أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أكد الجبوري - إضاءة: قِصَر الحياة ووهم الخلود في تأملات سينيكا / إشبيليا الجبوري - ت: من الإيطالية أكد الجبوري














المزيد.....

إضاءة: قِصَر الحياة ووهم الخلود في تأملات سينيكا / إشبيليا الجبوري - ت: من الإيطالية أكد الجبوري


أكد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 8256 - 2025 / 2 / 17 - 02:54
المحور: الادب والفن
    


مقدمة عامة مبسطة؛
لوسيوس أنيوس سينيكا(4 ق.م - 65 م)(). المعروف عادة باسم "سينيكا أو سينيكا الأصغر"(). ولد حوالي 4 قبل الميلاد، قرطبة - 65 بعد الميلاد، روما () يُعد رجل دولة روماني. وقنصل وكاتب وفيلسوف رواقي. وكذلك معلمًا ومستشارًا للإمبراطور نيرون (37م - 68م)، لكنه أُجبر في النهاية على الانتحار تحت ضغط من الإمبراطور لأنه كان مشتبهًا في تورطه في مؤامرة ضده.()

من بين العديد من المخاوف التي تبتلي الروح البشرية، هناك عدد قليل منها عالمي ولا مفر منه مثل الوعي بقِصَر الحياة. منذ العصور القديمة، تأمل الفلاسفة في هذه الحالة التي لا مفر منها، لكن قِلة منهم فعلوا ذلك بوضوح وحِدة وعمق سينيكا، الرواقي الذي فكك في كتابه "عن الحياة القصيرة"() الوهم بأن الوقت نادر بطبيعته. بالنسبة له، الحياة ليست قصيرة في حد ذاتها، لكنها ضائعة بسبب الرجال، الذين يبددونها في العبث والطموحات العبثية والهموم التافهة. المشكلة إذن ليست طول الوجود، بل إساءة استخدامه.

هذه الأطروحة، على الرغم من صياغتها في القرن الأول، تتردد صداها بطريقة معاصرة غريبة. نحن نعيش في عصر مهووس بالإنتاجية والترفيه الفوري، حيث يقضي الناس معظم حياتهم منخرطين في أنشطة لا تساهم إلا قليلاً في تحقيق إنجازهم الحقيقي. إن المفارقة واضحة: فلم يكن لدينا قط ما يكفي من الموارد لتوفير الوقت، ومع ذلك لم نشعر قط بهذا القدر من الإرهاق، أو العبودية بسبب الإحساس بأن الحياة "فانية" تفلت من بين أصابعنا. بل إنها دعوة إلى التأمل العميق عن الوجود/البقاء. إن شئتم.

- الوقت كممتلكات غير قابلة للتصرف؛
يزعم سينيكا أن الوقت هو الخير الوحيد الذي نملكه حقًا، ومع ذلك فإننا نسلمه للآخرين بلا مبالاة. فنحن نسمح له بأن يستهلكه الاهتمامات الخارجية، والطموحات التي لا تنتمي إلينا، والقلق الذي يبعدنا عن ما هو مهم حقًا. ومع ذلك، عندما يقترب الموت، نندب مدى سرعة مرور الحياة بنا، دون أن ندرك أننا كنا نشتت وقتنا.

إذا فحصنا هذه الفكرة من منظور العالم الحديث، فسوف نرى أنها أصبحت أكثر إلحاحًا. فالشبكات الاجتماعية، وثقافة الإفراط في العمل، والبحث المستمر عن المكانة الاجتماعية - كل هذا يتآمر لإبقاء الفرد مشغولًا دائمًا ولكن نادرًا ما يكون حاضرًا. إنها مفارقة قاسية: نحن متصلون دائمًا، ولكننا منفصلون تمامًا عن اللحظة الحالية؛ نحن "نفعل" باستمرار، ولكن نادرًا ما نكون.

- الفلسفة الرواقية وإنقاذ الامتلاء؛
يقترح سينيكا حلاً رواقياً لهذه المعضلة: فالحياة لا تصبح مرضية إلا عندما نعيشها بضمير وهدف. وهذا يعني التخلي عن الخوف من المستقبل والهوس بالماضي، من أجل تكريس أنفسنا بالكامل للحاضر. والحكيم الحقيقي ليس من يعيش طويلاً، بل من يعرف كيف يعيش. وكمية السنوات لا أهمية لها مقارنة بالجودة التي تعمل بها.

هنا تلتقي الفلسفة الرواقية بتقاليد فكرية أخرى، مثل اغتنام الفرصة عند هوراس والحياة التأملية التي دافع عنها أرسطو. وكلها تشير إلى نفس الحقيقة الأساسية: الحياة قصيرة فقط بالنسبة لأولئك الذين لا يعرفون كيف يعيشونها.

- الخلاصة؛
إذن. إذا كان هناك شيء تعلمناه من تأمل سينيكا، فهو أن الوقت لا يُمنح لنا كهدية لا نهائية، بل كقرض هش. إن المشكلة لا تكمن في أن الحياة قصيرة، بل في أننا نقضيها وكأنها لا تنضب. ولعل أعظم حكمة إذن هي أن نتوقف عن التذمر من سرعة الوجود ونبدأ في ملئها بما هو مهم حقًا. بل إنها دعوة إلى التأمل العميق عن الوجود/البقاء. إن شئتم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Copyright © akka2025
المكان والتاريخ: طوكيـو ـ 02/17/25
ـ الغرض: التواصل والتنمية الثقافية
ـ العينة المستهدفة: القارئ بالعربية (المترجمة)



#أكد_الجبوري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إضاءة: البحث عن الزمن المفقود لمارسيل بروست/ إشبيليا الجبوري ...
- إضاءة؛ -في مديح الحماقة- لإيراسموس روتردام/ إشبيليا الجبوري ...
- بإيجاز: -الزمن الكافكوي: الاغتراب من أجل غرس عبثية الوجود/ إ ...
- برفقتك/ بقلم مانويل التولاغوير - ت: من الإسبانية أكد الجبوري
- صناعة الضحية؟… جيجيك مواجهًا فوكو/ شعوب الجبوري - ت:من الألم ...
- النافذة/ بقلم مانويل التولاغوير بولين - ت: من الإسبانية أكد ...
- الدراما الخفية للفقر في مجتمع الاستهلاك/ بقلم زيجمونت باومان ...
- إعادة التفكير في الحداثة/ بقلم زيجمونت باومان -- ت: من الإنك ...
- بإيجاز؛ -مثقف المشهد-.. من هول الثورية إلى ذهول العدمية / إش ...
- إضاءة: رواية -كاميلا- لفرانسيس بورني/إشبيليا الجبوري - ت: من ...
- بإيجاز؛ التناقض كجوهر للوجود الفكري/ إشبيليا الجبوري - ت: من ...
- الرأسمالية لا تفسر بمنطق -رأس المال- فحسب (6- 7)/ الغزالي ال ...
- النزاع حول التاريخ الحقيقي
- إضاءة: رواية -كما أحتضر- لويليام فوكنر/إشبيليا الجبوري - ت: ...
- الرأسمالية لا تُفسر بمنطق -رأس المال- فحسب (5 - 7)/ الغزالي ...
- إضاءة: رواية -السقوط- لألبير كامو/ إشبيليا الجبوري - ت: من ا ...
- الرأسمالية لا تُفسر بمنطق --رأس المال- فحسب (4 - 7)/ الغزالي ...
- الليل داكن - هايكو - السينيو
- إضاءة: رواية -الاراضي القروية العظيمة: المسارات-/ لجواو غيما ...
- الرأسمالية لا تُفسر بمنطق -رأس المال- فحسب (4 - 7)/ الغزالي ...


المزيد.....




- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...
- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أكد الجبوري - إضاءة: قِصَر الحياة ووهم الخلود في تأملات سينيكا / إشبيليا الجبوري - ت: من الإيطالية أكد الجبوري