أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير حسن ادريس - تعقيدات المشهد السوداني الماثل نظرة تحليلية 6/7 (6) خازوق المليشيات والاستقطاب القبلي














المزيد.....

تعقيدات المشهد السوداني الماثل نظرة تحليلية 6/7 (6) خازوق المليشيات والاستقطاب القبلي


تيسير حسن ادريس

الحوار المتمدن-العدد: 7435 - 2022 / 11 / 17 - 20:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المبتدأ: -
(عندما يمسك بالقلم جاهل، وبالبندقية مجرم، وبالسلطة خائن، يتحول الوطن إلى غابة لا تصلح لحياة البشر). مصطفى السباعي
الخبر: -
(48)
من أخطر المعضلات التي تواجه الدولة السودانية بعد سقوط نظام الحركة الإسلامية هو: (خازوق) المليشيات والاستقطاب القبلي؛ الذي خلقه شيوخ الحركة الاسلامية بأيدهم المتوضئة وتولوا كبره بهدف ضعضعة المجتمع؛ بمبدأ (فرق تسد) لحماية سلطتهم ونظامهم الفاسد؛ وللمفارقة المثيرة للسخرية فقد ساعدت نفس هذه الأداة الخبيثة التي استخدموها في وأد نظامهم والذهاب بريح سلطتهم مخلفين بعد رحيلهم غير المأسوف عليه ضمن ما خلفوه من حقول ألغام لغم (المليشيات والاستقطاب القبلي) الأشد فتكا وضررا.
(49)
من المؤكد ان معالجة الملف الأمني مهمة صعبة التحقيق من دون حزمة متكاملة من الاجراءات العسكرية والامنية والسياسية والاقتصادية والاعلامية؛ ان تحقيق أي تقدم جدي على صعيد هذا الملف مشروط باتخاذ خطوات جريئة وحازمة على طريق المصالحة الوطنية وحل الميليشيات المسلحة -وليس دمجها في الجيش السوداني دون دراسة -كما يدعو لذلك البعض بغباء وقصر نظر غريب ومن ثم المضي قدما لإزالة الاحتقان القبلي مما سيكون له انعكاسات ايجابية على سائر الملفات الأخرى.
(50)
إن وجود ثمان مليشيات مسلحة إضافة لمليشيا (الدعم السريع) داخل العاصمة القومية هو وضع شاذ وبالغ الخطورة على وجود واستقرار الدولة السودانية؛ فالمليشيات من حيث المبدأ ظاهرة غير صحية، ولا يمكن بوجودها ان تستقيم الامور وتنجح العملية السياسية وتترسخ الممارسة الديمقراطية؛ بل ان وجودها بحد ذاته يشير بكل وضوح الى ضعف الدولة ومؤسساتها الأمنية. فقد تعاظم دور هذه الميلشيات وأصبحت تحل في احيان وحالات كثيرة محل مؤسسات الدولة الأمنية الاصيلة (الشرطة والجيش وجهاز الامن والمخابرات)؛ وفي هذا تغييب لدور الدولة واضعاف لهيبتها وعرقلة لتأسيس دولة القانون والمؤسسات وتخريب لا شك فيه للديمقراطية الوليدة.
(51)
لقد وجد بعض من الفاقد التربوي أن العمل لدى المليشيات المسلحة مهنة تؤمن لهم إضافة للقمة العيش العديد من الامتيازات الاخرى، في زمان تستشري فيه البطالة، وتعزّ فرص العمل. تكشف معطيات كثيرة وقصص ترويها مجتمعات الخرطوم؛ الى تحول قسم من هذه المليشيات الى مافيا جريمة منظمة؛ تمارس الخطف والسرقة تحت تهديد السلاح في قلب العاصمة نهارا جهارا. لا شك ان الميليشيات المسلحة تمثل عائقاً رئيسياً أمام جهود بنا مؤسسات وأجهزة الدولة وبسط سيطرة القانون وتأمين السلم المدني؛ ومن هنا كان لزاما على سلطة المرحلة الانتقالية الحالية أن تبادر لوضع حدا لها وذلك عبر تبني معالجات سريعة لإنهاء هذا الوضع الشاذ الذي باتت تعيشه العاصمة القومية الخرطوم.
(52)
ان ملف المليشيات المسلحة يرتبط عضويا بملف اخر لا يقل خطورة وهو الاستقطاب القبلي؛ الذي طفح للسطح وعلا صوته؛ كظاهرة في ظل سياسة التمييز الاجتماعي التي مارسها بفجاجة النظام البائد؛ واليوم وفي ظل السلطة الانتقالية الحالية ونتيجة لضعف وتراخي أجهزة الدولة الأمنية؛ استمرت هذه الظاهرة بصورة اسوء؛ وتعاظم خطرها على حاضر ومستقبل البلاد؛ في ضوء حقيقة ان المجتمع السوداني متعدد القوميات والاديان والطوائف والمذاهب؛ وان دوام انسجام مكوناته وتماسكها مرهون بالتطبيق الصارم لمبدأ المساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات، ونبذ التعصب والانغلاق، ورفض تكريس الولاء القبلي بديلا عن الهوية الوطنية السودانية.
(53)
إن تفاقم التوترات القبلية، التي اسس لها النظام البائد، ونشهد اليوم فصولا منها في مناطق عديدة من السودان؛ (لقاوة في الغرب وود الماحي في النيل الأزرق) وغيرها من المناطق؛ مرتبط ارتباطا وثيقا بقوى الثورة المضادة؛ التي تقودها قيادات محلية من منسوبي الحركة الإسلامية؛ وذلك بهدف إعاقة الحراك الثوري وإفشال مرحلة الانتقال نحو نظام ديمقراطي؛ ولكي نكون أكثر دقة فقوى الثورة المضادة التي تستخدم سلاح الاستقطاب القبلي؛ لا تنحصر في فلول النظام البائد فقط بل هناك قوى سياسية تقليدية أخرى استمرأت نهج الاستقطاب القبلي والطائفي؛ بديلا عن البرامج السياسية في المنافسة مع القوى السياسية الحديثة للوصول الى السلطة.
(54)
اشتداد الاستقطاب القبلي في السودان يمثل تهديداً كبيراً للعملية السياسية واستقرار البلاد؛ في ظل انتشار السلاح والميلشيات القبلية، فالتوترات التي تقع بين حين وآخر تسهم بصورة مباشرة في تقسيم القوى المشاركة في العملية السياسية الجارية وتؤجج نقاط الخلاف بينها؛ كما تسهم في خلط الأوراق وفتح ثغرات عديدة ينفذ من خلالها أعداء الثورة، مما يضعف العمل على تحقيق أهداف الثورة وشعاراتها.
(55)
ولمعالجة هذا الوضع الخطير لابد أن تقر كافة أطراف العملية السياسية؛ بان سياسات النظام البائد قد أحدثت شرخا كبيرا في لحمة المجتمع السوداني؛ أدى لاندلاع صراعات عنيفة وتراكم احقاد وضغائن مخيفة فاقت الحدود ليس من السهولة احتواؤها ولمعالجة آثارها المدمرة نحتاج الى مقاربات ذكية صادقة؛ وحلول مرنة تتطلب ارادة سياسية قوية ومواقف شفافة وصريحة وكما تتطلب تنازلات متبادلة، يقدمها جميع أطراف العملية السياسية وفي مقدمتهم الأطراف من حملة السلاح.
(56)
عملية دمج وتسريح قوات الحركات المسلحة والدعم السريع؛ في جيش وطني ومهني واحد بعقيدة وطنية لا تعرف الانحياز سوى للوطن؛ هي الخطوة ذات الأولوية القصوى والتحدي الحقيقي الذي يواجه سلطة الانتقال؛ وتبقى الحاجة قائمة دوما الى مزيد من التحرك والضغط في كل الاتجاهات الممكنة، لخلق مناخات ملائمة تساعد على تجاوز الوضع الحرج القائم، وتحول دون أي تدهور خطير فيه.
نواصل.



#تيسير_حسن_ادريس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعقيدات المشهد السوداني الماثل نظرة تحليلية 5/7 (5) سلة غذاء ...
- تعقيدات المشهد السوداني الماثل نظرة تحليلية 4/7 (4) تحديات ا ...
- تعقيدات المشهد السوداني الماثل نظرة تحليلية 3/7 (3) ثورة 19د ...
- تعقيدات المشهد السوداني الماثل نظرة تحليلية 2/7 (2) التغيير ...
- تعقيدات المشهد السوداني الماثل نظرة تحليلية 1/7 (1) فلاش باك ...
- التحالفات المرحلية التحديات وديالكتيك الضرورة
- هل أسدل الستار وتمت مصادرة ثورة 19 ديسمبر ؟؟
- دروس وعبر في دفتر الثورة السودانية (2/2) تحالف عريض ام تنسيق ...
- دروس وعبر في دفتر الثورة السودانية (1/2) عبقرية الجماهير وضِ ...
- هل أضاعتها نخب المساومات مثلما أضاعت سابقاتها ؟! (7من 7) هزي ...
- هل أضاعتها نخب المساومات مثلما أضاعت سابقاتها ؟! (6من 7) انت ...
- هل أضاعتها نخب المساومات مثلما أضاعت سابقاتها ؟! (5من 7) الن ...
- هل أضاعتها نخب المساومات مثلما أضاعت سابقاتها ؟! (4من 7) أزم ...
- هل أضاعتها نخب المساومات مثلما أضاعت سابقاتها ؟! (3من 7) خطأ ...
- هل أضاعتها نخب المساومات مثلما أضاعت سابقاتها ؟! (2من 7) هل ...
- هل أضاعتها نخب المساومات مثلما أضاعت سابقاتها ؟! (1من 7) مفا ...
- الفترة الانتقالية بين الثورية والرَّكُوسيّة النخبوية
- إستبهام الثورة السودانية وارتكاس التحالفات المرحلية
- الْمُرُوقُ قولا ومقالا
- ثورة 19 ديسمبر اكْتِناز الوعي الجماهيري وضُمُور الزيف النخبو ...


المزيد.....




- هل العودة لياسمين عبد العزيز ممكنة بعد الانفصال؟ أحمد العوضي ...
- شاهد ما يراه الطيارون أثناء مشاركة طائراتهم في العرض العسكري ...
- نتنياهو منتقدا بايدن: سنقف لوحدنا ونقاتل بأظافرنا إن اضطررنا ...
- البيت الأبيض: نساعد إسرائيل على ملاحقة يحيى السنوار
- أبرز ردود الفعل الإسرائيلية على تصريحات بايدن حول تعليق شحنا ...
- الخارجية الروسية تعلق على اعتراف رئيس الوزراء البولندي بوجود ...
- زيلينسكي: جيشنا يواجه -موقفا صعبا حقا- في المناطق الشرقية
- -حزب الله- يعرض مشاهد من عمليات عدة نفذها ضد الجيش الإسرائيل ...
- هل من داع للقلق في الدول العربية بعد سحب لقاح أسترازينيكا؟
- بنوك مودي في الهند تنفق 400 مليار دولار ليفوز بدورة ثالثة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير حسن ادريس - تعقيدات المشهد السوداني الماثل نظرة تحليلية 6/7 (6) خازوق المليشيات والاستقطاب القبلي