أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزالدين مبارك - أوروبا تبكي غباء قادتها














المزيد.....

أوروبا تبكي غباء قادتها


عزالدين مبارك

الحوار المتمدن-العدد: 8257 - 2025 / 2 / 18 - 13:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أوروبا الاستعمارية التي نهبت ثروات العالم ومنها الدول العربية والإفريقية وبنت قوتها على الانتهازية والغدر وتحرشت بروسيا وقد غزتها العديد من المرات مثلما فعل نابوليون وهتلر فجاء ترامب لتتوجه أمريكا شرقا نحو القوة الصاعدة الصين التي تهدد زعامتها على العالم. ومنذ 1948 تمثل أوروبا عبئا ثقيلا على الأمريكان وحان الوقت لتعتمد على نفسها ومواردها أو تتفكك ككيان مصطنع انتهت صلوحيته بما أن الحرب الباردة بين الشرق والغرب لم تعد موجودة ولم يعد هناك الإتحاد السوفياتي وحلف وارسو. وستدفع أوروبا الفاتورة الباهظة نتيجة غباء قادتها واحتسابهم أن القوة تكمن في عدد الدول فقط. وتمدد الناتو شرقا لتهديد أمن روسيا واتساع الإتحاد الأوروبي ليشمل الكثير من الدول ذات القيمة المضافة الضعيفة في عدد السكان والثروة مما جعل الدول المؤثرة فرنسا وألمانيا تتحمل تكلفة إضافية ولا تقدر على مجاراة القوة العسكرية الهائلة الروسية وهي التي تتذلل للحماية الأمريكية منذ نهاية الحرب الكبرى. فبعد أن صمدت روسيا في حربها مع أوكرانيا ولم تتأثر بالعقوبات الغير مسبوقة في التاريخ وبعد أن ورطتهم أمريكا في الحرب الأوكرانية الروسية و نصبت لهم فخا باصطفافهم وراءها فيما يخص العقوبات الشديدة ضد روسيا مما جعلهم يتحملون عبئا كبيرا وقد انقطعت عنهم إمدادات الغاز الرخيص والمواد الأولية الروسية زهيدة الثمن بحكم القرب الجغرافي وكل ذلك تبين أنه يخدم مصالح أمريكا وجاء ترامب أخيرا ليعصرهم عصرا وبدون رحمة وهذا جزاء السياسة الغبية التي اتبعوها نحو أوكرانيا والاندفاع نحو سياسة العقوبات المضرة لاقتصادهم وتسليح أكرانيا وتوسيح الناتو إلى الحدود الروسية بدون فائدة استراتيجية سوى استفزاز الدب الروسي وخدمة المشروع الأمريكي.وأغلب الظن أن أوكرانيا مع ترامب ستقسم لمناطق نفوذ بين الروس والأمريكيين وربما البولونيين من أجل تقاسم الغنائم والثروات والموارد مثلما حدث لأمانيا عقب الحرب العالمية الثانية وسيكون زيلنسكي في هذه العملية مجرد مهرج على خشبة المسرح وسيسكت الصغار إذا تكلم الكبار حسب منطق القوة على الساحة العالمية. فأوروبا ستتفكك وستعود الدول إلى حدودها الوطنية وتنكفئ كل دولة على نفسها كنتيجة للإستقطاب العالمي الجديد وعودة اليمين المتطرف بقوة في جميع دول أوروبا للسلطة وسيزيد وجود ترامب البراغماتي والذي شعاره أمريكا أولا وجعلها قوية وتتمتع بمزايا المزاحمة على الصعيد الدولي أمام الدول الصاعدة وخاصة الصين وهذا ما جعل ترمب يتقارب مع روسيا بوتين للاتفاق على حل يرضي الطرفين على حساب زيلنسكي وأوروبا بحثا عن ابتعاد روسيا عن التحالف الفعال مع الصين المحتاجة للطاقة بشره لا محدود. فأمريكا ترى أن التحالف الروسي الصيني سيجعلها ضعيفة جدا وستخسر مكانتها الريادية في العالم لو لم تتحرك قبل فوات الأوان وما انتخاب ترامب بصفة حاسمة وحصوله على تفويض شعبي كبير إلا دليل على إحساس الدولة العميقة بضرورة التغيير والقيام بإصلاحات جوهرية ستدفع أكرانيا وأوروبا ثمن ذلك بعد أن تذيلا طويلا لأمريكا وها هي تغدر بهما وتنحاز في النهاية لمصالحها الحيوية وأول بشائر هذا التوجه التقارب الأمريكي الروسي تحت أنظار الهلع الأوروبي والصمت الصيني المريب.



#عزالدين_مبارك (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يمكن للوجود أن يأتي من العدم؟
- هل كرم الإسلام المرأة حقا؟
- الفكر الديني و سلوك السلطة عند العرب
- كيف يمكن الخروج من سلطة الأموات ؟
- ما العمل إذا كان الفقر مكتوبا في لوح محفوظ؟
- يحصد الإسلام السياسي في تونس ما زرع
- الدين والعلمانية
- هل يصمد العرب أمام الغطرسة الأمريكية؟
- لماذا يخاف العالم ترامب؟
- الإله يعمل منظف فساد عند المتأسلمين
- المعاملات البنكية لا علاقة لها بمفهوم الربا القرآني
- الإله القادر خير مطلق أو لا يكون.
- الليل والنهار خلق إلهي أم ظاهرة طبيعية؟
- هل الشيطان إله الشر؟
- هل يمكن للتطرف الديني بناء دولة مدنية في سورية؟
- دين العقل لا النقل
- أولوية العقل في تأويل النصوص الدينية
- الممالك العربية وانتشار الفكر السلفي لماذا؟
- التيكتوك الديني
- البيئة العربية الإسلامية منتجة للتخلف والاستبداد لماذا؟


المزيد.....




- أطول وأصغر كلب في العالم يجتمعان معًا.. شاهد الفارق بينهما
- -وحوش لطيفة-..صور درامية لأشبال فهود بوجوه ملطّخة بالدماء
- إدارة -تسلا- تبحث عن بديل لإيلون ماسك بالشركة.. مستثمر بارز ...
- أوكرانيا والولايات المتحدة تبرمان صفقة المعادن النادرة
- فرنسا تتهم الاستخبارات الروسية بشن هجمات سيبرانية متكررة منذ ...
- غالبية الألمان قلقون خائفون من اندلاع حرب عالمية ثالثة
- مقتل شخصين وإصابة 5 آخرين في حريق بمنشأة صناعية بطشقند (فيدي ...
- إيطاليا وقبرص وفرنسا وكرواتيا ترسل طائرات إطفاء إلى إسرائيل ...
- في بيان مشترك.. هذا ما تم الاتفاق عليه بين لبنان والإمارات
- بوليانسكي: مفاوضات مباشرة مع أوكرانيا قد تعقد قريبا جدا إذا ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزالدين مبارك - أوروبا تبكي غباء قادتها