أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سوزان ئاميدي - طبول الحرب في زمن الحوار: الكورد والعراق في مرمى الجغرافيا والمصالح الإقليمية















المزيد.....

طبول الحرب في زمن الحوار: الكورد والعراق في مرمى الجغرافيا والمصالح الإقليمية


سوزان ئاميدي

الحوار المتمدن-العدد: 8311 - 2025 / 4 / 13 - 20:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في ظل المباحثات الجارية بين إيران والولايات المتحدة، يعود إلى الواجهة سؤال وجودي في العلاقات الدولية: متى يصبح إعلان الحرب ضرورة حتمية؟ وهل يمكن أن يكون الخيار العسكري، رغم كلفته، أهون من ترك الأمور تتدهور دون حسم؟ هذا السؤال يأخذ بعداً أعمق عندما ننظر إلى خارطة التوازنات في المنطقة، وخاصة في ظل الأطراف المتداخلة مثل الكورد والعراق، الذين غالباً ما يكونون أول المتأثرين، وأقل من يُحسب له حساب في رسم السياسات الكبرى.
بينما تتصاعد التوترات في المنطقة، يظل السؤال الأهم مطروحاً : هل يصل الأمر إلى حد إعلان الحرب؟ وفي هذا السياق، يتزايد الجدل حول شرعية هذا الخيار العسكري في مواجهة تعقيدات الوضع الراهن. إعلان الحرب: متى يصبح شرعياً؟
في القانون الدولي، لا يُسمح باستخدام القوة إلا في حالتين: الدفاع عن النفس، أو بقرار من مجلس الأمن. لكن على الأرض، لا تحسم القوانين وحدها المشهد،
بل تفرض الوقائع والمعطيات حضورها القسري، فهناك لحظات تاريخية تتكثف فيها مؤشرات الخطر، بحيث تُصبح الحرب، رغم بشاعتها، أهون الشرّين.
مع ذلك، لا بد أن تبقى الحرب آخر الدواء، يُلجأ إليها فقط بعد استنفاد كل أدوات الردع والحوار، ومع التأكد من أن كل البدائل قد فشلت، وأن الأمن القومي في مهب الريح.
وبعد أن تناولنا شرعية الحرب والأسباب التي قد تجعلها ضرورية، لا بد من النظر في الأطراف المتأثرة مباشرة بالصراع المحتمل. فما هو دور الكورد في هذه المعادلة، وهل هم في موقع الأمل بالتغيير أم في مواجهة المخاطر التي قد تلاحقهم في ظل هذه التوترات
أ- كورد العراق
1- لديهم تجربة سابقة في التعاون مع التحالف الدولي ضد داعش.
2- قد يُنظر إليهم كشريك، لكنهم عرضة لرد إيراني محتمل، خصوصاً إذا استُخدمت أراضيهم في أي عمل عسكري.
3- الأغلب أنهم سينتهجون سياسة التوازن الحذر، ما بين التنسيق مع الغرب، ومحاولة تجنب استعداء إيران.
ب -كورد إيران
1- يرون في أي فوضى فرصة للتحرر، لكن النظام الإيراني لن يتسامح مع أي تمرد.
2- قد يُستغل وجودهم كورقة ضغط، لا كقضية تحرر مستقلة.
3- هم أول من سيدفع الثمن إذا اشتعل الداخل الإيراني.
ج -كورد سوريا
4- لديهم بنية عسكرية وتنظيمية قوية نسبياً (قسد).
5- قد يحاولون التفاوض مع الأطراف الكبرى لتثبيت مكاسبهم، لكنهم مهددون من عدة جهات: إيران، النظام السوري، وتركيا.
6- على الأرجح سيتجنبون الدخول المباشر في الحرب إلا بضمانات قوية.
د -كورد تركيا
1- سيكونون تحت ضغط أمني متزايد، مع استغلال أنقرة لأي فوضى لتصفية خصومها الكورد.
2- من غير المرجح أن يكون لهم دور فاعل في الصراع، لكنهم سيدفعون ثمنه سياسياً وأمنياً.
خلاصة وضع الكورد: هم ما بين ورقة في الصراع وضحية له، ويصعب أن يكون لهم صوت مستقل ما لم تكن هناك نية دولية صادقة لحمايتهم أو دعمهم.
وبينما يستمر الكورد في لعب دورٍ مهم في الصراع الإقليمي، لا يمكن إغفال تأثير العراق كدولة محورية في هذا السياق. فما هو حال العراق في مواجهة هذه الأزمات؟ وكيف سيؤثر الانقسام السياسي والتدهور الأمني على مستقبله في حال اندلاع الصراع ؟
العراق، سيظل في عين العاصفة، حيث تتفاقم أزماته السياسية الداخلية، ويتعمق الانقسام بين القوى المختلفة، مما يضعه في مهب الريح. فيما يلي بعض من أبرز ملامح هذا الانقسام:
1- فصائل الحشد الموالية لإيران قد تدخل المعركة تلقائياً.
2- الحكومة المركزية ستكون في موقف معقّد، تحاول الحفاظ على التوازن بين واشنطن وطهران.
3- الشارع العراقي منقسم، بين من يرفض إيران، ومن يرى في أمريكا مصدر التهديد الحقيقي.
اما من حيث التدهور الأمني وكما يلي:
1- للاغتيالات والتفجيرات، واستهداف للمصالح الأجنبية.
2- خطر فراغ أمني في مناطق عدة، خاصة إذا انسحبت بعض القوات أو تغيّرت أولوياتها.
3- إمكانية عودة داعش مستغلاً الفوضى وغياب التنسيق.
أما في المجال الاقتصادي وكما يلي :
1- في ظل اعتماد العراق على إيران في ملف الطاقة، فإن أي تصعيد عسكري سيفاقم أزمة الكهرباء، ويفتح الباب أمام انهيار اقتصادي أوسع نطاقاً.
2- ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمحروقات، وانهيار الاستثمارات الأجنبية.
3- احتمال تراجع عائدات النفط بسبب اضطرابات الخليج، مما يؤدي إلى أزمة مالية.
وفيما يتعلق بالسيادة الوطنية وكما يلي :
1- الفصائل قد تستغل الوضع لفرض واقع جديد على الأرض.
2- احتمالية تدويل الملف العراقي تحت ذريعة حماية الاستقرار .
3- تقاسم نفوذ فعلي بين جهات داخلية وخارجية، يضعف الدولة أكثر.
وفيما تتداخل مصالح الكورد والعراق مع تحولات الصراع الإقليمي، يبقى الموقف الدولي مفتاحاً لحل هذه الأزمات أو تعميقها. كيف يتعامل المجتمع الدولي مع هذا التصعيد، وهل يستطيع أن يحدد ملامح الحل أم سيظل مائلاً إلى الردع والتصعيد على حساب الاستقرار؟
فرغم التوتر المتصاعد، لا يبدو أن المجتمع الدولي على قلب رجل واحد في موقفه من إعلان الحرب على إيران وكما يلي :𔆑- الولايات المتحدة تميل إلى الضغط السياسي والعقوبات، وتستخدم التهديد بالحرب كأداة ردع، لا كخيار مفضل.𔆒- الاتحاد الأوروبي يعارض أي عمل عسكري، ويدفع باتجاه إحياء الاتفاق النووي والحوار.𔆓- روسيا والصين تعارضان بشدة أي تدخل عسكري في إيران، وتعتبرانه تهديداً لاستقرار المنطقة ومصالحهما الاستراتيجية.𔆔- أما في المنطقة، فهناك انقسام واضح بين دول ترى في إيران خطراً مباشراً، وأخرى تخشى من تبعات الحرب أكثر من إيران نفسها.
هذا الانقسام الدولي يعقّد فرص إعلان حرب مباشرة، لكنه لا يلغي احتمال نشوب صراع بالوكالة أو ضربات محدودة تحت غطاء الردع الوقائي.

واخيراً، وليس اخراً، إعلان الحرب ليس قراراً تُقرّره العواطف أو الشعارات، بل تُمليه المعطيات والوقائع. وفي منطقة كالشرق الأوسط، كل رصاصة تُطلق قد تُشعل حرائق لا تنطفئ لعقود. أما الكورد، فهم بين أمل الاستفادة من التغيّرات، ومخاوف أن يكونوا أول من يُضحّى به. والعراق، هذا الجار الذي يعاني من تراكم الأزمات الجغرافية والسياسية، سيبقى في واجهة كل صراع طالما لم تُبْنَ دولته على أسس السيادة والحياد الحقيقي.
وهنا ارى على الحكومة الاتحادية العراقية أن تتعامل مع تحديات الداخل بنظرة وطنية شاملة، تُعلي من قيمة المواطنة على حساب الانقسامات الطائفية أو الولاءات الإقليمية. فاستقرار العراق يتطلب تجاوز الصراعات بين مكوناته، سواء بين العرب (شيعة وسنة) أو في العلاقة مع الكورد. وفي هذا الإطار، فإن احترام النظام الفيدرالي، وضمان حقوق إقليم كوردستان وفق الدستور، يُعدّان حجر الزاوية في بناء عراق متماسك ومستقر ،كما أن ترسيخ الولاء الوطني الجامع، بديلاً عن الارتهان لمحاور الخارج، هو الطريق الحقيقي نحو السيادة والاستقرار.



#سوزان_ئاميدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حيازة السلاح النووي: خيار استراتيجي أم تعبير عن الخوف؟
- الثروات الطبيعية الكوردية وحقوق الشعوب: بين الصراعات السياسي ...
- كيف يقول الفرد بثقة: ها أنا ذا ؟
- الإعلام الشوفيني يصف الفيدرالية بالتقسيم لتبرير المركزية الش ...
- ‎التقارب الكوردي-التركي: هل يمهد النفط لحلول سياسية جديدة ؟
- إلى القيادات الكوردية في سوريا
- سياسة ترامب في المنطقه تتوضح من خلال كابينته
- مستقبل سوريا على المدى -القريب-
- هل بدأ إسدال الستار على حكم بشار الأسد ؟
- ماذا بعد فوز حزب العمال البريطاني ؟
- تحطم المروحية الرئاسية حادث طبيعي أم مفتعل
- في ذكرى مرور 126 عام على الصحافة الكوردية
- الوعي القومي الكوردي عند الشباب
- قرار الحظر الجوي والبري المسلح على إقليم كوردستان العراق
- هكذا هي نتائج أي مؤامرة على إقليم كوردستان
- مستقبل غزة السياسي والعسكري
- حرب غزة مؤامرة ايرانية بمباركة نتنياهو
- الأنظمة العراقية تتنازل عن سيادتها وثرواتها ودماء شعبها لضرب ...
- الخيار بين إحترام أسس الفيدراليه الديمقراطيه والوحده الوطنيه ...
- حرية التعبير


المزيد.....




- تفاصيل لأول مرة.. الجيش الهندي يقر بسقوط طائرات بقتال باكستا ...
- مقهى ريفي يحصد ملايين المشاهدات على -تيك توك- ويشهد إقبالًا ...
- أجسام غامضة على بارجة كوريا الشمالية المنكوبة ترصدها أقمار ص ...
- كيف يمكن لوالدين جدد أن يربيا أطفالهما بأسلوب مغاير لما نشآ ...
- دول الخليج العربية ـ منطقة جذب للشركات العالمية أم مجرد ملاذ ...
- انهيار جسر لحظة مرور قطار شحن عبره في مقاطعة كورسك الروسية ( ...
- طهران: سنرد على استغلال سعة صدرنا في الملف النووي
- كالاس: -الحب القاسي- لترامب أفضل من عدم وجوده
- نائب روسي: تفجير جسر بريانسك يؤكد سيطرة جماعة إرهابية على أو ...
- بن غفير رافضا مقترح ويتكوف: الحل في غزة بالقتل لا بالتفاوض


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سوزان ئاميدي - طبول الحرب في زمن الحوار: الكورد والعراق في مرمى الجغرافيا والمصالح الإقليمية