أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل الخمليشي - البحر بلا أكاذيب














المزيد.....

البحر بلا أكاذيب


نبيل الخمليشي

الحوار المتمدن-العدد: 8282 - 2025 / 3 / 15 - 21:20
المحور: الادب والفن
    


أنت وأنا، والبحر
في شتاء ضاع فيه كل شيء
على شاطئ مكسور
كل شيء هنا مكسور
الموج يضرب الصخور
لا أحد يشاهد، لا أحد يتحدث.
سيف خشبي، ومياه ميتة
والكل يختنق في صمت.
غيوم كثيرة، ولا أشجار
فقط رمال، صفراء كالوهم
وأقدامنا عارية
تغرق في الطين مثل أفكارنا
نخطو خطوة، ثم أخرى
ولا شيء يتغير
فقط هذا البحر الملعون.
خطوتان من العزلة
نبحث في سراب زمن مضى
عن مكان "أطلنطس" الغريب.
نحن نبني صمتنا
بأيد ثقيلة
نكتب على الرمال
التي تمحى كما كل شيء هنا
الفشل، الأمل الزائف
الذين لا يدركون أنهم غرقوا.
البحر لا يحب الغاضبين
ولا من يرقصون فوق الجراح
ولا من يظنون أنهم يملكونه
ولا من يمشون بين الظلال.
البحر لا يعترف بالقوة ولا بالضعف
يبقى صامتا، يأخذهم دون صوت.
البحر لا يهتم
يبتلع الجميع بنفس الطريقة
بلا شعور.
ضحكتنا تطير في الهواء
مثل فراشات أنيقة
نواجه البرد معا
ونشرب المزيد من الكحول
في الزمان الذي لا يتوقف
لكننا دائما نتوقع نفس النهاية
نفس الوحشة، نفس الخيبة.
الوقت يمضي
لا أحد يقف، لا أحد يلتف
الحياة تقفز من زاوية إلى زاوية
تضحك على عقولنا الضيقة
مثل البحر الذي لا يتوقف عن الإغراق.
أين كان البحر؟
كان دائما هنا
يحمل سره في عمق المياه
يرونه بعيدا خلال الصيف
ونراه قريبا في كل شتاء
ونصرخ فيه وحدنا
نبحث عن شيء لنملأ به فراغنا
لكن البحر لا يجيب
نغرق في صمتنا الخاص
وفي ضجيجهم الذي لا ينتهي.
هل هناك خلاص؟
الحياة مجرد موجة تبتلعنا
والبحر يعيدنا إلى العدم.
نغرق جميعا
لكننا لا نعرف كيف نتنفس
إلا عندما نكون وحدنا
في تلك اللحظات التي لا تعني شيئا
أحلامنا ثقيلة
والأمل مثل غبار على أطراف أصابعنا.
لكن هناك الأولاد
ضحكتهم خفيفة
لكنهم لا يفهمون
أن الأمواج ستبتلعهم أيضا
تغرقهم، ثم تعيدهم
مرة أخرى، كمزحة سمجة لـــ"بوسيدون".



#نبيل_الخمليشي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرثية ساعي البريد
- مقهى الغبار
- نخب الغياب
- هشيم الزمن
- ملامح الغائب
- أمام البحر، وحيدا
- الى رفيقي الطاهر
- قصيدتك
- حرف النجاة
- رسم الإراثة
- نقش الحناء الأخير
- فينوس الزمن البعيد
- شجرة الحرب
- الاله المنتقى
- -سيميمون- في معمل الاسمنت
- أريدك بعيدا..
- انتظار
- فضيحة الأمتين
- تسبقني الفصول
- فيتيشيزم Fétichisme


المزيد.....




- عراقيان يفوزان ضمن أفضل مئة فنان كاريكاتير في العالم
- العربية في اختبار الذكاء الاصطناعي.. من الترجمة العلمية إلى ...
- هل أصبح كريستيانو رونالدو نجم أفلام Fast & Furious؟
- سينتيا صاموئيل.. فنانة لبنانية تعلن خسارتها لدورتها الشهرية ...
- لماذا أثار فيلم -الست- عن حياة أم كلثوم كل هذا الجدل؟
- ما وراء الغلاف.. كيف تصنع دور النشر الغربية نجوم الكتابة؟
- مصر تعيد بث مسلسل -أم كلثوم- وسط عاصفة جدل حول فيلم -الست-
- ترحيل الأفغان من إيران.. ماذا تقول الأرقام والرواية الرسمية؟ ...
- الإعلام الغربي وحرب الرواية بغزة: كيف كسرت مشاهد الإبادة الس ...
- أطروحة دكتوراة عن أدب سناء الشعلان في جامعة الأزهر المصريّة


المزيد.....

- دراسة تفكيك العوالم الدرامية في ثلاثية نواف يونس / السيد حافظ
- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل الخمليشي - البحر بلا أكاذيب