أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبد الإله بسكمار - أبواب تاريخية بتازة بين الإصلاح والإهمال














المزيد.....

أبواب تاريخية بتازة بين الإصلاح والإهمال


عبد الإله بسكمار

الحوار المتمدن-العدد: 7985 - 2024 / 5 / 22 - 22:13
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


تتميز مدينة تازة كسائر المدن العتيقة الإسلامية بسور دفاعي يصل إلى ما يناهز 3 كيلومترات تتخلله خمسة أبواب خارجية ومن أبرز الأبواب الداخلية بتازة أي التي توجد داخل أسوار المجال العتيق، باب المشور، وهو يوجد في نهاية الحيز الأول لنفس الحي المسمى أيضا / سيدي علي الدرار أو الحرار، والمشور قديم بالأحرى يعود بناؤه إلى المولى الرشيد العلوي، وما زالت عناك ثلاث مصاطب ( مجالس ) تنسب لهذه الفترة التي اتخذ فيها العاهل العلوي تازة مقرا له قبل افتتاحه لمدينة فاس سنة 1666 م، والمشور كما لا يخفى كلمة مخزنية تعني المقربين من وزراء وحاشية وأمناء وغيرهم من القائمين على خدمة السلطان أو دار المخزن والبوابة متوسطة الحجم ومزدوجة في نفس الوقت وقد شهدت فيما يبدو أبرز الأحداث التاريخية التي عرفتها تازة، ونخص بالذكر طلائع العصر الحديث، حيث دخلها الروغي/ المعروف في الأستوغرافية الرسمية باسم الفتان بوحمارة، الجيلالي بن ادريس وأتباعه، المنتحل لإسم مولاي امحمد الإبن الأكبر للمولى الحسن الأول بدءا من خريف 1902 ثم سقطت المدينة في يد الجيش المخزني بتاريخ 07 يوليوز 1903 وعادت مرة أخرى إلى حضن الروغي بعد عدة أشهر، ومالبث أن غادرها مستقرا بوجدة وأخيرا سلوان وقريبا من هناك، تم ألقاء القبض عليه واقتيد إلى فاس في قفص كما هو معروف ليتم إعدامه بعد ذلك .
في مجال الأبواب الداخلية أيضا هناك باب الزيتونة الرابط بين الحي الذي أخذ نفس التسمية وزنقة سيدي بلفتوح غرب تازة العتيقة ويجاور هذا الباب كلا من درب بني عيون والزاوية التهامية ( الوزانية ) ومسجد ( ضريح ) سيدي بلفتوح وثانوية سيدي عزوز( نقصد المدخل السابق ) وتسمية الزيتونة تحيل على أشجار الزيتون التي كانت موجودة بكثرة في هذا المكان، ولكنها تراجعت تدريجيا بسبب زحف العمران .
إذا اتجهنا إلى وسط ساحة أحراش ( مولاي الحسن ) القلب النابض لتازة العتيقة وذلك من جهة زنقة الأندلس أو زقاق الحاج ميمون، فإننا نصادف بابا صغير الحجم يطلق عليه باب الشريعة، وغالبا أن الإسم مرتبط بتطبيق الحدود الشرعية الإسلامية، وكذا لقرب هذا الباب من المحكمة الشرعية سابقا والتي كانت مقرا للباشا في نفس الوقت، ولباب الشريعة بتازة عدة توائم نذكر منها باب الشريعة بغرناطة وهو معلوم معروف وباب الشريعة بفاس وهو الذي تغير إسمه إلى باب المحروق، منذ قرون وحتى الوقت الحالي، وكما سبق القول فإنه باب صغير لاميزة كبيرة له .
من الأبواب الداخلية نذكر باب سيدي مصبح جنوب غرب تازة العتيقة وذلك نسبة لولي صالح تحول ضريحه إلى مسجد للعبادة، وكذا باب الخضارين إحالة على حرفة بيع الخضر والفواكه، باب درب السلطان شمال المدينة العتيقة وبجوار المسجد الأعظم ويعتقد حسب بقية إفريز أن نفس الزقاق هو الذي كان يحتضن القصر المريني الذي بناه أبو يعقوب يوسف بتازة أواخر القرن السابع الهجري، وأخيرا من الأبواب الداخلية باب أحراش في نهاية سوق النجارين وبداية ساحة مولاي الحسن التي يعرفها أهل تازة بأحراش وهو باب قديم متواضع الحجم كأغلب أبواب تازة يتميز بقوس مبني من الآجور المخلوط بالصخر وقد قامت الجهات المعنية مؤخرا بإعادة تهيئته وتخطيط لوحته .
لابد في الأخير من التعرض ولو بعجالة في هذا السياق لمجال بعض الأبواب التي اندثرت لسبب أو لآخر ولم تعد في غالبها موجودة، رغم أنها لعبت أدوارا هامة في الماضي، نستدل على هذا ببعض الروايات الشفوية أو الصور القديمة ونذكر هنا، باب الشاوي وقد كانت موجودة داخل الأسوار العتيقة قرب باب الشريعة في الاتجاه الشرقي من جامع الأندلس، وكان يعلوه برجان كشأن العمران العسكري القروسطي، أحدهما شبه مفتوح بأبواب مقوسة والآخر برج كامل أطول من الأول ويرجح أنه كان مجاورا لباب الشريعة، ويبدو من إسمه أنه ارتبط بشخص يقال له الشاوي أو ربما عائلة بكاملها، ومن المحتمل أن سلطات الحماية هدمت هذا الباب .
هناك بوابة أخرى في حكم المنقرضة لكن أعيد بناؤها في سنة 2013 وهي باب الجمعة التحتية، والتي كانت ترتبط بباب الجمعة الفوقانية بطريق ضيق داخل الأسوار، ومن المرجح أن هذا الباب قديم أيضا لكن سلطات الحماية قامت بترميمه على أساس واحد من مداخل معسكر لاكروا Camps Lacroix والذي كان يمتد على طول المنحدر الشرقي لتازة العتيقة، كما يوجد حاليا باب حديث بني سنة 2013 أي في إطار نفس التهيئة وهو المشرف على سارع 03 مارس .
أشار البعض ومنهم القبطان فوانو Voinot إلى وجود باب في وسط السور الشمالي العتيق لتازة أي بين باب الريح وباب الجمعة في أسفل الهضبة، كان يسمى باب المعرة أو الميعارة وكما لا يخفى فالكلمة تدل على مقبرة يهودية، ولا تعدم هذه الإشارة دليلا مجاليا واضحا وهو افتراض مجاورة الباب إياه للمقبرة اليهودية سابقا ( قبل أن تنقل إلى فضاء المسعودية ) فضلا عن الجانب الشرقي من الحي اليهودي أي ملاح تازة وتشير دراسة معمارية صدرت سنة 2000 حول المدينة العتيقة بأنه في الأصل باب موحدي وبخلاف ما ذهب إليه فوانو فإن الدراسة وضعت موقع هذا الباب في زاوية حي الجامع الكبير أي إلى الشمال قليلا من الموقع الذي حدده فوانو، الأهم في كل هذا أن البوابة كانت موجودة، ولم ترد للأسف في الصورالتي وصلتنا من الحماية، إذ يرجح أنها اختفت قبل تاريخ دخول الجيش الفرنسي إلى تازة في ماي 1914، ولذا فهو يعد من الأبواب المندثرة بتازة .



#عبد_الإله_بسكمار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف انتقل اسطرلاب تازة من المغرب إلى إيطاليا ؟
- متى تتم إعادة فتح مغارة فريواطو بتازة ؟
- العودات بتازة بين البعدين التدجيلي والتطبيبي
- عن أسرة التازيين بفاس
- تاريخ تازة : أسرارملتبسة وبالجملة
- عن زمن الانتهازية والانتهازيين
- حول زمن الانتهازية والانتهازيين
- إضاءات جديدة حول الرتاث التازي : نمذج العلامة علي بن بري
- بعض مظاهر الصراع من خلال الإشكالية المائية بتازة
- بيان إلى الرأي العام الوطني : الفساد قي قطاع الصحة بركة في ب ...
- معركة غزة ضمن مسار صراع تاريخي
- الزلازل في المغرب بين التفسيرالقدري والبعد المأساوي
- جوانب من تاريخ مكناسة تازة
- في سبيل الرقي بالعمل الثقافي لجماعة مكناسة الغربية / تازة
- الجمعية المغربية لحقوق الإنسان تحتج على فساد وانهيار المنظوم ...
- من إشكالات المجتمع المدني بتازة
- معرض دولي للكتاب أم بهرجة ثقافية ؟
- تخريب إجرامي يهدد البيئة الطبيعية والتضاريسية بتازة
- ما معنى موسم تقطير الزهر وما قيمته ؟
- بين تردي الوضع الثقافي بتازة والآمال المعقودة على - العهد ال ...


المزيد.....




- الجثث تفحمت.. مصرع 9 أشخاص في احتراق -باص- يقل مسافرين وسط ا ...
- سوناك يتحدث عن شروط -مقبولة- لكييف ينبغي على أساسها -إحلال ا ...
- مصر.. الأرصاد تكشف حقيقة تعرض البلاد لموجة حر خلال أيام عيد ...
- مؤتمر سويسرا: تحقيق السلام في أوكرانيا يتطلب حوارا بين جميع ...
- انتقادات إسرائيلية وتفاصيل جديدة تتكشف بشأن عملية القسام برف ...
- بايدن يعود إلى الولايات المتحدة للتركيز على حملته بعد جولة د ...
- -فرقاطة إيرانية لم تستجب لنداء الاستغاثة-.. إخلاء طاقم سفينة ...
- عقبات أمام مقترح بايدن لوقف إطلاق النار في غزة
- انتقادات في صفوف ضباط الاحتياط بالجيش الإسرائيلي للقيادة
- ماذا جاء بمسودة البيان الختامي لقمة السلام الخاصة بأوكرانيا؟ ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبد الإله بسكمار - أبواب تاريخية بتازة بين الإصلاح والإهمال