قراءات نفسية في قصائد سردية تعبيرية/ بقلم الناقد والشاعر القدير كريم عبدالله

فراس الوائلي

الحوار المتمدن-العدد: 8105 - 2024 / 9 / 19 - 02:32
المحور: الادب والفن
    

قصيدة "أغصان الفجر" للشاعر فراس الوائلي تحمل طابعاً وصورياً عميقاً. يبدو أن الشاعر يعبر عن حالة من الحلم والخيال، حيث تتداخل الرموز والأساطير مع مشاعر الوحدة والضياع. دعني أقدم لك قراءة تحليلية للقصيدة:

العنوان "أغصان الفجر": العنوان يوحي ببداية جديدة أو أمل متجدد، لكن النص نفسه يعبر عن حالة من الظلام والضياع، مما يخلق توتراً بين الأمل واليأس.

الأسلوب والصور الشعرية:

"أندف الأحلام بعصا الوهم والعمر سرير القمر": تعبير عن تداخل الأحلام مع الوهم، حيث العمر يصبح شيئاً غير ملموس، مجرد "سرير القمر" الذي يعكس الهدوء والبرود.

"ملك مهزوم برمش وقحة": هنا، يشير الشاعر إلى الضعف والهزيمة التي تصيب حتى من يبدون في قمة القوة أو السلطة.

"كذبة بناها الزمن": يعكس شعور الشاعر بأن ما يعيش فيه هو مجرد كذبة أو وهم أوجده الزمن.

التباين بين الأرض والسماء:

"الأرض تحتي كالسماء والسماء فوقي لاوجود لها": تعبير عن التشويش والضبابية في الحياة، حيث لا يمكن التمييز بين الواقع والخيال.

التخيلات والأحلام:

"حشوت وسادتي ب فراشات الخيال، بالحب المخادع والورد المذبوح": يشير إلى التناقض بين الجمال والواقع المؤلم، حيث الأحلام مليئة بالألوان والرموز لكنها لا تعكس الحقيقة.

"أحلم بالعفريت كيف سيجلب لي عروسة من الجان": هنا، الشاعر يستخدم الأساطير كوسيلة للهروب من الواقع المؤلم.

الرمزية والأفكار الأعمق:

"تنين البحار ينفخ الأرق يضيئ الصباح": يعبر عن القوة المدمرة التي تقطع الهدوء وتفضح الأرق الذي يسيطر على الحياة.

"قلمي الحزين بجانبي يناديني": إشارة إلى أن الشاعر يجد solace من خلال الكتابة، حيث القلم هو أداة التعبير عن الألم والبحث عن معنى.

الختام:

"بدأت برسم العصافير المزقزقة على أغصان الفجر": رغم الألم والمعاناة، يظل هناك محاولة للتعبير عن الأمل والتجديد من خلال الرسم والشعر.

القصيدة بشكل عام تعبر عن صراع داخلي بين الأمل والضياع، بين الخيال والواقع، وتعكس رحلة الشاعر في البحث عن معنى وجمال في عالم يبدو غير قابل للتفسير.

عند قراءة قصيدة "أغصان الفجر" من منظور نفسي، يمكن أن تُفَسَّر على أنها تعبير عن صراعات داخلية وتوترات نفسية عميقة. إليك كيفية تحليل القصيدة من زاوية نفسية:

اللاوعي والخيال:

"أندف الأحلام بعصا الوهم والعمر سرير القمر": هنا يعبر الشاعر عن تأثير الأحلام والخيالات على حياته. استخدام "عصا الوهم" يشير إلى محاولة الهروب من الواقع باستخدام الخيال كوسيلة للتهدئة، بينما "سرير القمر" يوحي بالبرودة والانفصال عن الحياة الواقعية. هذا يعكس نوعاً من الانفصال أو الاغتراب عن العالم الحقيقي.

الأفكار والمشاعر المتضاربة:

"ملك مهزوم برمش وقحة، كذبة بناها الزمن": تعكس هذه الصورة شعوراً بالهزيمة والخذلان، حيث حتى المظاهر الملكية أو القوة يمكن أن تكون هشة وغير حقيقية. الشاعر يعبر عن شعوره بأن الحياة مليئة بالأكاذيب والتزييف الذي بناه الزمن، مما يخلق شعوراً بالمرارة وعدم الثقة في العالم من حوله.

الأرض والسماء كرمزين للواقع والخيال:

"الأرض تحتي كالسماء والسماء فوقي لاوجود لها": تعبير عن حالة من عدم الاستقرار والتشويش في الحياة. الأرض التي يفترض أن تكون الأساس صارت كالسماوات البعيدة، والسماء التي تُمثل الأمل والراحة لا وجود لها، مما يعكس شعوراً بالضياع.

الصراع الداخلي والأحلام:

"حشوت وسادتي ب فراشات الخيال، بالحب المخادع والورد المذبوح": يعبر هذا عن صراع داخلي بين الرغبة في الهروب من الواقع بالخيال والأحلام، وبين الوعي بالحقيقة المؤلمة. الشاعر يملأ "وسادته" بالمشاعر والتصورات التي قد تكون مخادعة، مما يشير إلى عدم القدرة على مواجهة الواقع بشكل مباشر.

القلق والأرق:

"تنين البحار ينفخ الأرق يضيئ الصباح": التنين كرمز للأرق أو القلق الداخلي الذي ينفثه، مما يؤثر على الحياة اليومية ويجعل الصباح أو بداية جديدة مضطربة. هذا يعكس تأثير الأرق والقلق على القدرة على البدء من جديد والتمتع بالحياة.

الكتابة كوسيلة للتعبير:

"قلمي الحزين بجانبي يناديني": القلم هنا يمثل وسيلة للشاعر للتعامل مع مشاعره والأفكار التي تدور في ذهنه. الكتابة تكون طريقة للتعامل مع الألم الداخلي ومشاركة تلك المشاعر مع العالم الخارجي.

التجديد والأمل:

"بدأت برسم العصافير المزقزقة على أغصان الفجر": رغم التحديات والصراعات النفسية التي يمر بها الشاعر، فإنه يحاول العثور على الأمل والتجديد من خلال الفن والإبداع. رسم العصافير على "أغصان الفجر" يشير إلى محاولة إيجاد الجمال والأمل حتى في ظل الألم والتحديات.

الختام:

القصيدة تُعبر عن رحلة نفسية معقدة تتضمن صراعات داخلية، هروباً إلى الخيال، وشعوراً عميقاً بالضياع والقلق. لكنها أيضاً تحتوي على عناصر الأمل والتجديد، حيث يظل الشاعر يسعى لإيجاد الجمال والإبداع كوسيلة للتعامل مع مشاعره وصراعاته.

القصيدة :

أغصان الفجر

أندف الأحلام بعصا الوهم والعمر سرير القمر. ملك مهزوم برمش وقحة، كذبة بناها الزمن عمر يصب في الضياع، الأرض تحتي كالسماء والسماء فوقي لاوجود لها سوى هذا الليل الكسو والنجوم الشاحبة. حشوت وسادتي ب فراشات الخيال، بالحب المخادع والورد المذبوح بأمواس الحسد فأنام في الطلاسم ، أحلم بالعفريت كيف سيجلب لي عروسة من الجان، أهدأ خوفي الدفين بقدرتي على صرف الأرواح السفلية. وفي أعماق المحيطات السماوية يستيقظ تنين البحار ينفخ الأرق يضيئ الصباح يشرف على نهاية العالم. قلمي الحزين بجانبي يناديني بدأت برسم العصافير المزقزقة على أغصان الفجر .

#فراس_الوائلي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات