أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادورد ميرزا - إن اميركا قادرة.. إن ارادت ذلك















المزيد.....

إن اميركا قادرة.. إن ارادت ذلك


ادورد ميرزا

الحوار المتمدن-العدد: 1802 - 2007 / 1 / 21 - 12:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الآن ، وبعد اربع سنوات من الحرب الطاحنة والطائشة والتي قادتها اميركا على العراق , يطل علينا قادتها وعلى رأسهم بوش والبرايت ورايس وجوزيف وهيلاري وآخرين الى جانب مجموعة أخرى من اعضاء الكونكرس الأمريكي , ليعلنوا في جلسة استماع لشهود عقدها مجلس الكونكرس ...ان الحرب كانت غير ناجحة ولم تحقق اهدافها , وانها قامت استنادا لمعلومات غير دقيقة كانت قد سربت لهم من خلال بعض من قيادات المعارضة العراقية حول خطورة نظام الحكم في العراق على سلامة الأمن الوطني والإقليمي والدولي .
كما اعلنوا ايضا عدم رضاهم على اداء كل الحكومات التي ساندوها منذ حكومة بريمر, الى آخرها وهي حكومة المالكي حيث وصفوها { بعدم النضج } بسبب أخطائها الكثيرة وعدم كفاءتها وقدرتها في إدارة االبلد , فبعد اربع سنوات من دمار وفساد ودماء وجرائم بشعة مارستها ميليشيات دول الجوار وغيرها من المجموعات الإرهابية امثال الزرقاوي وغيرها , بعد كل هذه الفوضى يصحى قادة هذه الحرب فيعلنون انهم اكتشفوا تورط بعض من اعضاء الحكومة في اعمال العنف , وتعاونهم مع ايران مدعين انهم انهم توصلوا الى معلومات اكيدة بان ايران متورطة فعليا في زعزعة الأمن في العراق ويجب منعها ومعاقبة من يتعاون معها ... !
كما يصرّح آخرون ..ان مشهد عملية تنفيذ عقوبة الإعدام التي صدرت بحق صدام حسين , لم تكن لائقة ولا حضارية بل دلت على وجود نفس طائفي ثأري متفشي في اجهزة الحكومة سيعيق بناء الديمقراطية في العراق ..
لكن العراقيون يعتقدون ان اميركا { بهلوان } حيث تتعامل مع جميع التنظيمات والتكتلات والأحزاب والتيارات وفقا لسير الأحداث اليومية والتي تخدم مصالها فقط وفقط ..بمعنى ان سلامتها مرتبطة بتغيير اماكن سكناها !!

ان قادة اميركا اعلنوا انهم بصدد اعادة النظر في خططهم اتجاه العراق وانهم ماضون للقضاء على المفسدين واعادة العراق الى سابق عهده آمنا ومستقرا , هذا ما فهمناه , لكن ابناء العراق المخلصين العراقيون لا يصدقون ذلك , فالذين هُدمت بيوتهم ودمرت كنائسهم ومساجدهم على رؤوسهم , والذين ذُبحوا واغتصبوا ابناءهم وبناتهم امام اعينهم , والذين هجروا اهاليهم واصدقائهم على الهوية , ينظرون الى هكذا اعلانات على انها { ضحك على الذقون } , وان { قادة الحرب} لا يملكون المصداقية فهم تعودوا على التلاعب والنفاق السياسي في تنفيذ سياساتهم , فتارة تراهم مع اعداءنا وتارة مع اصدقاءنا .

لكننا والحق يقال لسنا حاجة بنا الى التشكيك في الدور الأمريكي في بناء بعض الأنظمة الديمقراطية , على طول الخط , لأن اميركا وكما هو معلوم انتصرت في الحرب العالمية الاولى عام 1917وتعاونت مع بريطانيا في الحرب العالمية الثانية , كما انها انتصرت في الحرب الباردة التي كانت قد اشتعلت مع المعسكر الشيوعي قبل سنوات , كل تلك الإنتصارات ادت الى ارساء اسس لقيام دول بانظمة ديمقراطية تحترم شعوبها , والتأريخ اثبت ان الشعب الألماني والياباني والصيني .. بل ان غالبية شعوب الدول التي شاركت اميركا في الحرب وحتى التي خسرت مثل الشعب الروسي والشعب التايواني ومن جاورهم قد بنوا دولهم على اساس المشاركة الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان في الحياة والإنتماء العقائدي , لا بل اصبحوا من اولى الدول الصناعية المتحظرة ! وهذا يحسب لصالح اميركا طبعاً .

ان هذه الحرب الخطأ لم تحقق اهدافها كما روج لها ، وما دام انها قامت فيمكن اعتبار ان جانبا منها كان من اجل القضاء على الدكتاتورية واقامة الحرية والسلام , وهذا صحيح , لكنها في جوانبها الأخرى قد اخفقت بسبب الفساد في ادارة العملية السياسية , حيث تم الإعتماد في التعيين لحكم العراق على قادة غير اكفاء ذو ايدلوجيات طائفية ومذهبية , مما نتج عن ذلك عنف طائفي ادى الى مقتل وتهجير الالاف من العراقيين , ولهذا فعلى اميركا اليوم وعمليا ان تقف مع المخلصين الوطنيين العراقيين اولا وان تقنع شعوب الشرق الاوسط وخاصة شعوب المنطقة العربية , بانها اخطأت وسوف تصحح ذلك وتعمل على بناء دولة عراقية ديمقراطية وشعبية يشارك في بناءها كل العراقيين دون استثناء بعيدا عن تسلط النظم الطائفية او الدكتاتورية ، ولا شك ان هذا سيتطلب وقتا وسيكون صعبا , الا ان اميركا وبعد اعلان رئيسها السيد بوش ستراتيجيته الجديدة وبعد ان استمع العراقيون الى بعض من قادة اميركا وتصريحاتهم الإيجابية نحو العراق , وبعد ان تكشف لهم ان هناك من يريد استمرار العنف في العراق لمصالح طائفية وعنصرية مقيتة , نقول لقادة اميركا ولا ادري من سيوصل لها صوتنا ......
ان كنتم صادقين في تصريحاتكم وان كنتم راغبين في ان يقوم العراقيين الأصلاء ببناء دولتهم وارساء الديمقراطية فيها واقامة نظام يحترم شعبه ويكون ايجابيا مع دول الجوار والعالم , نظاما يقف معكم في الحرب ضد الإرهاب وضد الدكتاتورية , فان ذلك يلزمكم بتنفيذ ما يلي ...

أولا .. تخليص العراق من التدخل الفارسي ومجموعة الحاكمين المتعاونين معه في العراق .

ثانيا .. اناطة مسؤولية ادارة الدولة بعراقيين أصلاء معروفين اكفاء مستقلين .

وهذا يتطلب قيام اميركا بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة ومع الجامعة العربية بدعوة العراقيين من اصحاب الكفاءة من المستقلين والمشهود لهم بالنزاهة والشفافية الى مؤتمر دولي يعقد لغرض انقاذ العراق ثم التنسيق لتعيين قيادة عراقية جديدة مستقلة قادرة لحكم العراق تمهيدا لإجراء الإنتخابات في وقت لاحق .

ختاما نقول لقادة الحرب ..بما انكم تواقون لرؤية عراق مستقر , ندعوكم للوقوف ولو مرة مع المصداقية ..ونذكركم فقط لمشاهدة ما يجري في العراق من قتل وذبح لجنودكم ولأبناء العراق , حيث يبدُ ان اقماركم الصناعية غير فاعلة لرصد مصادر اطلاق الهاونات وتفجير المفخخات , ولا ترصد ما يحدث على الأرض من تحركات مشبوهة , كما نذكرم بالعودة لمشاهدة شهادات قادتكم امام الكونكرس الأخيرة وحديثهم حول اخطاء حربكم الغير ناجحة على العراق , الا تقرؤون بحوث مراكزكم الستراتيجية حول فشلكم في العراق وضرورة اعادة النظر باختياراتكم .
العراقيون ينتظرون منكم , تطبيق القول بالفعل .. فهل سيشهد العراقيون تغييرا جذريا لسياستكم في العراق , وهل سيشهد العراقيون تطهير بلدهم من الإرهابيين والطائفيين الحاقدين , وظهور حكومة عراقية نزيهة لا قومية عنصرية ولا طائفية متطرفة تتجول في مدنهم وقراهم للسؤال عن احوال شعبهم , واخيرا هل ستهنئ شعوب منطقة الخليج العربي بنوم هادئ بعيدا عن رعب وارهاب ايران الفكري والنووي .....
ان اميركا قادرة ان ارادت ذلك .... نعم انها قادرة على كل شئ !



#ادورد_ميرزا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخلل في ستراتيجيات بوش
- *{ بلاد آشور }* احتلتها ومزقتها الطائفية والشاهد عليها { هكا ...
- الغزو الأمريكي أعدم العراق قبل ان يُعدم صدام
- لكي لا تُخلط الأوراق في العراق
- دعوة مخلصة لإحلال السلام في العراق
- كيف تُحل عقدة العراق ؟
- وسائل الإعلام العراقي التي ترفض الطائفية .... في خطر
- خطاب حكومة المالكي بحاجة الى تغيير
- هكذا تطورت اوروبا
- حُكم العراق بحاجة الى رجال بعقول جديدة متحضرة
- السابع من آب يوم الشهيد الأشوري .. ما زال حزينا
- في واشنطن .. تكلم المالكي وبقى العراق ساكتاً
- المشاريع الأمريكية والأشوريون
- الخيانة والغدر.. ليس مرضاً مستعصياً
- معممين وغير معممين ، اشكال بعضهم ترعب اطفالنا
- حكّموا ضمائركم .. فانهم لا يستحقون المديح
- الإنتماء الديني أساسه حب الوطن
- أنا لا اعتقد ان العراق في مهب الريح ؟
- سلامة العراق بين حكم الأغبياء وحكم العقلاء
- رياض حمامة ..... أنت الفاضل والأحسن


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادورد ميرزا - إن اميركا قادرة.. إن ارادت ذلك