فراس الوائلي
الحوار المتمدن-العدد: 8245 - 2025 / 2 / 6 - 06:05
المحور:
الادب والفن
أنا النبضُ المنسيُّ في ذاكرةِ الغيم، أتناثرُ كأسرارِ الأزرقِ حين ينسى اسمهُ في المرآة، أصيرُ شظايا برقٍ تائهٍ في مجرّاتِ الريح، أتموّجُ بين صمتِ السحبِ وانهيارِ الضوء، أعبرُ المسافةَ بين اللاشيءِ وهاويةِ الماء، ثم أسقطُ، لكنني لا أصلُ أبدًا. أنا المطر، لا أنتمي للأرضِ ولا أنفصلُ عنها، أتركُ فوق الجدرانِ بصماتٍ لا تُرى، أعيدُ رسمَ المدى كلّما تشققَ في حضنِ العاصفة، أهمسُ في أذنِ النافذةِ، فترتعشُ الشوارعُ كمجنونٍ يركضُ خلفَ السراب، أكتبُ القصائدَ في الطينِ وأمحوها قبلَ أن تنبتَ. أنا المطر، ذاكرةُ البحرِ حين يختنقُ بالشوق، اللحظةُ العالقةُ بين ارتعاشةِ الضوءِ وانطفائه، الحدودُ التي لا حدودَ لها، الصوتُ الذي يترددُ في الصمتِ حتى يصيرَ صمتًا. أنا المطر، وحدي أعرفُ كيف ينكسرُ الزمنُ حين يسقطُ في الماء، وكيف يتلاشى الحلمُ دون أن يصحو، وكيف يولدُ السرُّ في منتصفِ الغياب.
#فراس_الوائلي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟