مهدي عقبائي
مهدي عقبائي كاتب إيراني - عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية
(Mehdioghbai)
الحوار المتمدن-العدد: 8330 - 2025 / 5 / 2 - 00:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في يوم السبت 26 أبريل 2025، هز انفجار مدمر ميناء بندر عباس، أكبر الموانئ التجارية في إيران، مخلفًا مئات القتلى والجرحى. هذا الحادث المروع كشف عن جانب مظلم من سياسات النظام الإيراني، حيث أظهر كيف يتم استغلال هذا الميناء المدني لأغراض عسكرية خطيرة تحت إشراف الحرس الثوري. الميناء، الذي يُفترض أن يكون مركزًا اقتصاديًا لتلبية احتياجات الشعب الإيراني من المواد الأساسية، تحول إلى مستودع لتخزين مواد متفجرة تُستخدم في تصنيع الصواريخ.
دور الحرس الثوري في الكارثة
كشفت التحقيقات أن الانفجار نجم عن تخزين مادة كيميائية تُستخدم كوقود صلب للصواريخ الباليستية في قسم "باناغو ستار" بالميناء، الذي تديره شركة "سيناء" التابعة لمجموعة "سوبور هولدينغ". هذه المجموعة تعمل تحت إشراف وزارة الدفاع الإيرانية، التي يهيمن عليها الحرس الثوري. وجود مثل هذه المواد الخطرة في ميناء مدني يعكس مدى استهتار النظام بأرواح المواطنين، حيث كان يُفترض أن يُستخدم الميناء لتفريغ وتخزين المواد الأساسية للشعب، مثل السلع الغذائية والصناعية، وليس لتخزين مواد عسكرية تهدد الأمن العام.
لجنة الأمن ومكافحة الإرهاب في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية كانت من أوائل من كشف حقيقة ما جرى. أكدت أن الانفجار وقع داخل مستودع شركة "بناگستر"، التابعة لمجموعة "سبهر انرجي" التابعة بدورها لوزارة الدفاع. هذه الشركة كانت تحت العقوبات الأمريكية منذ نوفمبر 2023.
بعد الانفجار، سارع النظام إلى التعتيم الإعلامي، مدعيًا أن الحادث كان "محدودًا" ولم يتسبب في ضحايا، لكن الحقائق أظهرت عكس ذلك. فقد تحطمت نوافذ على بعد 15 ميلاً وقتل أشخاص على بعد نصف ميل من مركز الانفجار. بدلاً من تقديم الدعم للمصابين أو عائلات الضحايا، أرسل النظام قوات الحرس الثوري لمنع أي احتجاجات شعبية، خشية أن تتحول الكارثة إلى شرارة لانتفاضة جديدة، كما حدث في أحداث سابقة.
تداعيات إنسانية وسياسية
يأتي هذا الانفجار في وقت حساس للغاية، حيث يعاني النظام الإيراني من أزمات داخلية وإقليمية متفاقمة. اقتصاديًا، يعاني الشعب الإيراني من تدهور الأوضاع المعيشية، بينما يواجه النظام سقوط حلفائه في المنطقة، مثل النظام السوري والحوثيين في اليمن. في الوقت نفسه، تزداد التوترات الشعبية داخل إيران، التي شهدت تسع انتفاضات كبرى خلال السنوات الأخيرة طالبت بإسقاط النظام.
سياسيًا، يتزامن الانفجار مع مفاوضات نووية حساسة، مما يثير تساؤلات حول نوايا النظام. فبدلاً من السعي لحل سلمي، يواصل النظام استثمار موارده في برامج تسلحية تهدد الأمن الإقليمي والدولي، على حساب معاناة الشعب الإيراني. هذه الكارثة تُظهر بوضوح أن الحرس الثوري، بدعم مباشر من النظام، يضع أولوياته العسكرية فوق حياة المواطنين، مما يتطلب تحركًا دوليًا عاجلاً لمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم وضمان عدم تكرار مثل هذه الكوارث.
#مهدي_عقبائي (هاشتاغ)
Mehdioghbai#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟