أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فراس الوائلي - الرمز الصوفي في الشعر التعبيري السردي














المزيد.....

الرمز الصوفي في الشعر التعبيري السردي


فراس الوائلي

الحوار المتمدن-العدد: 6934 - 2021 / 6 / 20 - 19:58
المحور: الادب والفن
    


أخذ الشعر السردي التعبيري حيزا كبيرا في الذائقة العالمية عموما والعربية خصوصا منذ انطلاقه حيث أحدث قفزة فلكية في التحرر من القوالب التي حكمت الشعر العربي طيلة قرون متطاولة وفجر اللغة وذهبت كواكبه مبحرة صوب اللانهائيات بالبديع الزاهر والبيان الساحر والانزياح المبهر قادما من المستقبل لكتابة قصائد العصر.
قصيدة اليوم كتلة مضغوطة العوالم، كثيفة الدلالات، تنطلق من أعماق الشعور الإنساني لتصل ملكوت المعنى حيث الرمزية الصوفية لتجربة بشرية في سيرها نحو عوالم الكمال والجمال بقوارب العقل والنفس وتكسير قيود الظلام التي فرضها الواقع على نفوس الشعراء، المتصوفة، والعرفاء.
1. نص القصيدة
غربة الناي/ فراس الوائلي
غربة الناي بين الحطب، ألم يعزف نفسه، نار تكره الأنغام، وفي السماء نجمة يعدو في عينيها كوكبان وآلهة غرقى، والقمر الناجي من الطوفان. المطر كثير الدلال، لا يعلم بأن الأطفال لا يجيدون الغرام. كمنجة وسط النار تصرخ، ذنبها البوح لقيثار شرقي متزمت، دموع الأوتار البريئة، لا يعرفها اللهب. ورغم الحريق، أتسامى متحدا بالسماء.
2. تفكيك المعنى
/غربة الناي بين الحطب/ الناي ( رمز تغييب الجسد) وسط نيران الغربة الروحية، وأعظم الوجع سجن الملاك في زنزانة الشيطان.
/ألم يعزف نفسه/ عبر تجاويف الناي يعزف الشاعر ذاته لخلق عالم جديد بإظهار المعنى الباطني في مقابل الواقع الإنساني المحاكي له في حركة جوهرية تتحول فيها النفس من فحمة باردة مظلمة إلى جمرة متوهجة فالعزف هنا انتقال وتحول من أرض الرماد إلى العالم الزاهر بالجمال والحقائق وهو ولادة الشعر وانبثاقه من وسط الانكسارات الروحية الهائلة.
/نار تكره الأنغام/ نار الواقع شديدة الأهوال عظيمة الحسد جليلة الأحقاد تكره أنغام الحب والجمال عدوة النقاء تكره الأمطار ومناظر الحقائق البهيجة في النفس المضيئة.
3. يبدأ العزف حين يلمح الحقيقة.
/ وفي السماء نجمة / إشارة للمعية الإلهية في سماء الروح التي أشرقت بفعل السير إليها حبا بعدما ضاقت آفاق الرؤى في الواقع المتحجر.
/يعدو في عينيها كوكبان/ وهما العقل والنفس اللذان انفتحا باليقين والمشاهدة والتذوق والترويض وإدمان أفعال النور والجمال والنأي عن كدورات الخطايا والآثام. فعقل الشاعر ونفسه يسافران في أرض الجلال الخلاب والجمال الساحر في طواف ينشد سرمدية اللحظات.
/ وآلهة غرقى/ وهي اشارة رمزية لجيوش العشاق من المتصوفة والعارفين، والحواس الإنسانية التي فنيت بذلك الجمال الإلهي الخلاب، واندكت فيه وهو مقام الفناء وانعدام الأنا العليا فالجميع غارقون في بحر الجمال لا يرون في الدار ديارا غير الحق سبحانه.
/المطر كثير الدلال/ فالمطر هو أصل الحياة على الأرض وهو الجمال الناضر والسحر المعرفي الذي يحبس الأنفاس عند نزوله على طفولة النفس السالكة وهو إشارة كثيفة الدلالة لتعالي ورقة المعارف النورانية.
/لا يعلم بأن الأطفال لا يجيدون الغرام/ الأطفال لا يجيدون الغرام حينما يكونون في احضان الحقائق المدهشة التي تحيطهم بالرحمة والحنان الأخاذ فيضطربون وتصدر عنهم الشطحات ( الطفولة الروحية) فيدخلون في غيبوبة السكرات ونوبات الهذيان كما حدث للحلاج وغيره من المتصوفة الكبار، فالحقائق الساطعة لا تلتفت لجهل الطفولة وكدورات النفس البشرية، فالشمس حين تشرق تغطي بنورها أرض القبح والجمال.
. /كمنجة وسط النار تصرخ/ صراخ الروح في سجن البدن وغربتها وسط نيران الواقع الذي يحارب الجمال والابداع وكل جديد وغير مألوف.
/ذنبها البوح لقيثار شرقي متزمت/ بعد السكرة بجمال اللذائذ المعنوية والفناء فيها تعود النفس لمحيطها المتزمت لتبوح بالأسرار المضيئة فتكون غريبة عما حولها يحاصرها ويتربص بها الأعداء والحساد، وهو شعور عبر عنه فطاحل الشعراء كالمتنبي العظيم حين قال:
أَنا تِربُ النَدى وَرَبُّ القَوافي
وَسِمامُ العِدا وَغَيظُ الحَسودِ
أَنا في أُمَّةٍ تَدارَكَها اللَـ
ـهُ غَريبٌ كَصالِحٍ في ثَمودِ
/دموع الأوتار البريئة، لا يعرفها اللهب/ دموع النقاء والاشراق التي تبعث من شغاف القلب واوتاره الرهيفة لا يعرفها الواقع الحقود الذي يمعن في حرق مشاعرها رفضا وحربا وحسدا لحروف ناضرة المعنى كثيفة الأغصان ناضجة الثمر.
/ورغم الحريق، أتسامى متحدا بالسماء/ ورغم حريق الواقع وشدة الغربة الروحية فاللهب مداد الشاعر لصياغة قصائد الدموع متساميا متحدا بالسماء.



#فراس_الوائلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنسان بين عالمين
- دمع الرماد
- قراءة أدبية في قصيدة ( أورورا) للشاعر فراس الوائلي بقلم الشا ...
- قراءة أدبية في قصيدة (( أورورا)) للشاعر المبدع فراس الوائلي ...
- دراسة نقدية / بقلم الناقدة الفذة د . رشا السيد أحمد / الرمزي ...
- دم الحسين
- نصان سرديان/ قصة الخراب/ غربة الناي
- قمر الأحلام
- نصان سرديان/ مرمر السماء / أظافر الشيطان
- قراءة تحليلية أولية للناقدة المبدعة مرشدة جاويش في نص أغصان ...
- قراءة تحليلية نقدية للناقد المبدع هشام صيام في نص متاحف العق ...
- شمس سومر
- هضاب الذاكرة
- بكى الطين
- قناديل الألم
- سيدة البوبجي
- متاحف العقل
- أغصان الفجر
- البلابل السوداء
- هذيان


المزيد.....




- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فراس الوائلي - الرمز الصوفي في الشعر التعبيري السردي