أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاني عبيد - ألم الشوق والحنين إلى الماضي














المزيد.....

ألم الشوق والحنين إلى الماضي


هاني عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 8267 - 2025 / 2 / 28 - 20:13
المحور: الادب والفن
    


الحنين إلى الماضي هو نزعة متأصلة في الفرد والجماعة وكامنة في النفس البشرية وتستيقظ هذه النزعة عندما يشعر الإنسان الفرد بالتعب والغربة والوحدة أو يبرز أمامه خطر يهدد حياته. وهذه النزعة مدمرة للإبداع الإنساني لأنها تُدمر روح التحدي والتمرد وتجعل الفرد غريباً ومنفصلاً عن الواقع الذي يعيش فيه وعندها يُصبح الزمن عنده بلا قيمة، أي يعيش خارج الزمن.
ويُطلق على الحنين إلى الماضي تعبير النوستالجيا Nostalgia والتي تتكون من مقطعين في اللغة الإغريقية وهما: nostas وتعني عودة، و algos وتعني معاناة، أي أنها تعني معاناة تُسببها الرغبة في العودة إلى الماضي. وباختصار، فهي الحنين إلى أحداث أو ذكريات أو صور لها علاقة بأشخاص أو أماكن حيث يشعر الفرد بالراحة والسعادة وينفصل عن الواقع، وقد يرتبط ذلك بشعور سلبي أو عاطفي مرتبط بحدث حصل في الماضي.
لا يمكن للفرد في عالم اليوم أن يعيش في عالم الماضي وتصوراته، لأنه أصبح ذكريات تم تجاوزها ولكن الوعي البشري لا يزال يختزنها ويحتفظ بها. إن الطبيعة البشرية تميل إلى استرجاع الماضي بعد نسيان ما
يعتريه من مصاعب وشدائد ويستذكر فقط اللحظات المشعة والجميلة لأنها تُشكل منارة في ذاكرته.

هناك فرق بين أن تسترجع الماضي لدراسته واستخلاص العبر والدروس منه وبين أن تعيش فيه، فالماضي عبارة عن غرفة في وعينا يمكن أن ندخل إليها برهة لدراسة أحداثها ولكننا نخرج منها إلى عالم الحاضر الذي نعيش فيه، فلا يمكن أن ندخل غرفة الماضي ونعيش فيها متقوقعين في زواياها لأن ذلك يعني ببساطة انفصالنا عن حاضرنا واغترابنا عن البيئة المحيطة بنا والحكم بموتنا.
والسؤال المهم في هذا المجال لماذا يحاول البعض الرجوع إلى الماضي ومحاولة استرجاع أحداثة بل والإعجاب بنمط الحياة الماضية والتفكير في كيفية إحياء هذا الماضي وسيادته على حياتنا المعاصرة؟ هناك أسباب عديدة لمثل هذا النمط من التفكير، قد يكون ذلك عائد إلى عدم مقدرة الفرد على تغيير طريقة تفكيره وعلى عدم فهمهم للأفكار الجديدة والتخوف منها بسبب خاصبة القصور الذاتي للفرد التي تحاول مقاومة التغيير. إن صعوبة عدم فهم الأفكار الجديدة يعود بالدرجة الأولى إلى عدم المقدرة على التخلص من كل ما يُعشعش في عقولنا من أفكار قديمة تتغلغل في خلايا عقلنا الباطني والذي يصور لنا أن الجديد مرفوض والقديم مُحبذ.
أما الأمر الآخر فيعود إلى سيادة مفاهيم خاطئة بحيث أن الإنسان يرفضها لأنها لا تنسجم مع ما يعتقد، وبعبارة أخرى عدم الانسجام مع التغيرات السريعة في العلوم والتكنولوجيا والتي ينتج عنها تغير في نمط الحياة لتتوائم مع الواقع الذي يفرض نفسه.
لابد أن نُشير إلى التأثيرات الثقافية التي يتعرض لها الفرد عن طريق الكتب والأفلام ووسائل التواصل الاجتماعي والتي تصور الماضي في أبهى صوره بحيث يصبح الهروب من الواقع مخرجاً للصعوبات التي يواجهها الإنسان في حياته اليومية.
إن الارتباط بالاحداث الماضية والارتباط عاطفياً معها قد ينتج عنها تأثير سلبي يتمثل في الإنفصال عن الواقع والهروب من تعقيدات الحياة المعاصرة، وهذا هو التأثير السلبي للارتباط بالماضي لأننا بذلك نعيش في هذا الماضي الذي يسيطر على تصرفاتنا ونظرتنا إلى المجتمع الذي نعيش فيه وبالتالي نُجرمه لأنه لا ينسجم ورؤيتنا له لأن المقياس هو الماضي الذي نحاول أن نتمثله في كل خطوة وتصرف.



#هاني_عبيد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاب انستاس ماري الكرملي، سفير العربية إلى العالم
- هل لإسرائيل حدود؟
- عنبرة سلام الخالدي – رائدة الحركة النسائية في بلاد الشام
- كتاب اخي وأرضي
- انتشار المسيحية في جنوب الجزيرة العربية - الجزء الخامس والأخ ...
- انتشار المسيحية في جنوب الجزيرة العربية - الجزءالرابع
- انتشار المسيحية في جنوب الجزيرة العربية - الجزء الثالث
- انتشار المسيحية في جنوب الجزيرة العربية- الجزء الثاني
- انتشار المسيحية في جنوب الجزيرة العربية
- استراتيجيات الدول الكبرى في فلسطين عشية قرار التقسيم
- هزال النظرية الإفتصادية
- سبعون عاماً على النكبة
- تأسيس الجامعات
- شواهد مسيحية في اليمن
- مسيحيون وليس نصارى
- جامعة سالرنو الطبية
- السريان ودورهم الحضاري في التاريخ
- العودة إلى قرار التقسيم
- التاريخ المنسي - قرار التقسيم وإنشاء دولة لإسرائيل
- التاريخ المنسي - الولايات المتحدة الأمريكية - 8


المزيد.....




- مع حسن في غزة.. فيلم فلسطيني جديد يُعرض عالميا
- شراكة مع مؤسسة إسرائيلية.. الممثل العالمي ليوناردو دي كابريو ...
- -الألكسو- تُدرج صهاريج عدن التاريخية ضمن قائمة التراث العربي ...
- الطيور تمتلك -ثقافة- و-تراثا- تتناقله الأجيال
- الترجمة الأدبية.. جسر غزة الإنساني إلى العالم
- الممثل الإقليمي للفاو يوضح أن إيصال المساعدات إلى غزة يتطلب ...
- الممثل الإقليمي للفاو: لا يمكن إيصال المساعدات لغزة دون ممرا ...
- عائلة الفنان كامل حسين تحيي ذكراه الثامنة في مرسمه
- في فيلم -عبر الجدران-.. الفقراء الذين لا يستحقون الستر
- -غرق السلمون- للسورية واحة الراهب عبرة روائية لبناء الوطن


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاني عبيد - ألم الشوق والحنين إلى الماضي