البيتزا توّحد البشر!

طلال الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 8326 - 2025 / 4 / 28 - 20:32
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    

كتب مشكورا السيد سمير آل طوق البحراني تعليقا على مقالتي
كذبة معاداة ايران للامبريالية!
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=866591
ونظرا لكون اجابتي طويلة بعض الشيء , ارتأيت نشرها كمقالة.
----
التعليق
سمير آل طوق البحراني
"لا عدواة دائمة ولا صداقة دائمة بل مصالح دائمة. عدو الامس صديق اليوم وصديق الامس عدو اليوم. اما الاديان هي وسيلة للسيطرة وادعان الضعفاء واستسلامها لان تشريعاتها تشريعات مطاطية ومن ضمنها ( درء المفاسد مقدم على نيل المصالح) و (الذي لا يقوم الواجب الا به فهو واجب) وبما ان الولي الفقيه هو الناطق الرسمي باسم الالاه فلا اعتراض على ما يصدر من فتاوى في هذا الشان.تعددت الاسباب والهدف واحد. سلام عليكم"
------
اجابتي:
السيد سمير آل طوق البحراني المحترم
كل الشكر على التعليق!
نعم ان المصالح تجعل من الشيطان الاكبر الآن طرفا يمكن التفاوض معه والوثوق به حتى انهم اصبحوا الآن يسمون ترامب "رئيس السلام".
https://www.instagram.com/reel/DI5Z5YxC6RG/?
igsh=cnpteWU3MnBhaWdv

والولي الفقيه هو -ظل الله على الارض- على حد تعبير سكرتير حزب توده. ولكن اي الله او رب هذا الذي المرشد الاعلى هو ظله؟ لا بد انه الله الامبريالية التي تثق به الولايات المتحدة بدلالة عبارتها التي يحملها الدولار
In God We Trust
-في الله نثق-
وهذا الرب هو الذي ظهر في الحلم لبوش الابن واملى عليه او لربما توسل اليه بغزو العراق فغزا بوش المؤمن العراق الذي سبب في قتل وجرح وتشريد مئات الالوف من العراقيين ان لم يكن اكثر. واطراف العملية السياسية في العراق -المباركة من قبل رب بوش, من اسلاميين واقطاعيين وقوميين وشيوعيين من دعاة الديموقراطية والتجديد, صدقوا بالطبع هذا الحلم (لا بد انهم لم يقرؤا فرويد او حتى لم يسمعوا عنه!؟) واعتبروه نعمة الاهية لتحقيق جنة الراسمالية في العراق على حد تعبير مجلة الرأسمالية العالمية, الايكونوميست.
Let s all go to the yard sale
If it all works out, Iraq will be a capitalist s dream
https://www.economist.com/middle-east-and-africa/2003/09/25/lets-all-go-to-the-yard-sale
والجنة الموعودة في العراق اثبتت نبؤة الشاعر العظيم ميلتون انها اسوء من الجنة المفقودة.

وشيوعيوننا الديموقراطيون المجددون جعلوا, مع الآخرين, من بول بربمر رئيسا لهم. وهذا البريمر ليس فقط لصا دوليا, ولكنه ايضا اغلق آلاف المصانع ورمى نصف مليون عامل على قارعة الطريق, وكما يشرح يوسف بكر بأسهاب
GLOBAL CAPITALISM AND IRAQ: THE MAKING OF A NEOLIBERAL STATE
Yousef K. Baker
https://www.jstor.org/stable/43499905?seq=1
او آخرون مثل روبرت لوني
Neoliberalism In a Conflict State: The Viability of Economic
Shock Therapy in Iraq
Strategic Insights, Volume III, Issue 6 (June 2004)
by Robert Looney
https://apps.dtic.mil/dtic/tr/fulltext/u2/a521633.pdf

وشيوعيو الديموقراطية والتجديد يذكرونني بالمجدد الاكبر غورباتشوف الذي اشترك في عام 1998 في فيلم دعائي للبيتزا والكورس فيه يقول ان -البيتزا تقرب البشر-.
https://en.wikipedia.org/wiki/Mikhail_Gorbachev_Pizza_Hut_commercial#/media/File:Mikhail_Gorbachev_in_the_Pizza_Hut_commercial,_November_1997.png
ونفس الشيء سبق لترامب فعله في عام 1995. ويبدو فعلا ان البيتزا تقرّب البشر فهي قربت بين شيوعيين وامبرياليين فوحدتهم في كتلة واحدة رسولها الوفاق ونشيدها تغريدة طائر الحب!

ونحن نتساءل ما فائدة وجود حزب شيوعي ترأسه بريمر الذي القى بعمال العراق على قارعة الطريق؟ اي حزب لطبقة عاملة قضى عليها بريمر على بكرة ابيها؟ ولكن المهم عندهم, كما يبدو, هو الشعار وليس الواقع الذي يكّذب الشعار!

إنها الإمبريالية الجديدة التي تحكم بشكل لا مباشر وعن طريق أعوانها في الداخل. الامبربالية العالمية تستغل وتستخدم كل الظواهر, بضمنها الدينية, لنشر سرطانها الخبيث.

ولكن ببدو ان سادية الله الامبريالي اكثر بما لا يقاس من سلفه الذي امر ابراهيم بذبح ابنه وثم استعيض عن الابن بعجل! لانه في هذه الحالة لم يحصل الذبح في حين ان الله الامبربالية الذي ظهر لبوش في الحلم سبب في مقتل وجرح مئات الالوف. انه الله االامبريالية ايضا بدلالة ظهوره في حلم زعيم الامبريالية بوش بدل بابوات و قديسي الفاتيكان مثلا!؟

و Mark Twain يقول في كتابه -امبريالية الله-
they ask god as a murderer....And this god could not be the
god of the bibel.
-انهم يسألون الله كقاتل. والله هذا لا يمكن ان يكون الله الانجيل.-
١ذن ان كل عصر, اقطاعي او امبريالي, يخلق فيه الناس نسختهم من الله ١لذي يفتح لهم ابواب الجنة في الدنيا قبل الاخرة.

ويقول توين ان الامبرياليين واعدائهم يحاربون بعضهم البعض باستخدام النصوص الدينية لتبرير افعالهم واسناد حججهم.
With the -War Prayer-, Twain paid homage to the one of the most neglected elements of the war of 1896 and the struggle between imperialists and anti-imperialists, that all players framed theory arguments with the religious rhetoric
Gods Imperialism
https://escholarship.org/uc/item/7vp0q907#page-1

ويبدو ايضا ان الامبرياليين لديهم خط ساخن مع الله من دون البشر فيستدعونه متى ما شاؤوا في احلامهم, هو لا يملك الا ان يمتثل لدعواتهم. ويظهر ١ن ما قاله سبينوزا او هيغل او اينشتاين ان الله قد تقاعد بعد خلقه الكون امر خاطيء. ولكنهم لربما ايضا مصيبون, فالله المتقاعد الذي يمتثل لاستدعاء بوش, بعرف منطق الرأسمال, صنو لله الكسيح!

ومحكمة فيديرالية امريكية اتهمت ايران بتدبير الهجوم على مركز التجارة العالمي في 9.11 عام 2001 وطالبت ايران بدفع مليارات من الدولارت كتعويض عن الهجوم. فلماذا هاجمت امريكا العراق واحتلته اذا كانت ايران هي المسؤولة بزعمهم وليس العراق؟ لا بد ان المعتوه راعي البقر التكساني بوش لم يفرق بين
Iraq و Iran
لان الفرق بين الاثنين حرف واحد لا اكثر!
Federal Court Orders Iran to Pay Billions to Families of 9/11 Victims
http://www.complex.com/life/2018/05/federal-court-orders-iran-to-pay-billions-to-families-of-9-11-victims

مع وافر تحياتي

#طلال_الربيعي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين