فراس الوائلي
الحوار المتمدن-العدد: 8248 - 2025 / 2 / 9 - 07:01
المحور:
الادب والفن
في حضرة النور، حيث تُسكب الأرواحُ كأسًا من خمرِ الحقّ، هناك يجلس القلبُ عاريًا، يخلع ثوبَ الدنيا، ويغتسل في نهرٍ من أسرارِ العشق. يا من تبحث عن الطريق في متاهاتِ الظل، قف عند باب الصمت، ودع ضجيجَ السؤالِ يهدأ. هناك، في عمق السكون، تنفتح نافذةُ الرؤية، ويصبح الصوتُ نغمةً تسبحُ في فلكِ الأبد. رأيتُ درويشًا يحملُ جرحه كأنّه كنز، عيناه مغمضتان، لكنّه يُبصر ما لا نراه، خطواتُه ترسمُ على الترابِ قصصًا لا تنتهي، وفي يده سبحةُ الوقت، يلفّ بها أعمارَنا حول إصبعه. قال لي: “أيّها العابرُ بين الحلمِ واليقظة، لا تبتغِ الحقيقةَ في كتبٍ يُصفرّ ورقها، بل في نبضةِ قلبك حينَ يتهامسُ مع السماء. اغمس روحك في العشق، واجعل من الفناء بدايةً، لا نهايةً.” فهمتُ عندها أنّ الطريقَ ليس خارجيًّا، بل هو انحناءةُ الضوءِ في أعماقنا. ففي التصوف، نحنُ نُهزمُ لننتصر، ونُفنى لنحيا، ونُضيءُ لنذوبَ كالشمع. يا سالكًا في ظلالِ المعاني، دع الحرفَ يغدو صلاةً، والكلمةَ وردة، فهنا تبدأُ الحكاية، وفي الغيابِ يكتمل النصّ.
#فراس_الوائلي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟