أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - رعد بركات: لا غناء إلا للعراق














المزيد.....

رعد بركات: لا غناء إلا للعراق


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 8329 - 2025 / 5 / 1 - 14:11
المحور: الادب والفن
    


حيال أسئلة الحضور من جمهور المقهى الثقافي في لندن، بأنهم كانوا يترقبون غناء حيّا من الفنان العراقي رعد بركات القادم إليهم من الولايات المتحدة، لا أن يكتفي بعرض تجربته الموسيقية عبر فيديوهات، تساءل هذا الفنان “هل بينكم من يخبرنا لماذا نحن هنا؟”
كان يدرك الإجابة المريرة في الأمسية التي أقيمت أمس الأول وتفاعل معها جمهور الجالية العراقية والعربية بلندن، لكنه رد على الحضور بأقسى من أسئلتهم “لأن السفلة يحكمون العراق اليوم. فهل ينبغي عليّ أن أغني لعيون امرأة بديلا عن الغناء لشجاعة ثوار تشرين.”
الموسيقى مشروع إنساني بالنسبة لبركات، لذلك توقف عن الغناء منذ أكثر من ربع قرن إلا للعراق وحده. فانتقى قصائد مسكونة بوجع البلاد ليكون ملحنها ومغنيها ومنتجها في عمل فني وطني شجاع.
فعندما اختار قصيدة الشاعر محمد الطريحي “مَنْ للغريب” قد صنع لحنا مثقلا بالوجع في أداء يرقى بروح القصيدة: مَن للغريب إذا ما حن للوطنِ/ واشتاق للأهل للأحباب للسكنِ.
يرتفع بعدها صوت الشكوى وكأنه ظل كل الغرباء في هذا العالم: يشكو ويأمل لو شكواه يسمعها/ خيالكم لرأيتم أعجب الشجن/ مالي على البعد إلا طيفكم أملا/ آوي إليه إذا ما هزني وهني.
وهنا تبدو روح قصيدة الطريحي متوجة بصوت الأم من العالم الآخر، فكان على بركات أن يصنع جملته الموسيقية مثلما يجتهد بأداء يجمع كل أصوات الأمهات المترقبات: أمي معي ودعتني وهي قائلة/ إياك يا ابني تنساني مع الزمن.
كانت هذه القصيدة التي قدمها الفنان رعد بركات لجمهور المقهى الثقافي في لندن كنسخة تلفزيونية تعبّر عن روح مشروع حسبه الغناء للعراق وحده، وذلك حصل أيضا مع قصائد حامد الراوي ورعد رحمة السيفي وعبدالرزاق الربيعي وعدنان الصائغ وعارف الساعدي. قال بركات متهكما “أختار القصيدة وأعصر وجع العراقيين برمتهم في انتقاء الجملة الموسيقية في تلحينها وأغنيها وأصورها، من دون أن أدفع لنفسي أجرا!، ألا يكفي ذلك لأكون مخلصا لمشروعي في الغناء للوطن وحده، فلدينا ما يكفي من الغناء لعيون النساء وهجران الحبيبات.” كان هذا الكلام بمثابة إجابة على أسئلة الحاضرين الذين طالبوه بعدم الاكتفاء بالأغنية الوطنية.
رعد بركات من جيل ثمانيني في الموسيقى العراقية كان موهوبا، فنمّى تجربته في الدراسة بمعهد الفنون الجميلة مع أبناء جيله آنذاك الفنان قحطان العطار والملحن كريم هميم، لكنه اختار أن يكون خارج السائد عندما أراد أن يصنع أغنية عراقية مع آلات غربية، بعدما مهر العزف على آلة الكيتار. لم تكن التجربة مألوفة آنذاك باستثناء ما قدمه الفنان إلهام المدفعي وأغاني سيتا هوكبيان وبعض الألحان للفنان فاضل عواد، فالآلات الغربية مع موسيقى مثقلة بالتساؤلات العراقية الحزينة أمر محفوف بالمخاطر.
انطلق بركات في تجريب إعادة ألمع أغاني الخمسينات والستينات من بينها نص جبوري النجار ولحن عميد الغناء العراقي عباس جميل للفنانة وحيدة خليل “جاوين أهلنا”. اختار بركات موسيقى الفرانكو وأن يغيّر المناجاة إلى الأب بدل الأم وأن تشاركه في الغناء الصوت الأوبرالي أنيتا بنيامين في ثنائية مفاجئة للجمهور العراقي المتعود على أداء وحيدة خليل الريفي.
لكن هذه التجربة لم تكن مفاجأة للفنان عباس جميل “كما أخبرني حينها”، فلحن الأغنية كان من التعبيرية ما يجعل أي موسيقي يتفاعل معه بغض النظر عن النص. وبالفعل، سبق أن وزعت الأغنية نفسها بعزف أوركسترالي وقدمتها الفرقة السمفونية العراقية بمشاركة عازفين من دول غربية.
كرر التجربة في أغنية ناظم الغزالي الشهيرة “أحبك” التي لحنها ناظم نعيم، ولحن “أنت السبب” كلمات أمل سامي ولحنها الفنان وديع خوندة لمائدة نزهت. لكن رعد بركات لم يستطع مقاومة سياسة تسويقية لا تعبأ بالذائقة بقدر اهتمامها بالسوق.



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رصيد ياسمين بلقايد لا ينضب
- إعلام دولة رئيس الببغاء!
- تأنيث ضمير اللغة
- كاظم الساهر يعيد مجد أغنية الأمهات
- تغييب التلاوة البغدادية
- ألا تكفي خمس جوائز أوسكار!
- تدليس مفهوم الدولة عند نوري المالكي
- استحواذ على ملكيتنا الفكرية
- أوروبا الرجل الطيب أم المريض
- دمشق يا أخت بغداد
- بيرس مورغان مدير على نفسه
- نسخة ترامب2.0 تحرق السقف
- السياب في لندن
- أوبريت حمائم الإطار التنسيقي
- بشارة الخوري بمقام عراقي
- عندما كانت الرسائل شفاعة وجد
- سقوط صحافيين كبار!
- بيت العجائب
- صبا وحجاز عراقي
- البيت الشيعي اختراع مزيف


المزيد.....




- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - رعد بركات: لا غناء إلا للعراق