أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير حسن ادريس - الحَرْبُ مُنْعَطَفٌ تِكْتِيكِيٌّ أَمْ مُطَبٌّ دْيالِكْتِيكِيٌّ (2)














المزيد.....

الحَرْبُ مُنْعَطَفٌ تِكْتِيكِيٌّ أَمْ مُطَبٌّ دْيالِكْتِيكِيٌّ (2)


تيسير حسن ادريس

الحوار المتمدن-العدد: 8270 - 2025 / 3 / 3 - 11:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المُبْتَدَأُ: -
(فِي مُسْتَنْقَعِ الأَكاذِيبِ لا تَسْبَحُ سِوَى الأَسْماكِ المَيِّتَةِ) مِثْلَ رُوسِي
وَالخَبَرُ: -
(11)
استمر تصاعد غبار الدعاية المضللة لطرفي الحرب؛ بدلا من طرح الأسباب والمصالح الموضوعية التي أدت إلى اندلاعها، أمام الشعب السوداني المصطلي بنارها ليحكم ويقرر. تبنى الطرفان دعاوى كذوبة وخطابات مخادعة؛ قائمة على التحشيد العاطفي؛ يُدْفَع الشارع السوداني من خلالها بعيدا عن الأسباب الحقيقية؛ التي أدت إلى انفجار الصراع؛ وذلك بتغبيش وعيه وشغله بأحجية (من الذي بدأ الحرب وأطلق الرصاصة الأولى؟!).
(12)
تورطت أطراف الصراع في فبركات كاذبة، من أجل التأثير في الرأي العام بأفضل الطرق الممكنة؛ فحين غاب في هذه اللحظة المفصلية عن وسائل الإعلام كافة؛ الخطاب التوعوي للقوى الثورية؛ المطلوب بشدة في مثل هذا المنعطف الزلق؛ لكشف طبيعة وتفسير حقيقة (حرب الإخوة الأعداء)؛ وفضح مرامي وأهداف القوى التي سعت لإشعالها وتصر على استمرارها. لقد ساعد غياب خطاب القوى الثورية غير المبرر طرفي الحرب على تغبيش وتزييف وعي الشارع بالدعاوي المخاتلة؛ وقاد هذا الغياب معظم الجماهير للوقوع في شباك الخداع والتضليل الذي مارسه إعلام الحرب.
(13)
بغياب الخطاب التوعوي؛ غابت حقيقة الحرب التي تم توظيفها من قبل قوى الثورة المضادة؛ لخلق حالة من الفوضى والانفلات الأمني؛ المقصود منه إشاعة الرعب بين المواطنين في العاصمة والمدن الكبرى؛ وذلك لضرب مراكز الثورة وتفريغها من قاطنيها. ونلاحظ هنا أن طرفي الحرب قد أدارا المعارك داخل المدن ووسط الأحياء المكتظة بالبشر، دون مراعاة لأي جوانب إنسانية؛ مع التركيز بصفة خاصة على المدن والأحياء مراكز الانطلاق السابقة للأنشطة الثورية.
(14)
ساد الارتباك والتشويش جميع القوى السياسية؛ ليرخي بظلاله على منسوبي الحزب الشيوعي السوداني؛ ويصيب وحدة الفكر والإرادة لدى العضوية بزلزال عظيم؛ أفرز العديد من الأطروحات المتناقضة في مقاربة وتوصيف هذه الحرب اللعينة؛ فمجموعة من العضوية رأت أن قوات الدعم السريع هي المذنبة وهي المسؤولة عن اندلاع الحرب؛ وقد وافق هذا الرأي ما رأته الحركة الإسلامية وفلول النظام القديم العدو التقليدي للحزب الشيوعي!!.
(15)
هذا التوافق في مقاربة مسألة الحرب؛ بين هذه المجموعة من عضوية الحزب ورؤية فلول النظام البائد؛ استفز مجموعة أخرى من العضوية فتأخذت موقفا معاكسا؛ والمؤكد أن هذا الموقف المضاد لموقف المجموعة الأولى؛ لم يكن دعما خالصا لمليشيا الدعم السريع؛ بقدر ما هو نكاية في الغريم التاريخي "الحركة الإسلامية"؛ خاصة والحزب الشيوعي بكامل منسوبيه؛ هو أول من طالب بحل مليشيا الدعم السريع؛ باعتبارها مولود غير شرعي من رحم الحركة الإسلامية؛ تم تكوينها بهدف قمع القوى الثورية؛ وما الهتاف الشهير للثوار (العسكر للثكنات و"الجنجاويد" ينحل) إلا تأكيد على هذا المطلب.
(16)
لم تتلكأ الحركة الإسلامية في استغلال الفرصة التي ظلت تبحث عنها طوال ما بعد سقوط سلطتها فجر انتصار ثورة 19 ديسمبر 2018م المجيدة؛ وسرعان ما اصطفت خلف الجيش؛ ودفعت بكتائب ظلها المسلحة لميادين القتال؛ وكتائب ذبابها الإلكتروني المدربة على الكذب وتزييف الحقائق؛ إلى المنصات الرقمية للترويج لأهمية استمرار حرب (الكرامة) لتطهير الوطن من "الجنجاويد"!!.
(17)
مثل اندلاع الحرب بالنسبة للحركة الإسلامية سانحة تاريخية؛ استغلها منسوبوها بانتهازية وقحة؛ بعد أن عمل أقطابها بجهد لا يقل وقاحة؛ طوال الأشهر التي سبقت اندلاعها لجعلها ممكنة؛ لعلها تعيدهم وحزبهم (المنحل)؛ للحياة السياسية من جديد؛ وتمحو عن جباههم عار وذل وسم (محلول).
(18)
الحراك المحموم إِعْلامِيٌّ وَعَسْكَرِيٌّ؛ الذي انخرطت فيه الحركة الإسلامية مع بداية الحرب مباشرة؛ قابله جمود ملحوظ وغير محمود في نشاط الحزب الشيوعي على كافة الصعد؛ حيث ظل الحزب الشيوعي مثله مثل بقية الأحزاب السياسية السودانية الأخرى؛ يغوص في صمت عجيب؛ لم يفتح الله عليه بمقاربة يعتد بها لقضية الحرب تشرح للجماهير جوهر الصراع الذي قاد لوقوع كارثة الحرب. لقد اكتفى حزب الطبقة بإصدار بيانات؛ ونداءات ومناشدات سياسية؛ لا تشبع ولا تغني من جوع؛ تدين وتشجب وتدعو لإيقاف الحرب؛ دون أن توضح كيف وعلى أي أساس ووفق أي آلية!!.
(19)
حصر الحزب الشيوعي تعامله مع قضية الحرب وتعقيداتها؛ في الإطار السياسي وفي أدنى مستوياته (بيان – مناشدة-نداء)؛ شأنه شأن أي حزب إصلاحي!!. هذا التوجه في بداية الحرب -من وجهة نظري -؛ شكل خطأ استراتيجيا ما كان يجب الوقوع فيه. قاد لإرباك جماهيره وعضويته؛ فظهرت الآراء المتضاربة والرواء المتناقضة والمقاربات البعيدة عن النهج المادي الجدلي بين جماهيره وعضويته بل تعدتهما لتصيب بعض الكادر!!.
(20)
ولا أدري كيف غاب عن ذهن قيادة الحزب أن الحرب كظاهرة اجتماعية واقتصادية؛ هي أعقد من أن يَحْصُرُ التعامل معها في الأفق السياسي فقط؟!؛ خاصة وأن متطلبات إيقافها؛ تقتضي جهدا فكريا؛ وفلسفيا يفسر طبيعتها ويشرح للجماهير جوهر أسبابها؛ ويملك المواطن المغلوب على أمره أدوات فهم ودحض دعاوى داعميها والمصرين على استمرار نزيفها.
يَتْبَعُ



#تيسير_حسن_ادريس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحَرْبُ مُنْعَطَفٌ تِكْتِيكِيٌّ أَمْ مُطَبٌّ دْيالِكْتِيكِي ...
- تعقيدات المشهد السوداني الماثل نظرة تحليلية 7/7 (7) تناقضات ...
- تعقيدات المشهد السوداني الماثل نظرة تحليلية 6/7 (6) خازوق ال ...
- تعقيدات المشهد السوداني الماثل نظرة تحليلية 5/7 (5) سلة غذاء ...
- تعقيدات المشهد السوداني الماثل نظرة تحليلية 4/7 (4) تحديات ا ...
- تعقيدات المشهد السوداني الماثل نظرة تحليلية 3/7 (3) ثورة 19د ...
- تعقيدات المشهد السوداني الماثل نظرة تحليلية 2/7 (2) التغيير ...
- تعقيدات المشهد السوداني الماثل نظرة تحليلية 1/7 (1) فلاش باك ...
- التحالفات المرحلية التحديات وديالكتيك الضرورة
- هل أسدل الستار وتمت مصادرة ثورة 19 ديسمبر ؟؟
- دروس وعبر في دفتر الثورة السودانية (2/2) تحالف عريض ام تنسيق ...
- دروس وعبر في دفتر الثورة السودانية (1/2) عبقرية الجماهير وضِ ...
- هل أضاعتها نخب المساومات مثلما أضاعت سابقاتها ؟! (7من 7) هزي ...
- هل أضاعتها نخب المساومات مثلما أضاعت سابقاتها ؟! (6من 7) انت ...
- هل أضاعتها نخب المساومات مثلما أضاعت سابقاتها ؟! (5من 7) الن ...
- هل أضاعتها نخب المساومات مثلما أضاعت سابقاتها ؟! (4من 7) أزم ...
- هل أضاعتها نخب المساومات مثلما أضاعت سابقاتها ؟! (3من 7) خطأ ...
- هل أضاعتها نخب المساومات مثلما أضاعت سابقاتها ؟! (2من 7) هل ...
- هل أضاعتها نخب المساومات مثلما أضاعت سابقاتها ؟! (1من 7) مفا ...
- الفترة الانتقالية بين الثورية والرَّكُوسيّة النخبوية


المزيد.....




- -لا يهمني-.. شاهد ترامب يخالف تقييمات مديرة الاستخبارات بشأن ...
- -انهيار إيران ليس من مصلحة الخليج-.. حمد بن جاسم يحذر من مخا ...
- غارات متبادلة ودمار.. شاهد ما رصدته كاميرات للصراع بين إيران ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي كاتس مهدّدا خامنئي: تذكّر مصير صدام ح ...
- بحثوا عن الطحين فعادوا جثثا.. قصف إسرائيلي يقتل 64 فلسطينيا ...
- صفارات الإنذار تدوي في إسرائيل عقب رصد إطلاق صواريخ من إيران ...
- الجيش الإسرائيلي: الدفاع ليس محكما في مواجهة الصواريخ الإيرا ...
- الحرب بين إيران وإسرائيل: هل ستزود واشنطن تل أبيب بقنابل خار ...
- ترامب عن المواجهة بين إسرائيل وإيران: نحن لا نبحث عن وقف لإط ...
- إيران: علي خامنئي... الزعيم الحديدي الذي تواجه قبضته الإلهية ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير حسن ادريس - الحَرْبُ مُنْعَطَفٌ تِكْتِيكِيٌّ أَمْ مُطَبٌّ دْيالِكْتِيكِيٌّ (2)