فيه المجلة، علما بأن كلا المحورين لا يخلوان من مشاكل منهجية ومعرفية وقضايا متشعبة تخص المظان والحوليات والوثائق من جهة وطبيعة الرؤى التاريخية من جهة أخرى . بيت القصيد الذي يهمنا أكثر من غيره هو ما ورد في ص 37 من نفس العدد بقلم السيد حسن أوريد حيث أورد ما يلي حول تازة " ينبغي أن نذكر كذلك عاصمة كاد يشملها النسيان في ظروف اضطرابات وفتن ، وهي تازة حين جعلها الدعي المعروف ب " بوحمارة " عاصمة له " انتهى كلام اوريد ولا يمكن إلا أن نبدي أسفنا وحسرتنا على ما تضمنه من حكم مبتسر ناقص ولا تاريخي في حق مدينة تازة، وبعيدا عن كل تحيز والتزاما بالحقيقة التاريخية نلفت السيد اوريد إلى ما يلي:
- أولا: إن نعت بوحمارة أطلقه خصوم الرجل عليه وفي طليعتهم " الكرونيين " أي أتباع السلطان مولاي عبد العزيز، وشايعهم بعض الفرنسيين إمعانا في تشويهه وتقديمه كمجرد " هداوي " لا أقل ولا أكثر، والحقيقة التاريخية أنه كان يطلق عليه مولاي امحمد بغض النظر عن كذبه أو مغالطاته، وأن إمارته شملت جزءا كبيرا من الشمال والمغرب الشرقي، بل وهزم الجيش المخزني وتزعم الجهاد ضد الفرنسيين في العديد من المناطق .
- ثانيا: بوحمارة هذا هو أصلا ابن دار المخزن فقد كان مهندسا دوبوغرافيا في إحدى بعثات الحسن الأول إلى أوربا ثم عمل كاتبا للمولى عمرأحد أبناء الحسن الأول، قبل أن يتغيرمساره بعد رحلته نحو الشرق .
- ثالثا: كانت هناك عواصم ثلاث للدعي الجيلالي الزرهوني الملقب ب " بوحمارة " وليست عاصمة واحدة وهذه العواصم إذا أخذنا بعين الاعتبار البيعات هي تازة في فترات متفطعة ووجدة بدءأ من سنة 1903 وسلوان قرب الناضور بدءا من سنة 1907، ومختلف مؤرخي الفترة يؤكدون أن بيعته باسم مولاي امحمد تمت بوجدة ثم سلوان بعد تازة .
- رابعا: إن تازة لم تكن عاصمة للروغي فحسبـ، بل سبق لمؤرخي القرون الوسطى وأصحاب الحوليات أن جزموا بأنها كانت العاصمة الأولى لدولة بني مرين بدليل أن أول مواجهة مسلحة كانت بتازة بينهم وبين الموحدين سنة 613 هــ/ 1216 م أي قبل تاسيس فاس الجديد سنة 674 هــ/ 1275 م بازيد من نصف قرن .
- خامسا : ان تازة كانت عاصمة أولى للمولى الرشيد العلوي ولا أدري لماذا لا يلتفت الباحثون لهذا الأمر على أهميته السياسية والتاريخية ويركزون على فتنة الروغي بوحمارة فقط ويذكر أن الرشيد المؤسس الفعلي لدولة الأشراف العلويين بالمغرب اتخذها عاصمة لمدة لا تنقص عن ثلاث سنوات إلى غاية 1667 م/ 1075هــ، حيث انتقل إلى فاس وبتازة استقبل التاجر رولان فريجوس R. Fréjus كما تفيد بذلك مختلف المصادر.
هكذا تقدم مجلة زمان مواد منقوصة تاريخيا وعليها ألف استفهام معرفي ومنهجي .



#عبد_الإله_بسكمار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصبة مسون : معلمة تاريخية تندب حظها التعس
- مشروعية النقد المزدوج
- حروب المياه ...إلى أين ؟
- السياسة الجهوي بالمغرب : من أجل عدالة مجالية
- مشور تازة : دلالات عمرانية وتاريخية
- ....ويحدثونك عن تصنيف مدينة تازة تراثا وطنيا
- قبة السوق بتازة : قبس من ذاكرة ممتدة
- المدارس المرينية بتازة من الوظيفة الأيديولوجية إلى الدور الس ...
- تازة التي لم تخضع للاحتلال الروماني
- المنتزه الوطني لتازكة : مكونات متنوعة تحتاج إلى تنمية مندمجة
- أبواب تاريخية بتازة بين الإصلاح والإهمال
- كيف انتقل اسطرلاب تازة من المغرب إلى إيطاليا ؟
- متى تتم إعادة فتح مغارة فريواطو بتازة ؟
- العودات بتازة بين البعدين التدجيلي والتطبيبي
- عن أسرة التازيين بفاس
- تاريخ تازة : أسرارملتبسة وبالجملة
- عن زمن الانتهازية والانتهازيين
- حول زمن الانتهازية والانتهازيين
- إضاءات جديدة حول الرتاث التازي : نمذج العلامة علي بن بري
- بعض مظاهر الصراع من خلال الإشكالية المائية بتازة


المزيد.....




- كاميرا مراقبة تظهر ما فعله رجل يواجه تهمة -محاولة اختطاف طفل ...
- ترامب يعلن عن نية لتخفيف الرسوم الجمركية على البضائع الصينية ...
- السودان.. مقتل 3 أطباء على الأقل في أعقاب سيطرة -الدعم السري ...
- -البديل الألماني- يعتزم اللجوء إلى القضاء بعد تصنيفه كيانا م ...
- اتفاق تاريخي بين مصر ومجموعة موانئ أبو ظبي لإنشاء منطقة صناع ...
- ألمانيا تعيد السماح للسوريين بعرض أسباب اللجوء وتبقي على تعل ...
- ماذا تقول الأرشيفات السوفيتية عن صراع الاستخبارات العالمية ف ...
- الإعلام العراقية توقف برنامجا شهيرا وتمنع إعلاميا من الظهور ...
- خبير فنلندي يتحدث عن -الوسيلة الوحيدة- لمنع نشوب حرب عالمية ...
- لافروف يؤكد لنظيره الباكستاني استعداد موسكو للمساعدة في تسوي ...


المزيد.....

- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبد الإله بسكمار - ما هكذا تورد ياسعد الإبل