أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فارس التميمي - بؤس أمة بادت، ولم تدرك، أنها بادت!














المزيد.....

بؤس أمة بادت، ولم تدرك، أنها بادت!


فارس التميمي
كاتب

(Faris Al-timimi)


الحوار المتمدن-العدد: 8317 - 2025 / 4 / 19 - 01:30
المحور: الادب والفن
    


الموسيقى الرائعة التي نستمع لها بإنصات واستمتاع، وهدوء ومتابعة لحركاتها وإيقاعاتها الهادئة المنسابة أحيانا، والمتصاعدة بقوة وعنفوان أحيانا أخرى، ومثلها تلك الموسيقى الساحرة الحالمة مع أحلام الرقص التي كانت تعشقها النساء في العصور الخوالي، كلها أبدعها أناس في العالم الأوربي بداية منذ ما يزيد عن أربعة قرون، في دول كانت قد بلغت درجة عالية مما عرفناه بأنه الرقي المدني، الذي حلّ في معظم بقاع أوروبا بصورة عامة والغربية منها بصورة خاصة، وعلى وجه الخصوص في ألمانيا/النمسا وإيطاليا وفرنسا وفي عصور أكثر حداثة في روسيا القيصرية وهنغاريا وجيكوسلوفاكيا وإسبانيا، وأصبحت بشكل أو بآخر أشبه ما تكون بموروث توارثته الأجيال في نفس تلك الدول، ومن ثم انتشر هذا الموروث لدول العالم أجمع، بعد أن أصبحت الموسيقى لغة يفهمها ويستأنس بها الجميع، لغة لم تعد تتوقف عند نقاط الحدود الجغرافية للبلدان.
تلك اللغة لم يبدعها شعب بأسره ولوحده من شعوب المنطقة، ولم تكن يوما في ذلك العصر مما يتسنى للشعوب أن تسمعها، فلم تكن هناك وسائل تسجيل يمكن نشر الموسيقى عن طريقها، وكان من يرغب في الاستماع لها مضطرا أن يحضر حفلا خاصا لأوبرا مسرحية، أو لعزف مقطوعات معينة.
لقد كانت موسيقى يبدعها نخبة من المبدعين، لكي تستأنس وترتاح لسماعها الطبقة الغنية القادرة على دفع تكاليف الحضور والتي تسمى الطبقة الحاكمة/ المتنفذة أو الراقية! فأصبحت تلك الموسيقى اللغة التي يتعامل بها الأغنياء، وربما يُقاس مقدار قوتهم وقدراتهم المالية من خلال اهتمامهم بها وما نتج عنها من مسرح، ورقص وغناء وأوبرا.
لم يكن المبدعون الموسيقيون آنذاك غير أناس برعوا في فنهم مثلما برع من قبلهم الرسّامون، والذين بنفس الشكل والطريقة اعتمدوا في إبداعهم على تلك الطبقات الحاكمة نفسها ولتلبية رغباتها، فالرسّامون لم يكونوا يبدعون في رسومهم إلا لكسر كل ما يتحدى قدراتهم الإبداعية، لكي يحصلوا في النهاية على المكافأة التي ينالونها من أغنياء عصرهم. فلولا المال والأغنياء المترفين الذين يبحثون عما يؤنسهم في عالم لم يكن فيه إلّا القليل مما يؤنس النفس، ولولا المكافأة التي تنتظر المبدع، ما نتج هذا النجاح الذي أصبح عنوانا كبيرا من عناوين التراث العالمي.
وعندما ندقق النظر في تاريخ الإنسانية نجد أن لكل حدث ومتغير أسس ودوافع، وأن الأحداث والمتغيرات دائما تأتي بعد معاناة وحاجة عامة تفتح الطريق للعقول القادرة على الإبداع والتطوير، وهذا طبعا يشمل كل الاكتشافات التي توصل لها الإنسان على مستوى مختلف العلوم، التي نعيش اليوم في ظلالها وفي حمايتها، ولا يمكن، أو بالأحرى لا يجوز الاستخفاف بأي من الأسس التي دفعت لأي اكتشاف وتطوير فني أو علمي، لأنه يمثل واقع ما حدث وما أوصل البشرية إلى معرفة أو تطوير أي من الفنون والعلوم التي نعرفها اليوم.
لم يكن التطوير سهلا في كل الأحوال، وكانت الدوافع له قوية وصلبة وجادّة، وصاحَبَها أمر آخر لم يكن قليل أثره، وذلك هو حب الحياة، وحب البهجة والاستمتاع بها بعنوان أنها هي ما يعيشه الإنسان، ناسيا أو متناسيا أي احتمال وأي كينونة سيكون حاله عليه عند مغادرة هذه الحياة، فالمغادرة هي بالتأكيد للمجهول، وليس هناك من يجرؤ على مخالفة ذلك غير من يحب المخالفة من غير علم ولا دليل!
وهنا يأتي مقام ما نحن فيه وأين يمكن أن نكون في تاريخ الإبداع والقدرة على خلقه في مجتمعنا، الذي تمكنت منه القوى التي كانت تدفع لتلبية متطلبات الالتزام بتعاليم ومفاهيم ما وراء الطبيعة، والتي كانت القوة التي تقمع كل ما له علاقة بالفن، ومعظم إن لم يكن جميع العلوم التطبيقية، وما نعرفه مما قد تم توثيقه وعرفه العالم الآخر من إبداع الكثيرين من علماء الأمة التي بادت، إلّا ما قد وافاه الحظ في أن يفلت من أيدى أرباب الكهنوت الذين كان لهم سطوة على الحكام لدرجة تجعلهم متصدرين لأدوات القمع!



#فارس_التميمي (هاشتاغ)       Faris_Al-timimi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجولاني وتجديد الخطاب الديني
- فوضى الطبيعة
- دور العراقيين في تكوين التوراة
- نحن والتكنولوجيا
- حقيقة التطور
- الرقص مع الطغاة...!
- برد العجوز
- نحن والطبيعة
- خواطر
- سرقة المبادئ،، أكبر السرقات في التاريخ
- الموت.... الحقيقة الكونية الوحيدة
- الموت... الحقيقة الكونية الوحيدة
- الإنسان وتشريعه للسرقة
- مقالة عن صدور كتاب -فوبيا المقدس- تأليف مصطفى العمري
- فنانو هوليوود والرياضيون يحكمون العالم
- رد على خطبة الأب المكرم ثيودورس داود
- القطيعة مع التأريخ
- المرجعية.... وشر البلية ما يضحك
- محطات ما بعد الخمسين من العمر (3) الحلقة الثالثة والأخيرة
- محطات ما بعد الخمسين من العمر (2) الحلقة الثانية


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فارس التميمي - بؤس أمة بادت، ولم تدرك، أنها بادت!